التشديد على منع بيع حقن «العضل» في الصيدليات تفاديا للإدمان

المستودعات قننت توزيعها بحسب اختلاف مستويات المناطق

TT

زادت وزارة الصحة تشديدها على بيع حقن العضل بشكل عشوائي في الصيدليات بكل مدن المملكة؛ نتيجة استخدامها لأغراض المخدرات من المتعاطين والمدمنين، على الرغم من انخفاض معدلات الإدمان على مادة الـ«هيروين»، وذلك في محاولة منها لمنع معاودة ارتفاع تلك المعدلات، إلى جانب تقنين بيعها بحسب اختلاف المناطق حتى في المدينة الواحدة.

وذكر عبد الإله الشريف، مساعد مدير عام مكافحة المخدرات، أن نسب المتعاطين للهيروين والذين يتلقون علاجهم في مستشفيات الأمل بمختلف مناطق المملكة، تشكل جزءا وصفه بـ«الضئيل» من نحو 20 في المائة من إجمالي هؤلاء المرضى، الذين تتنوع حالاتهم الإدمانية ما بين الكحول والحبوب المهدئة.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «وصلت السعودية الآن إلى أقل معدلات للإدمان على مادة الهيروين، باعتبار أن تعاطيه وحيازته يشكلان نسبة ضئيلة جدا من إجمالي أعداد المدمنين الذين يخضعون للعلاج في كل مستشفيات الأمل».

في حين أكد الدكتور سامي باداود، مدير عام الشؤون الصحية في محافظة جدة، أن قرار منع بيع الحقن المخصصة للعضل موجود منذ السابق، غير أنه في الوقت الحالي بات هناك تشديد أكبر فيما يتعلق بتطبيقه فعليا في الصيدليات.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة من يستخدم حقن العضل لأغراض المخدرات وغيرها من السلوكيات الخاطئة، وهي مشكلة يواجهها المجتمع بشكل فعلي، مما يحتم علينا الحرص على عدم بيعها أو صرفها في الصيدليات إلا عند الحاجة القصوى، وذلك في محاولة منا للحد من الاستخدامات غير الصحيحة لها».

بيع حقن العضل في الصيدليات من عدمه بات أمرا يحدده الصيدلانيون أنفسهم، وذلك من ناحية التدقيق في منظر الشخص وهيئته قبل السماح له بشرائها، إضافة إلى تقنين توزيعها من المستودعات لتلك الصيدليات وفق المنطقة التي تقع فيها كل صيدلية.

وفي هذا الشأن، أوضح صيدلاني في إحدى الصيدليات الواقعة بحي بني مالك في جدة، أن بعض المدمنين يقومون بحيل متعددة عند امتناعه عن بيع الحقن لهم، من ضمنها إرسال امرأة أو طفل لشرائها بدلا منه، خصوصا أن أعراض الإدمان تكون واضحة جدا على أشكالهم، كاحمرار العين وبروز أوردتها أو فرك الأنف.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يمكننا اكتشاف تلك الحيل من خلال طلب المرأة أو الطفل للحقنة، إذ إن المدمن عادة ما يستخدم الحقنة التي يتراوح مقياسها ما بين اثنين وثلاث سنتيلترات، وهو ما يجعلنا نمتنع عن بيع هذا النوع تحديدا لمن يطلبه»، لافتا إلى أن بيع الحقن يقتصر على العملاء الدائمين للصيدلية والمعروف عنهم استخدامها لأغراض علاجية.

وأشار إلى أن المحترفين من المدمنين يستخدمون أيضا حقن الأنسولين في تعاطي جرعات المخدرات، غير أن الغالبية يطلبون حقن العضل باعتبار أن مادة الهيروين ثقيلة وتحتاج إلى حقنة كبيرة لأخذها، مبينا في الوقت نفسه أن التشديد على بيع الحقن في الصيدليات يختلف باختلاف المناطق أيضا.

بينما أفاد لـ«الشرق الأوسط» صيدلاني آخر في حي الروضة، بأن حقن العضل تشهد تقنينا في توزيعها من قبل المستودعات نفسها، حيث إن الصيدليات الواقعة في الأحياء الشعبية تورد لها كميات قليلة جدا من تلك الحقن، على عكس المناطق الراقية، الأمر الذي يساهم في تقنين بيعها، بحسب قوله.

وبالعودة إلى مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، فقد أيد خطوة تقنين بيع حقن العضل في الصيدليات والتشديد عليها، وأضاف: «لم تعد هناك حاجة إلى استخدام تلك الحقن بشكل شخصي في ظل انتشار المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات داخل الأحياء السكنية، إذ إن أي فرد بإمكانه أخذ جرعته العلاجية لدى المستوصف القريب منه».