التوأمان السياميان السعوديان يصلان من الباحة بطائرة إخلاء طبي

الربيعة: 3 أسابيع للتأكد من عمق الالتصاق

TT

وصل إلى مطار قاعدة الرياض الجوية أول من أمس التوأمان السياميان السعوديان آتيين من منطقة الباحة بطائرة الإخلاء الطبي.

ورأس وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة الفريق المختص بعمليات فصل التوائم الذي كان في استقبال الحالة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، حيث نقل التوأمان إلى جناح العناية المركزة لحديثي الولادة وأجريت لهما بعض الفحوصات الأولية.

وأوضح وزير الصحة أنه بعد الفحص المبدئي للتوأمين تبين أن الالتصاق في منطقة البطن والحوض والأمعاء وكذلك الأعضاء البولية والتناسلية، مبينا أن هناك حاجة لإجراء مزيد من الفحوصات الطبية الدقيقة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة للتأكد من عمق الالتصاق. وثمن الدكتور الربيعة رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية «هذه اللفتة الأبوية الحانية من خادم الحرمين الشريفين وتوجيهه الكريم بنقل التوأمين وإجراء كل ما يلزم بما في ذلك بحث إمكانية إجراء عملية الفصل للتوأمين، التي تأتي في سياق مواقف خادم الحرمين الشريفين الإنسانية».

وكان مستشفى الملك فهد بالباحة استقبل التوأمين الملتصقين (سياميًا) في الحوض، ولكل منهما أربعة أطراف كاملة سليمة، تمهيدا لتحويلهما إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني بعد إجراء الفحوصات اللازمة.

وأجريت هناك الفحوصات للاطمئنان على الأعضاء الداخلية، لمعرفة ما إذا كانت هناك تشوهات خلقية أخرى في القلب أو الكليتين أو الحالب أو المثانة، وقد تم تشكيل فريق طبي للحالة تحت إشراف الدكتور حمدي قطر استشاري الأطفال حديثي الولادة.

يذكر أن عمليات فصل التوائم السيامية في السعودية وصلت إلى نحو 29 عملية، قادتها لتتبوأ المرتبة الأولى في هذا المجال على مستوى العالم، بفضل فريق طبي عالي التأهيل، يقوده وزير الصحة الجراح العالمي الدكتور عبد الله الربيعة. العمليات جميعها كانت تنفيذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي ما إن تظهر أي معلومة عن وجود توأم سيامي، أيا كان عرقه أو دينه، حتى يكون سباقا بتوجيهه بإجراء عمليات الفصل، تحقيقا للسياسة التي تنتهجها السعودية في علاقتها مع جميع دول العالم، دون النظر لدين أو عرق أو أعراف أو مذاهب.

ويستغرق البعض من هذه العمليات أكثر من 20 ساعة من العمل المتواصل، إن كانت الحالة تعاني من تلاحم في أجزاء كثيرة في جسمي الطفلين، مما يستدعي دقة ومهارة في العمل. واعتبر الجراح العالمي الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة السعودي ورئيس الفريق الطبي والجراحي لعمليات فصل التوائم السيامية، مسيرة فصل التوائم في المملكة، «نموذج دين ووطن ومواطن»، وأن العمل الجماعي وسياسة الفريق الواحد «أساس النجاح في كل عمل بعد توفيق الله»، لافتا إلى أن الكوادر الوطنية قادرة على العطاء والمنافسة، إذا ما وجد المناخ المناسب لها، واصفا المملكة بدولة السلم والإخاء والعطاء.

وبدأت مسيرة عمليات فصل التوائم السيامية منذ 1990، وتم فيها الاطلاع على 64 حالة، وتم فصل 29 حالة، و34 حالة تم الإشراف عليها لكن لم تفصل بسبب التشوهات التي تعوق الحياة. وشملت الخبرة التي لدى الفريق الطبي والجراحي 17 دولة عربية وإسلامية وغربية.