تحلية المياه: 5 أسباب وراء تأخر مشروع مياه الشقيق

الصافي لـ «الشرق الأوسط» : فقدنا 5 عمال العام الماضي بسبب وعورة المنطقة

وعورة المنطقة أسهمت في تأخر المشروع («الشرق الأوسط»)
TT

حددت المؤسسة العامة لتحلية المياه السعودية، خمسة أسباب قادت إلى تأخر مشروع أنظمة نقل مياه الشقيق، في مرحلته الثانية، من أبرزها وعورة المنطقة، والتي أسهمت في تأخر نقل المعدات الثقيلة، ومحاصرة بعض العمال، وأدت إلى وفاة خمسة عمال العام الماضي، بحسب خبير في المشروع.

وكشف المهندس خالد بن محمد الصافي، المشرف على لجنة الإشراف لمشروع أنظمة نقل مياه الشقيق (المرحلة الثانية)، عن أن المؤسسة والشركات المنفذة واجهت الكثير من التحديات، وصفها ببالغة الصعوبة، من بينها صعوبة نقل المعدات الثقيلة والمواد إلى مواقع العمل، على اعتبار أنها منطقة جبلية، يصعب بلوغها، حدت كثيرا من تنقلات العمالة التابعة للشركات المنفذة للمشروع بين مواقع العمل، سواء كان ذلك في مشروع تنفيذ الأنابيب أو في محطات الضخ.

وأضاف الصافي «من أهم أسباب التأخير في تنفيذ المشروع، إلى جانب طبيعة المنطقة، تأخر عمليات تفجير الصخور الصلبة في المنطقة نظير استكمال الإجراءات مع وزارة الداخلية، لأخذ تصاريح التفجير، وخصوصا إذا كانت في مناطق سكنية، ووقوع عدد من المواقع في بطون الأودية والمرتفعات السلاسل الجبلية حيث لا تتوفر الخدمات».

ولفت المشرف على لجنة الإشراف لمشروع إلى أن هطول الأمطار بشكل مستمر يسهم في زيادة صعوبة العمل عندما يؤدي إلى تلف الطرق لكونها غير معبدة، مما يعوق الوصول إلى مواقع العمل وأحيانا تحدث محاصرة للعاملين الموجودين في المشروع، ويشل حركتهم بسبب تساقط الصخور بصورة مفاجئة، مشيرا إلى أنه سبق أن سقطت الصخور على العمال في نهاية العام الماضي وتوفي خمسة أشخاص جراء الحادث.

وحملت المؤسسة على لسان خالد الصافي، جهات أخرى تأخر تنفيذ المشروع من بينها وزارة النقل بعد توسعت الطريق في المسار الذي يسير عليه المشروع والمفترض أن يكون في حرم وزارة النقل والمواصلات، إلا أن توسعة الطرق من أحادي إلى ثنائي، وإنشاء طرق فرعيه وطرق جديدة، وكذلك تصاريح شركات الاتصالات وتوسعها في إمداد شبكاتها والتي عطلت المشروع، بحسب الصافي، وجعلته يخرج من المسار التعاقدي في أملاك الدولة إلى البحث عن مسارات أخرى في الأملاك الخاصة، وهذه المسألة دفعت بالمواطنين لاعتراض أعمال التنفيذ في تمديد خط الأنابيب على اعتبار أن المشروع مر بوسط أراضيهم ومزارعهم، كذلك يرفضون عدم مرور الأبراج للضغط العالي من فوق منازلهم مما استدعى الاستعانة بإمارة المنطقة.

واعترف المهندس الصافي بالهجرة سكانية في بلحمر وبلسمر والنماص وتنومة نتيجة الحاجة الشديدة للماء، على الرغم من وجود خط أنابيب الشقيق - أبها المرحلة الأولى، الذي تم تدشينه قبل 25 سنة، ليغذي منطقة عسير بالمياه المحلاة، إلا أن قلة الأمطار وشح الآبار وجفاف الأودية إلى جانب تكاثر سكان المنطقة والتنمية العمرانية العالية جدا أوجدت حاجة ملحة في الأيام الماضية لزيادة مصادر المياه.