سعوديان يحولان معاناتهما الشخصية إلى مشاريع تجارية

التجربة أكدت أن المعاناة يمكن أن تحمل وجها مشرقا

طفلة تمارس مع مدربها إحدى الرياضات الخاصة بالمعاقين
TT

حول شابان سعوديان معاناتهما الشخصية إلى مشاريع إنتاجية مثمرة، بعد أن واجها المصاعب في عدم نوفر هذا النوع من المشاريع، التي تسهم في حل معانات المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية، واستطاع الشابان هتان مراد، والمهندس خالد هاشم، لفت النظر إلى أهمية مشروعيهما وسط المجتمع السعودي.

وقال هتان مراد الذي استحدث مشروعا متخصصا في علاج الأطفال المعاقين لـ«الشرق الأوسط» إن معاناته مع شقيقته التي ولدت بشلل الأطفال، كانت طويلة جدا، ولم يتمكنوا من اكتشاف إصابتها إلا في المراحل المتأخرة، بعد أن أصبح العلاج صعبا.

وقال «طرقت كل السبل للحصول على العلاج، إلا أنني لم أجد المراكز المتخصصة في البلاد، فسافرت بشقيقتي إلى الخارج، واكتشفت أن الكثير من الدول المتقدمة لديها مراكز تسهم في علاج 80 في المائة من أمراض الإعاقة لدى الأطفال».

وأردف «نتيجة للمعاناة الطويلة والخسائر المادية التي تكبدتها، راودتني فكرة افتتاح مركز متخصص يقدم خدمة خاصة للأطفال الذين يعانون من الشلل، سواء نتيجة الأمراض أو الحوادث، وبدأت المشروع، الذي كان عبارة عن مركز صغير يقدم الخدمة والاستشارات تجاه الحالات المرضية، ومع امتداد الفترة، بدأ المشروع في التوسع، وحظينا باهتمام من قبل الجمعيات الخيرية التي تسهم في علاج بعض الحالات التي تصل إلينا، كما أن بعض رجال الأعمال وأهل الخير يتبرعون بدفع تكاليف العلاج أو جزء منه للتخفيف على اسر الأطفال، الذين لا تسمح ظروفهم المالية بدفع تكاليف العلاج».

وأشار إلى أن المركز يواجه ارتفاعا في طلب الخدمة من الكثير من المدن السعودية، داعيا في الوقت ذاته إلى التوسع في فتح مثل هذه المشاريع المتخصصة لتوفير تكاليف العلاج التي تدفع في الخارج.

وذكر المهندس خالد هاشم، صاحب مشروع متخصص في بيع الحلويات الخاصة بمرضى السكري لـ«الشرق الأوسط»، أن فكرة المشروع جاءت بعد أن أصيبت زوجته بمرض السكري، وبدأت تواجه مشاكل تتعلق بالمرض، مثل الامتناع عن تناول الحلوى والشوكولاته، وهو الأمر الذي سبب لها معاناة، ودفعه إلى البحث عن محلات متخصصة لبيع حلويات لمرضى السكري.

واستطرد بالقول «لكن، للأسف، لم نجد ذلك متوفرا في السوق السعودية، ودفعني ذلك الأمر إلى البحث عن شركات خارج البلاد، وفعلا وجدنا أن كثيرا من دول العالم خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا بها شركات متخصصة لصناعة حلويات والكثير من الأطعمة من دون سكر، وشرعت في الإعداد ودراسة الفكرة، وكانت ناجحة، خاصة أن السعودية لديها ارتفاع كبير في نسبة الإصابة بالسكري، وخاصة عند الأطفال الذين لا يستطيع أحد حرمانهم من تناول الحلويات».

وأضاف أن المشروع «وجد الدعم الكبير من وزارة الصحة، والكثير من الجمعيات الخيرية التي ترعى مرضى السكري، وبدأ انتشار ثقافة صحية جديدة في توفر نوع خاص من الشوكولاته والحلويات، المخصصة للمرضى، دون أي مضاعفات لعدم احتوائها على مادة السكر، حيث يتم استخلاص مادة سكرية طبيعية من الحليب، وتتم إضافته إلى المنتج، لتعطي نفس طعم السكر دون أي مضاعفات».