أكاديمي سعودي يستعرض تاريخ تهجين الإبل في أمسية جمعية المحافظة على التراث

أكثر من 3000 بحث نشرت عن الإبل في 46 دولة حول العالم

TT

في سعي للمحافظة على التراث السعودي، أقامت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث أمسية «سباق الهجن في صورة» في البيت الطيني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض، تعزيزا لرسالة الجمعية في رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الإرث الحضاري بإيجاد نشاطات ومراكز ثقافية في المواقع الأثرية والتراثية.

وشملت فعاليات الأمسية عرض ورقة عمل من الدكتور خالد السبيل الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القصيم، عن تاريخ تهجين الإبل بين أجناس الإبل في العالم، والتقسيم الحديث لسلالتها، حيث فرق فيها بين أجناس الإبل ونشأتها وطرق تهجين الجمال العربية والجمال ذات السنامين واستعرض أول تجربة استنساخ للإبل «ابن شوقان» في العالم في دبي في أبريل (نيسان) عام 2009.

وذكر الدكتور السبيل خلال عرضه لورقته تقسيم الإبل في السعودية حسب شكلها الخارجي، بناء على دراسات مركز أبحاث الإبل والمراعي بمنطقة الجوف (شمال السعودية)، التي حددت تقسيم الإبل من حيث شكل الرأس وشكل الأذن وبروز الجبهة، فضلا عن التفرقة بينها حسب عرض الرقبة والمنحر وكبر خفي الجمل وسنامه، لتبيان مواضع جمال الإبل التي تظهر جليا في منافسات «المزاين» التي تقام سنويا للإبل بين القبائل في السعودية.

وأوضح السبيل الفوائد العلاجية التي قدمتها الأبحاث في حليب الإبل وبولها في علاج التهاب الكبد الوبائي وبعض أنواع السرطان للتركيز العالي للبوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية. وأكد الدكتور السبيل بالأرقام تطور الأبحاث والدراسات العالمية المنشورة عن الإبل في العقد الأخير إلى أن تجاوزت حاجز 3000 بحث في 46 دولة حول العالم، مبينا أن استخدامات الإبل قديما لا تزال بعضها مستمرة كركوبها في مسابقات الهجن.

من جانب آخر، افتتحت الأميرة عادلة بنت عبد الله، رئيس مجلس إدارة الجمعية، معرض التصوير الفوتوغرافي المصاحب للأمسية، والخاص بسباق الهجن في مهرجان الجنادرية الماضي، حيث استفاد الشباب والشابات وذوو الاحتياجات الخاصة من ورش العمل التي عقدتها الجمعية آنذاك.

وأوضحت المصورة مديحة العجروش مقدمة ورشة العمل أن تجربة تعليم فن التصوير الضوئي بغرض نشر التوعية بالتراث تجربة ملهمة، مشيرة ومشيدة بعدد الراغبين في الانضمام في الورشة، وأبانت العجروش أنه رغم أن جزءا من المشاركين في الورش من المبتدئين في مجال التصوير الضوئي فإن جزءا كبيرا منهم التقطوا صورا تتسم بالإبداع، معربة عن أملها بأن تكون نواة لمستقبل نير لمن أنتجوا هذه الأعمال في محطات عالمية من خلال منافسات دولية.

وأكدت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز أن الجمعية تهدف من تنظيم الأمسية إلى تعزيز رسالة الجمعية المتمثلة في المحافظة على التراث، ولتكون محركا فاعلا ومؤثرا في مجال حفظ التراث السعودي ورفع مستوى الوعي بأهميته وقيمته الوطنية والاستفادة منه.

وأبانت أن الجمعية تهدف من تنظيم فعالياتها المختلفة إلى دعم رسالة الجمعية المتمثلة في حفظ الإرث الحضاري من خلال رصد وتوثيق، وتطوير التراث السعودي، وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى العناية والاهتمام، وتحفيز ودعم المجتمع والمؤسسات المعنية للتعاون في إحياء التراث بمختلف أبعاده.

وأشارت الأميرة عادلة إلى أن الهدف من تنظيم الأمسية يتمثل في بحث سبل دمج التراث السعودي في الحياة المعاصرة، مشيرة إلى أن الجمعية هدفت من تنظيم الأمسية والمعرض الضوئي المصاحب إلى جذب الشباب من الجنسين إلى قضايا التراث لا سيما أن قضايا التصوير الضوئي تشغل حيزا من اهتمام المجتمع وهو ما يساهم في توثيق التراث وحفظه، مؤكدة في الوقت ذاته سعي الجمعية إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مناشطها المختلفة لتمكينهم من إطلاق قدراتهم الثقافية والإبداعية.