سعوديات على قمة «إفرست» دعما لمريضات سرطان الثدي

للتوعية بنمط حياة صحي يخفف من نسب الإصابة بالمرض

فريق رحلة نساء جبل إفرست في لقطة جماعية بعد وصوله للعاصمة النيبالية كاتماندو («الشرق الأوسط»)
TT

أقدمت سعوديات على خوض رحلة لتسلق أعلى قمم العالم «إفرست»، دعما لمريضات سرطان الثدي، في رحلة هي الأولى من نوعها لسعوديات، إذ تعد «رحلة نساء جبل إفرست» بمثابة حملة توعوية ضد مرض سرطان الثدي، دعما للرحلة الطويلة التي يستغرقها العلاج والتعافي منه.

الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، إحدى السيدات العشر اللاتي سيخضن الرحلة، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» قبل انطلاق الرحلة، مبينة أن الإقدام على هذه الخطوة لم يكن نابعا إلا من إصرار وعزيمة الفريق لتأدية رسالة هدفها سامٍ، وهو التوعية بسرطان الثدي. وأردفت بالقول «فكرة الصعود لقمة إفرست وتحمّل رحلة 14 يوما للوصول إليها ما هي إلا تضامن مع مريضة سرطان الثدي، ومشقتها في رحلتها الطويلة نحو الشفاء».

وخضع الفريق النسائي المكون من 10 سيدات تم اختيارهن من أصل 40 متقدمة للرحلة أعمارهن تتراوح بين 25 و50 عاما، يشاركن بالنيابة عن مريضات مصابات بسرطان الثدي أو ناجيات منه، لجلسات تدريب ولياقة مكثفة امتدت لقرابة ثلاثة أشهر، للتأكد من جاهزية الفريق للرحلة، التي تتطلب مجهودا ذهنيا وبدنيا عاليا من قبل المتسلقات المشاركات، ومهارات تنسيق العمل الجماعي بين الفريق. ووصل الفريق ليلة أمس للعاصمة النيبالية كاتماندو استعدادا لبدء الرحلة التي سيسدل الستار عليها في 21 مايو (أيار) الحالي.

وتحمل المشاركات في الرحلة راية التوعية الصحية حول تبني حياة صحية وأكثر نشاطا والمحافظة على النشاط البدني للوقاية من الإصابة بسرطان الثدي بين أوساط النساء في السعودية، وفق الاطراد المتزايد في نسبة الإصابة به من 7.6 إلى 24 في المائة بين كل حالات السرطان للمرأة خلال السنوات العشر الماضية.

ووفقا لسجل السرطان السعودي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، فإن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا بين النساء السعوديات، حيث تسجل نحو 8000 حالة كل سنة، من بينها 50 - 60 في المائة يتم اكتشافها في مراحل متأخرة.

ودعت منظمات الرحلة للسيدات المتابعات لها بدورهن، لدعم المتسلقات بالالتزام بالمشي اليومي لمدة خمس عشرة دقيقة يوميا خلال فترة الرحلة الممتدة لقرابة 14 يوما، حيث أشارت الدكتورة منى باسليم، جراحة ورئيسة وحدة الثدي في مستشفى الملك فهد العام بجدة، إلى أن التشجيع على ممارسة الرياضة أحد الأهداف الرئيسية للحملة، لأن الكثير من الدراسات الأخيرة أظهرت أن النساء اللواتي يتمتعن بحياة أكثر نشاطا وصحة هن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

وسينطلق الفريق في رحلته نحو جبال الهيمالايا استعدادا للتوجه إلى قاعدة «بيس كامب» التي تعلو 5400 متر فوق سطح البحر، بدءا من مدينة «لوكلا» مرورا بنهر «كوشي» وعبر العديد من القرى، وصولا لمنطقة «فاكدينغ» للمبيت ومتابعة الرحلة.

وسيتم توثيق رحلة المتسلقات في فيلم قصير سيظهر في الفعالية الختامية للحملة مطلع شهر يونيو (حزيران) المقبل.