مدارس التعليم الخاص في السعودية.. العالمية «صعبة قوية»

تساؤلات حول كفاءة معلميها ومناهجها المعتمدة

تربويات يرين أن كفاءة المعلمات في المدارس الأجنبية مرتبطة لحد كبير بكفاءة الفريق الإداري («الشرق الأوسط»)
TT

كشف المشهد العام لمدارس التعليم الخاص عن أن تحول المدارس الأهلية إلى مدارس عالمية يمثل خطوة قوية، لكنها في الوقت نفسه خطوة صعبة، فهي تماما كما يردد الرياضيون «العالمية.. صعبة قوية».

علية الشريف لم تترك لنفسها مجالا للتفكير، حينما اختار ابنها الانتقال من مدرسته الخاصة إلى مدرسة عالمية، كونها قادرة على «منحه مستوى تعليميا أفضل»، موضحة أن سياسة الانضباط التي تنتهجها المدارس العالمية، تعد من أبرز العوامل التي دعتها لتسجيل بقية أبنائها بها.

ولأن سياسة الانضباط ليست السبب الوحيد، عندما تبدأ المقارنة بين المدارس العالمية والمدارسة الأهلية، فإنك تجد الأولى تعتمد مناهج أجنبية، تقوم على تدريسها معلمات «ذوات كفاءة عالية»، يجدن التحدث بالإنجليزية، على اعتبار أن العامل الأكثر جذبا هو اللغة بالدرجة الأولى، كون المدارس الأهلية الخاصة لا تحظى بالكفاءة نفسها في تعليم اللغات الأجنبية، وتذكر على سبيل المثال لا الحصر تجربة أحد أبنائها الثلاثة عندما ألحقته بإحدى المدارس الخاصة الأهلية، وكان في طور تعلم أبجديات اللغة الإنجليزية، لتفاجأ بأن مادتي الرياضيات والعلوم كانتا تُدرسان له باللغة الإنجليزية، الأمر الذي يعكس «عدم وجود استراتيجية واضحة في تعليم اللغة الإنجليزية؛ في بعض المدارس الأهلية التي تعتمد تدريس اللغة الإنجليزية».

في حين تأتي الأنشطة التي تهدف بالدرجة الأولى لـ«بناء شخصية الطفل، والتغلب على الخجل غير المحمود، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعبير الطفل عن نفسه، ناهيك عن أن كل الأنشطة وسياسة التعليم في هذه المدارس تقوم على استراتيجية التعليم مقرونا بالترفيه» كما أوضحت علية، على الرغم من التكلفة العالية للقسط السنوي، الذي تقترن زيادته «بزيادة الاعتمادات الخارجية»، ناهيك عن اعتماد الوزارة الذي يمنح المدرسة الضوء الأخضر عند بعض السعوديين، الأكثر تحفظا، والراغبين في تعليم أبنائهم تعليما أفضل، كون ذلك يجعلهم أكثر طمأنينة في ما يتعلق بتدريس المواد الدينية واللغة العربية.

في حين أن تهاني، التي حملتها الظروف على نقل أبنائها بين أكثر من مدرسة عالمية لتحافظ على مستوى اللغة الإنجليزية التي أجادوها أثناء فترة إقامتهم في أستراليا، فتحت النار، من جهة ثانية، على القائمين على المدارس العالمية، متسائلة عن الزيادة المبالغ فيها في الأقساط المدرسية «ما السبب وراء القفزات الفلكية في زيادة القسط السنوي، من دون وجود ما يستدعي ذلك، لا على مستوى كفاءة فريق العمل، أو المنشآت؟.. فلماذا الزيادة؟.. ولماذا لا توجد ضوابط تحدد هذه المسألة، إن كانت هناك جهة معتمدة مسؤولة عن تنظيم مثل هذه الأمور؟».

وعلى الرغم من اعتماد المدارس العالمية لثلاثية الانضباط والمناهج الأجنبية وكفاءة فريق التدريس؛ التي تمنحها قصب السبق عند السعوديين، لتسجيل أبنائهم فيها؛ فإن هناك بعض الشكوك التي تراود البعض في ما يتعلق بالكفاءة، في تدريس المنهج الأجنبي، كون كثير من المعلمات لا يحملن شهادات جامعية أو عليا، على الرغم من كون غالبيتهن يحملن جوازات سفر أجنبية، الأمر الذي لم يشفع لهن في نظر أولياء الأمور، وهو الأمر الذي جاء متسقا مع اللائحة التي تنظم عمل هذه المدارس، كونها لا تحمل أي معايير نوعية في ما يخص اختيار المعلمات، سوى أن تكون على كفالة المدرسة، من دون وجود ما يلزم لحصولهن على شهادة جامعية، بالإضافة إلى أن تكون نسبة عدد المدرسات السعوديات للأجنبيات نسبة معقولة.

إلا أن وفاء عشماوي، مديرة مدارس المنارات القسم الأجنبي، ترى أن كفاءة المعلمات مرتبطة لحد كبير بكفاءة الفريق الإداري، موضحة أن «عملية تشجيع المعلمات والتحفيز المستمر من قبل الإدارة تلعب دورا كبيرا في رفع مستوى الأداء»؛ مشيرة إلى أن الخبرة التراكمية لمدارس تمكنت من ترك بصمتها في قطاع التعليم الأجنبي، من خلال «احتفاظها بمعلماتها الكفؤات، والاستفادة من خبراتهن، في مجال تدريب المعلمات الجدد، كما هو الحال في مدارسنا»، مضيفة أن ما يبرهن على كفاءة المعلمات هو اجتياز أبنائنا لاختبارات المجلس الثقافي البريطاني، كوننا نعتمد المنهج البريطاني».

هذا الأمر دفعنا إلى توجيه استفساراتنا لأحمد الزهراني، مدير التعليم الأجنبي، الذي اعتذر عن الإجابة، بحجة «غير مسموح لنا بالإدلاء بأي تصاريح، ولا بد من الرجوع لإدارة العلاقات العامة والإعلام»، على الرغم من كون السؤال يدخل ضمن اختصاص الزهراني!.. وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال على مدى يومين بعبد المجيد الغامدي، مدير الإعلام التربوي، على جواله الخاص، ولم نتلق أي ردود!!.. مما جعلنا نلجأ للمديرة العامة السابقة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، آمال رضوان، التي حاولت مشكورة مساعدتنا في ما يتعلق بالاستئذان من سعاد المنصور، المديرة الحالية للتعليم، التي لم تسمح لنا بأخذ هاتفها الجوال!.. مما أحالنا لتوجيه استفساراتنا للإدارة العامة للتعليم الأهلي والأجنبي بالرياض، وعدنا لتكرار المحاولات مع الإدارة بالرياض من خلال الأرقام المتوافرة لدينا بدءا من الإدارة العامة للتعليم الأهلي والأجنبي، مرورا بالتعليم الأجنبي بيت القصيد، ولندخل متاهة انتظار الرد عبر الفاكس، الذي لم يصل حتى كتابة هذا التقرير!