تحذيرات من تزايد حالات الإساءة والإيذاء للأطفال المعاقين بالسعودية

يقف خلفها نقص الوعي وقلة الخبرة في التعامل لدى الأسر

TT

حذرت متخصصة في مجال رعاية الأطفال ذوي الإعاقة من تنامي ظاهرة العنف الأسري ضد تلك الفئة في المجتمع السعودي، مؤكدة أن غياب الإحصاءات والدراسات الاجتماعية الراصدة للظاهرة على المستوى المحلي على الرغم من ظهور بوادر في أحاديث الناس ورجل الشارع يؤكد على خطورة ذلك التنامي.

وأشارت هدى بنت عبد الله الحيدر، عضو مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الخيرية، إلى أن حالات الإساءة لذوي الإعاقة، وخصوصا الأطفال منهم باتت ظاهرة تثير القلق على المستوى المحلي، مشيرة إلى أنه من خلال متابعتهم لعدد من الحالات التي تتردد على جمعيتهم الخيرية تم رصد ارتفاع حالات الإساءة الجسدية لأولئك الأطفال، ولفتت إلى تزايد في عدد الاعتداءات الجنسية من بين تلك الحالات.

وأرجعت الحيدر تزايد تلك الحالات إلى نقص الوعي لدى بعض أسر ذوي الإعاقة، مؤكدة على أن بعض الأسر ترفض الاعتراف بإعاقة الطفل لديهم، ولفتت إلى أن ذلك يؤدي إلى سوء معاملة الطفل المعاق من قبل أسرته، الذي ينتج من طريقة تعامل الأسرة مع الطفل المعاق، والذي يتم معاملته كطفل سوي على الرغم من إعاقته.

وترى الحيدر أن تلك النظرة القاصرة لدى أسرة الطفل المعاق وتجنب الاعتراف بإعاقته تشكل إحدى الآثار السلبية في التعامل مع الطفل المعاق، مما ينتج عنه تعرض الطفل لحالات من التعنيف الجسدي، وموضحة أن السلوكيات الصادرة عن الطفل المعاق ناتجة عن إعاقته، ولكونها خارجة عن إرادته الشخصية، في وقت تنظر فيه الأم إلى تلك السلوكيات كنوع من التجاوز للسلوكيات السليمة، فينتج عن تلك النظرة ردة فعل سلبية من قبل الأم ينجم عنها تعرض الطفل المعاق لأنواع من العنف الأسري ما بين عنف لفظي يتطور إلى اعتداء جسدي لحد الضرب والإيذاء البدني.

وشددت عضو مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الخيرية على ضرورة توعية المجتمع المحلي بخطورة تلك الظاهرة المتمثلة في سوء معاملة ذوي الإعاقة، ومؤكدة على أهمية تبني سياسات واستراتيجيات وطنية للتدخل في حالات الإساءة التي يتعرض لها الأطفال المعاقون.

وكشفت الحيدر عن اقتراب إطلاق مشروع وطني تتبناه جمعيتها للحد من ظاهرة الإساءة للأطفال المعاقين محليا، وموضحة أن العمل جارٍ لتقديم برنامج متكامل لحماية الأطفال ذوي الإعاقة، ولفتت إلى أن البرنامج سيقدم خلال الفترة المقبلة لمجلس إدارة جمعية أسر التوحد لاعتماده.

وتوقعت الحيدر أن يكون البدء في البرنامج في فترة القليلة المقبلة، دون تحديد لتاريخ لإطلاقه، موضحة أن البرنامج يحظى بفريق عمل متخصص في مجال الأطفال المعاقين وحمايتهم.

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه مكتبة الملك عبد العزيز العامة ممثلة بالمكتبة النسائية لتنظيم محاضرة بعنوان «العنف ومعاناة ذوي الإعاقة منه» للدكتورة فوزية بنت محمد أخضر مدير عام التربية الخاصة للبنات سابقا، وعضو النظام الوطني للمعوقين، ورئيسة اللجنة النسائية لشؤون المرأة المتقاعدة، وعضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين.

وتقام تلك المحاضرة مساء اليوم (الاثنين) تحت رعاية حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة بنت طراد الشعلان بمقر المكتبة بحي الروضة، التي من المقرر أن تحظى بحضور من قبل عدد من المتخصصين والمهتمين بالشأن العام لذوي الإعاقة بالبلاد.

من جانبها، أشارت نورة بنت صالح الناصر مشرفة المكتبة النسائية الرئيسية بمكتبة الملك عبد العزيز العامة إلى أن المحاضرة تأتي في إطار الاهتمام الحكومي بقضايا المرأة السعودية، ودعمهم لجهود تنمية قدراتها المعرفية والعلمية للمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية.