تستعد ناشطات سعوديات في الشأن البيئي لإطلاق حملة توعوية ضخمة، شرق السعودية، يأتي على رأس أهدافها «تعزيز الانتماء الوطني»، التي ستنطلق يوم الأحد المقبل، برعاية الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، وتأتي هذه الحملة من تنظيم اللجنة الصحية بجمعية فتاة الخليج النسائية بالخبر، تزامنا مع افتتاح فعاليات مهرجان «البيئة بعيوننا» الثاني، الذي يقام برعاية شركة «أرامكو السعودية»، وبالتعاون مع إدارة التربية والتعليم (قسم نشاط الطالبات بالخبر).
وتوضح لـ«الشرق الأوسط»، هدى الصياحي، المنسقة الإعلامية للمهرجان، أنه مع نهاية الفعاليات التي تستمر على مدى يومي الأحد والاثنين المقبلين، وسيتم الإعلان عن تأسيس «جمعية صديق البيئة»، مؤكدة أن هذه الفكرة تم طرحها العام الماضي وحازت الآن على التعزيز الكافي لإطلاق الجمعية، حسبما تفيد، متابعة بالقول «في العام الماضي تضمنت الفعاليات مشاركة المدارس الأهلية والحكومية، إنما هذه السنة ستقتصر فقط على المدارس الحكومية»، مؤكدة أنه سيشارك في المهرجان أكثر من 21مدرسة في مدينة الخبر ما بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية، وذلك في إطار التأكيد على أهمية الثقافة البيئة.
وكشفت الصياحي عن أهم أهداف الحملة البيئية، مبينة أنها تشتمل على تعزيز الانتماء الوطني، وتوعية الناس بأهمية المحافظة على البيئة، وإعداد جيل يدرك أهمية البيئة الطبيعية من حوله، وتنمية العادات السلوكية الجيدة لدى الأبناء والبنات في المحافظة على البيئة، وتوعية فئات المجتمع بالنتائج الإيجابية لتقدير البيئة والمحافظة عليها، والتوجيه والإرشاد بالطرق السليمة لحماية البيئة والاستفادة منها، إلى جانب تأسيس جمعية صديق البيئة.
وتتضمن فعاليات المهرجان الذي سيحتضن فعالياته مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك)، تقديم أوبريت عن البيئة إلى جانب عرض مسرحي قصير، في حين سيتم تتويج مدارس البنات الفائزة في المسابقات التي تتضمن اختيار أكثر المدارس تفاعلا بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتتحدث الصياحي عن مشاركات الطالبات بالقول: «أثنينا كثيرا عليها، وكان حجم التنافس كبير جدا بينها، لدرجة أننا - في لجنة التحكيم - كنا كثيرا ما نحار في تحديد المراكز الأولى من بينها».
يذكر أن اللجنة الصحية في جمعية فتاة الخليج بالخبر كانت قد نظمت في شهر فبراير (شباط) الماضي، لقاء بيئيا خلص إلى عدة مقترحات بشأن التوعية البيئية في المدارس، جاء من أبرزها المطالبة بتزويد المدارس بأجهزة كشف التلوث للتأكد من سلامة الهواء، إلى جانب التوصية باحتضان المواهب الفنية في إعداد الأفلام القصيرة التثقيفية، والمطالبة بتبني المناهج المدرسية لثقافة «الترشيد»، وذلك في ورشة عمل عن مفاهيم التربية البيئية، نظمها برنامج «أرامكو السعودية» للتربية البيئية بالتعاون مع الجمعية.
وتحدثت لـ«الشرق الأوسط» أنيسة المعيبد، وهي نائب رئيس اللجنة الصحية في جمعية فتاة الخليج، عن المسابقة البيئية التي تترافق مع مهرجان «البيئة في عيوننا»، موضحة أن الجمعية ساهمت مع قسم الأنشطة المدرسية في مكتب الإشراف التربوي بالخبر والمدارس الحكومية التابعة له في جميع المراحل، وأفادت بأن فئات المسابقة تنقسم إلى التالي: المرحلة الابتدائية التي ستتنافس على إعداد أفضل مجلة تتحدث عن البيئة، والمرحلة المتوسطة التي ستتنافس على اختيار أفضل مدرسة صديقة للبيئة، وأخيرا، المرحلة الثانوية التي ستتنافس على أفضل مشروع بيئي تختاره الطالبات؛ على أن يتم تقديم المشروع كورشة عمل.
وتطرقت المعيبد، خلال اللقاء، إلى نتاج تجربة المهرجان البيئي الأول الذي أقامته الجمعية في العام الماضي، بقولها: «المدارس لم تقصر معنا، وعملنا مجموعة لوحات توعية عن البيئة والنظافة، وقمنا بدورنا في تسليم هذه اللوحات لبلدية الخبر وتوزيعها على الشوارع والمرافق العامة، وكان ذلك قبل 9 أشهر تقريبا، لكن حتى الآن لم نشاهد أي لوحة تم تعليقها على الرغم من المجهود الكبير الذي تم بذله، ولهذا فأنا أوجه النداء بشأن اللوحات التي تعبت في إعدادها الطالبات، فلا بد من أن يراها الناس ويستفيدوا منها لخدمة نظافة الشواطئ والمرافق العامة».
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان «البيئة في عيوننا» الأول أقيم في الواجهة البحرية لمدينة الخبر، وكان قد حظي بمشاركة عدد كبير من الجهات الحكومية والأهلية، جاء منها: شركة «أرامكو السعودية» (الراعي)، وأمانة المنطقة الشرقية، والهيئة العامة للسياحة، ومركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك)، والمركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية، وجامعة الملك فيصل، وإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية، وسلاح الحدود، ومرور الشرقية، إلى جانب مشاركة 9 مدارس حكومية و6 مدارس أهلية.