طالب الثانوي تركي الرشيد.. تفوق العزيمة والإرادة على قيود الإعاقة

قدم نفسه نموذجا لإثبات الذات وتجاوز التحديات وتحقيق النجاحات المعرفية

الطالب الرشيد تجاوز ظروف الإعاقة وحقق تفوقا على أقرانه الأسوياء («الشرق الأوسط»)
TT

قدم طالب سعودي في المرحلة الثانوية بإحدى مدارس الرياض نفسه نموذجا لتفوق العزيمة والإرادة على قيود الإعاقة، باعثا رسالة مفادها أن الإعاقة ليست حاجزا لتحقيق الذات، وإن كل معاق يستطيع أن يقود إعاقته لا أن تقوده، وإن فضاء الإبداع والتفوق يتسع للمعاقين كما يتسع للأسوياء، معيدا بذلك صورة العديد من المبدعين والمتفوقين من المعاقين وأصحاب الظروف الخاصة الذين سجلوا أسماءهم في قائمة المبدعين وذوي الحضور اللافت بعد أن نجحوا في تقديم منتجات إنسانية وحققوا إنجازات معرفية ساهمت في خدمة البشرية، وأبدوا قدرات لافتة عدت مفخرة لهم ولأهاليهم ومجتمعهم.

وفرض الطالب تركي بن بندر الرشيد الطالب في الصف الثاني الثانوي بمدرسة «الفتح» الأهلية في الرياض نفسه نموذجا يحتذى في الإصرار والإرادة حين تقدم لتسلم درع تكريمية من إدارة مدرسته لحصوله على المرتبة الأولى على أقرانه البالغ عددهم 35 طالبا، متفوقا بذلك على إعاقته، ومتعاليا على التحديات التي واجهته.

ولم يكن تفوق تركي الدراسي رغم ما يواجهه من صعاب وتحديات جسدية، وليد الساعة، بل يعتبر امتدادا لسلسلة من الإنجازات المعرفية التي حققها خلال السنوات الأخيرة وعكست معجزة إنسانية حين حصل على المركز الأول في مسابقة السنّة المطهرة على مستوى منطقة شمال الرياض، الذي جاء تتويجا لمقدرته الفذة في حفظ القرآن الكريم.

وقال عبد اللطيف سليمان السليمان مدير قسم الثانوي في مدارس «الفتح» الأهلية خلال تسليم درع التكريم للطالب تركي في حفل التكريم الذي أقامته المدارس لأوائل الصف الثالث الثانوي للعام الدراسي الحالي، إن «الكلمات تقف عاجزة أمام قدرات تركي وتفوقه، وشغفه بالحضور المدرسي والتعليم، والتفاعل مع زملائه، وهو من دون شك مفخرة لمدرسته كما كان مفخرة لأهله».

من جانبه، أعرب بندر بن عبد الله الرشيد والد الطالب تركي عن اعتزازه وفخره بنجله وبالنجاحات المتتالية التي يحققها، معتبرا أن «تركي لم ينظر يوما لإعاقته على أنها حاجز أمامه لتحقيق الذات، بل على أنها محفز له، وتمكن من أن يقود إعاقته لا أن تقوده».

أما زملاء تركي في المدرسة الذين طوقوه بالترحاب حال دخوله إلى قاعة التكريم، فقد وصفوه تارة بالمعجزة وتارة أخرى بالمذهل، معربين عن سعادتهم لقضائهم سنتين معه، لافتين إلى روحه المرحة، وضحكاته المتعالية وذكائه الفطري.