جازان: مشروع ريادي لتسويق المانجو الموسمي في المدن السعودية إلكترونيا

انطلاق فعاليات مهرجان المانجو بالقنفذة اليوم في نسخته الثالثة

فعاليات مهرجانات المانجو في السعودية تتخطى الحدود إلى دول الجوار («الشرق الأوسط»)
TT

قبل أيام قليلة كان السعوديون في منطقة جازان (جنوب السعودية) موعودين بالاستمتاع بفعاليات مهرجان المانجو السنوي، الذي يباع فيه إلى جانب العسل والفواكه الاستوائية التي تشتهر بها تلك المنطقة، والتي تصدّر بنهاية المهرجان لمدن وقرى السعودية لبيعها في المحال التجارية، مما دفع مجموعة من الشباب السعوديين لبدء تسويقه إلكترونيا على حساباتهم بالشبكات الاجتماعية.

عبد الرحمن ساحلي شاب من مدينة جازان متخصص في التقنية، بدأ بفكرة مشروع «مانجو جيزان» من خلال متابعته لأخبار المهرجان على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، والتي أوحت له بفكرة بدء بيع المانجو المنتج محليا والتسويق له بين أوساط السعوديين بطريقة إلكترونية عن طريق موقع على شبكة الإنترنت يتم فيه طلب المنتج والكمية وشحنه للمستهلك بالنقل الجوي وبرسوم رمزية، خصوصا عند ملاحظته لتعمد بعض التجار بيعه بضعف السعر الذي يباع به وأقل جودة نتيجة لتأخر شحنه بعد المهرجان.

وأفاد ساحلي أنه اتجه مع مجموعة العمل التي كونها للمشروع لعمل اتفاقية مع شركة المساهمة «جازادكو» هي من أكبر شركات الإنتاج الزراعي في المنطقة، لعمل حيز افتراضي لشحن الشحنات على موقع إلكتروني حمل اسم المشروع «مانجو جيزان» وبارك هذه الخطوة الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان الذي دشن الموقع الإلكتروني بنفسه. وأشار ساحلي إلى أن هذه الخطوة الريادية ما هي إلا لضمان إيصال مانجو جيزان إلى المستهلكين السعوديين مباشرة بعد قطفه من المزارع بجودته ودون تعرضه للتلف. يقول ساحلي: «شغلنا الموقع بشكل تجريبي فبعنا 1000 كرتون مانجو خلال 12 ساعة من بدء إطلاق الحملة التسويقية له، وبالأمس انتهينا من بيع وشحن 1000 كرتونة أخرى خلال خمس ساعات».

نجاح الحملة التسويقية لـ«مانجو جيزان» على الشبكات الاجتماعية دفع عبد الرحمن ساحلي ومجموعة العمل المتكونة من ثلاثة أشخاص إلى التطلع نحو تحويل موقع «مانجو جيزان» إلى متجر متكامل يبيع ويسوق للمنتجات التي تشتهر بها منطقة جازان من الأسماك وأطواق الفل والكادي، والمنتجات الحرفية وشحنها طوال العام دون الاكتفاء بالعمل الموسمي فقط، حيث أشار ساحلي إلى أن هذه الخطوة ستقدم دعما للأسر المنتجة في جازان. وساعد على انتشار الفكرة توجه علي شنيمر المتخصص في التسويق إلى الترويج لمانجو جيزان على شبكة «تويتر» بعد زيارته لمدينة جازان خلال نهاية الأسبوع الماضي دعا فيها الشباب في جيزان ومحافظة أبو العريش إلى استغلال الموسم في تسويق المانجو، مما خلق تفاعلا كبيرا من متابعيه لنشر الفكرة وحث الناس على الشراء وشرح مزايا مانجو جازان على وسم خاص ما زال حافلا بالمشاركات.

وذكر شنيمر لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يجد أن ذلك التفاعل الكبير شيء مستغرب كون السعوديين يتسابقون لدعم الأفكار والمبادرات الإبداعية، متمنيا أن تكون هذه الفكرة التسويقية لمانجو جيزان تشجع الكثير من الشباب لاقتحام مجال التسويق الإلكتروني واستكشاف مجالات جديدة للأعمال.

إلى ذلك، ينطلق اليوم في محافظة القنفذة مهرجان المانجو في نسخته الثالثة، على الطريق الرئيسي الدولي أمام بوابة القرن، بدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في فرع منطقة مكة المكرمة وبمشاركة مجموعة من الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية وملاك المزارع المنتجة للمانجو.

وأوضح فضا البقمي محافظ القنفذة أن مهرجان المانجو السنوي خلال نسختيه السابقتين حظي بنجاح كبير ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى دول الخليج، كما أن الهدف تعدى التعريف بالمنتج للأفراد من مواطنين ومقيمين إلى أهداف اقتصادية، وحرص ملاك المصانع والمنتجون للعصائر في المملكة خلال النسخ السابقة على حضور فعاليات المهرجان، وتأكيد حضورهم لفعاليات هذا العام، وذلك للتعرف عن كثب على أنواع فاكهة المانجو، من خلال وجود المزارعين والمنتجين الذين يعرضون ما لديهم من أنواع مميزة، ذات مذاق خاص والتي تشتهر بها مراكز وقرى محافظة القنفذة. وأشار البقمي إلى زيادة إنتاج هذا العام بنحو 40 في المائة عن العام الماضي، مبينا أن المحافظة تعتبر من أهم المناطق في المملكة إنتاجا للمانجو، حيث تشمل ما يزيد عن 100 ألف شجرة مانجو، بالإضافة إلى إنتاجها المميز من فواكه عديدة مثل الليمون والموز والعطريات. من جهته تحدث الدكتور هشام بن محمد مدني مستشار الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكة المكرمة والمساعد للمحافظات عن رصد مؤشرات الهيئة العامة للسياحة لنجاح باهر في النسختين السابقتين، مشيرا إلى أن نشأة فكرة هذا المهرجان أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار وتقوم الهيئة وبتوجيهات الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة وتوجيهاته بتقديم كافة الدعم والمساندة التي تساهم في إنجاح فعاليات المهرجان وخروجه بالشكل المأمول.