«فوبيا» البطالة تفسد بهجة خريجات جامعة الدمام

الجامعة تعتمد كلية الصحة العامة بالدمام.. والصيدلة الإكلينيكية والعلوم الطبية بحفر الباطن

TT

صخب المفرقعات، وباقات الورود، وابتسامات الفرح.. مشاهد خيمت على حفل التخرج السنوي لطالبات جامعة الدمام، الذي أقيم تحت رعاية الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، مساء أول من أمس. إلا أن بهجة أجواء الاحتفال لم تخف حالة القلق التي تعيشها كثير من الخريجات، ومبعثه الغموض من المستقبل والخوف الوقوع في فخ «البطالة»، في ظل ما تكشفه أحدث النسب الرسمية من أن معدل البطالة بين النساء السعوديات بلغ 28.4 في المائة، وهي نسبة يصفها المختصون بـ«الكبيرة» مقارنة ببقية دول العالم. إذ بدأت مجموعة من الطالبات في الالتحاق بالدورات التدريبية المطلوبة في سوق العمل وهن على مقاعد الدراسة، كما أفصحن لـ«الشرق الأوسط»، آملات أن تحسن سوق العمل استقبالهن بعد أن أنهين دراستهن الجامعية، في حين تكرر أثناء الحفل ترديد جملة «مبروك التخرج وعقبال الوظيفة»، على اعتبار أنها المرحلة الأهم الآن في حياة الخريجات، وهو ما تؤكده الطالبة حنين الأنصاري بقولها «سعيدة بالتخرج لكني أفكر هذه اللحظة في ما بعد التخرج»، وتتفق معها زميلاتها ندى سالم بالقول «سنبدأ في البحث عن فرصة عمل مناسبة منذ الآن».

في حين زفت عميدة كلية العلوم بالدمام الدكتورة نهاد العمير، خلال إلقائها لكلمة الجامعة، خبر اعتماد عدد من الكليات المطلوبة في سوق العمل، بالقول «تضم الجامعة 24 كلية معتمدة، وتم اعتماد عدد من الكليات الجديدة وهي: كلية الصحة العامة بالدمام، كلية الصيدلة الإكلينيكية بحفر الباطن، كلية العلوم الطبية التطبيقية بحفر الباطن»، وأكدت العمير أن عدد طلاب وطالبات جامعة الدمام وصل لنحو 30 ألفا، يدرسون في أمكنة مختلفة في مدن الشرقية «بدءا من المدينة الجامعية في حي الراكة إلى حي الريان ومرورا بالجبيل ومحافظة النعيرية الخفجي وحفر الباطن»، حسب قولها.

وقد غصت الصالة الرياضية الخضراء بنحو 4762 طالبة من المتوقع تخرجهن ضمن الدفعة 33 للجامعة، موزعات على كليات الجامعة بفروعها: كلية التربية بحفر الباطن 1027 طالبة، كلية العلوم للبنات 500 طالبة، كلية العلوم الصحية للبنات بالدمام 86 طالبة، كلية العلوم والآداب بالنعيرية 382 طالبة، كلية العلوم والآداب بالخفجي 312 طالبة، كلية العلوم الصحية بالقطيف 13 طالبة، كلية الآداب للبنات بالدمام 1201 طالبة، كلية التربية للبنات بالجبيل 80 طالبة، كلية العلوم الطبية التطبيقية 120 طالبة، كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع 31 طالبة، كلية إدارة الأعمال 452 طالبة، كلية خدمة المجتمع بالقطيف 220 طالبة، كلية التصاميم 39 طالبة، كلية العلوم الصحية للبنات بحفر الباطن 41 طالبة، كلية الطب 151 طالبة، كلية التمريض 107 طالبات.

وتحدثت العمير عن «القفزة» التي حققتها بالجامعة، بالقول «تضم الجامعة 10 عمادات مساندة و8 من المراكز والوحدات والإدارات العلمية والتعليمية»، وأردفت قائلة «حرصت جامعة الدمام على تفعيل الدراسات العليا باعتبارها ركيزة أساسية في تحقيق أهدف التنمية، وقد بلغت برامج الدراسات العليا بالجامعة 157 برنامجا منها، 12 برنامجا للدكتوراه و17 برنامجا للزمالة و23 برنامجا للماجستير و5 برامج للدبلوم العالي»، معلقة على ذلك بقولها «الجامعة قادرة على تهيئة الكوادر الأكاديمية للمجتمع، وتوجهت الجامعة إلى ابتعاث كوادرها الأكاديمية لتنوع مصادر المعرفة ولكسب الخبرة والاطلاع».

وحول مجال البحث العلمي، قالت العمير «تعمل الجامعة في إطار خطتها الاستراتيجية للأبحاث على توفير المزيد من الدعم المالي لتشجيع وتطوير البحوث، وبخاصة البحوث التي تعنى بالصناعات المبنية على المعرفة وعلى تطوير قاعدة متميزة من الباحثين وتعزيز وتطوير البنية التحتية للبحث العلمي وتشجيع مشاريع الأبحاث ذات الأولوية؛ وتفعيل علاقات الشراكة البحثية والتعاون مع الجامعات ومراكز البحث العلمي محليا وعالميا، وتوظيف مخرجات البحث العلمي والاستفادة منها وتسويقها وبصفة عامة، وقد صلت المشاركة البحثية للكليات إلى إجمالي 193 مشروعا بحثيا في هذا العام».

وعودة للطالبات، فقد لخصت الطالبة آلاء اليحيى مشاعر زميلاتها عبر إلقائها كلمة الخريجات، بالقول «إنها اللحظات التي تلخص مشوار دربنا الدراسي وانتقالنا من مرحلة إلى مرحلة، ليأتي هذا اليوم ويحدد الملامح الأخيرة لكل تلك السنين والمراحل من حياتنا.. تلك اللحظات هي أنشودة الفرح التي رددناها على مر سنوات دراستنا واليوم يأتي صداها.. لحظات تخيلناها في ذاكرتنا وحلمت بها أمهاتنا منذ كنا صغارا في أيامنا الدراسية الأولى».

في حين طغت الرايات والأعلام واللوحات الفنية المزينة بأسماء الخريجات على أجواء الحفل الذي زف طالبات كل كلية على حدة، إلى جانب إطلاق المفرقعات وحمل اللافتات التي يزيد طولها على متر، وقد تعالى الهتاف باسم كل خريجة تدخل للصالة الرياضية من قبل ذويها، فيما ابتكرت بعض الحاضرات تقليعة جديدة للتشجيع عبر ارتداء «تيشيرت» مطبوع عليه اسم وصورة الخريجة، مما كسر جمود الحفل الذي اختلط فيه الفرح بالدموع، واختتمت فعالياته على إيقاع الأناشيد الوطنية التي ضجت بها الصالة.