طالبت تربويات سعوديات بإنشاء مركز متكامل ومستقل خاص بالقيادات التربوية النسوية في قطاع التربية والتعليم، أسوة بالمركز المخصص للرجال، وهو الوحيد على مستوى السعودية، حيث تم إنشاؤه بجهود ذاتية من الإدارة العامة للتربية والتعليم في جدة.
ودعا عدد من مديرات المدارس الحكومية بجدة لمنحهن مزيدا من الصلاحيات لاتخاذ القرارات من دون الرجوع إلى إدارة التربية والتعليم، حيث قالت إحداهن بعد انتهاء محاضرة عن الجودة «إن كنتم تريدون أن نطبق معايير جودة عالية فامنحونا مزيدا من الصلاحيات»، وهي الملاحظة التي نالت استحسان المديرات المشاركات في الملتقى الأول للقيادات التربوية الذي اختتم أعماله مؤخرا في جدة. وحول تلك المطالب، أوضحت فايزة عون مديرة إدارة الإشراف التربوي بجدة لـ«الشرق الأوسط»، أن أغلب مطالبات مديرات المدرسة تنصب في الناحية المادية، وخاطبت عون قيادات المدارس من المديرات قائلة «إن كنتن تردن الصلاحيات فهل فكرتن في التقييم الذاتي أولا؟»، وأضافت لا بد أن نسأل أولياء الأمور والطلاب عن مدى رضاهم عن هذه الإدارات، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى ضرورة تغيير الفكر القيادي حتى يكون مرنا وليس معقدا.
ولفتت إلى أن الوزارة كانت بالفعل قد قدمت تسهيلات للمدارس كتكييف الصالات المدرسية، وتحويل التعليم إلى إلكتروني، بما في ذلك واجبات الطلاب المدرسية، التي باتت توضع على ذاكرة إلكترونية (فلاش).
من جهتها، بينت فاطمة باكودح مشرفة الإعلام التربوي أن مركز القيادات التربوية بجدة عبارة عن ناد يهتم بتنمية القيادات التربوية فكريا واجتماعيا، لافتة إلى أنه مؤخرا بات المركز يقدم خدماته للقيادات التربوية من النساء إلى جانب الرجال، بعد أن ظل يقدم خدماته للرجال طيلة السنوات الأربع الأولى.
وأشارت إلى وجود 5 أقسام داخل المركز، متمثلة في الجودة والتنمية، وقسم الشؤون الإدارية، إلى جانب قسم الحاسب الآلي والشؤون الإدارية، إضافة إلى قسم البحوث والدراسات العلمية، مبينة أن كل قسم له أهداف وخطة على مستوى القيادات في الميدان، لافتة إلى أن الجميع بحاجة إلى تطوير في جميع الأقسام.
وأعربت عن حاجتهن إلى مركز متكامل خاص ومستقل بالقيادات التربوية من النساء مشابه للمركز المختص بالشباب، وقالت «الآن أصبح للبنين مبنى شامل ومستقل يحتوي على متحف ومعرض وملعب إضافة إلى قاعة محاضرات وقاعات تدريب متكاملة، فنحن نأمل أن ينشأ للبنات مركز مشابه له».
ولترسيخ معاني الجودة في العمل، ناقش قياديو التربية والتعليم عدة محاور من شأنها أن تنمي مهارات العاملين في الحقل التربوي، إلى جانب صقل مواهبهم في مجال القيادة التربوية والتعليمية.
وأوضح سعيد الفقيه المشرف التنفيذي لمركز القيادات التربوية بجدة، أن الملتقى الأول الذي انطلق تحت عنوان «قيادة فاعلة وإبداع متجدد»، استهدف القيادات التربوية في إدارة تعليم جدة، ابتداء من مدير التعليم إلى وكيل المدرسة، وهدف إلى إثراء الميدان التربوي بكل ما هو جديد ومفيد.
وقال إن الملتقى ناقش الصيغ الجديدة في الإدارة التربوية، إضافة إلى تطبيق الجودة الشاملة في القيادة التربوية ومعرفة ماهية الرؤى المستقبلية فيها.
وأشار إلى وجود مركز واحد للقيادة التربوية على مستوى المملكة بمحافظة جدة، أنشئ بجهود ذاتية من الإدارة العامة للتربية والتعليم، وزاد «يهتم المركز بتنمية مهارات القيادات التربوية العاملة في التربية والتعليم وصقل مواهبهم، وتزويدهم بكل ما هو جديد في الإدارة التربوية، ويزودهم بآخر الدراسات والبحوث في هذا المجال، إلى جانب تدريبهم على التنمية المهنية والتقنية الجديدة في الإدارة وحوسبة العمل الإداري».