تزايد الموهوبات في صناعة المجوهرات يستوجب إنشاء معاهد متخصصة

معظم القطاع تسيطر عليه العمالة الوافدة

الفتيات أثبتن جدارة في فن تصميم المجوهرات الذي ظل مهيمنا عليه من قبل العمالة الوافدة («الشرق الأوسط»)
TT

طالبت مجموعة من الموهوبات في مجال تصميم وتنفيذ الحلي والمجوهرات بضرورة الاستفادة منهن ككوادر سعودية شابة موهوبة، وذلك بتشغيلهن في هذا المجال، إلى جانب الاهتمام بتطوير موهبتهن من خلال إنشاء معاهد لصقلها وتعليمهن كل ما هو جديد من حيث الأدوات والتصاميم.

وأوضحت نجلاء آل عبد القادر، مصممة المجوهرات، وجود مجموعة كبيرة من الفتيات السعوديات اللاتي يعشقن مجال تصميم وتنفيذ المجوهرات، حيث لمست ذلك من خلال إقبالهن على الدورات التي تقيمها بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات خاصة.

وقالت آل عبد القادر «تعلمت صناعة المجوهرات في الخارج، وأتقنتها بشكل جيد، وأقوم الآن بالتعاون والتعاقد مع جمعيات ومؤسسات لتدريب الفتيات الموهوبات»، متمنية إفراد معاهد خاصة لتدريب الموهوبات، والاستفادة منهن في هذا المجال بدلا من سفرهن للخارج.

وحول تسويق هذه المنتجات قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تتعامل مع مصانع خاصة بصناعة الحلي، ومن ثم تضعها على منافذ للتسويق، مبينة أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من صناعة المجوهرات الثقيلة.

وقالت «نعمل على تدريب الفتيات على صناعة المجوهرات الخفيفة التي يمكن أن تركب عن طريق الواير والأسلاك، ولكن ليست المجوهرات التي تصب في قوالب وتوضع بأفران، فهذه لم نتمكن من تصنيعها حتى الآن»، لافتة إلى أن ذلك الأمر يعتبر صعبا في الفترة الحالية، وقالت إن معظم من يمتهن هذا العمل هم من العمالة الأجنبية.

وأشارت إلى أنه على الرغم من صعوبة هذه الحرفة، وخصوصا تصنيع المجوهرات الثقيلة التي تتطلب من الشخص أن يكون بالقرب من أفران ذات حرارة عالية، إلا أن لها محبيها من الشباب والبنات ونتمنى أن يهتم بهم المسؤولون من حيث تدريبهم وتشغيلهم.

ولفتت إلى أنهم سمعوا منذ فترة عن إنشاء معهد للتعليم صناعة الحلي، واستدركت «لكن حتى الآن لم نلمسه على أرض الواقع»، مطالبة بتخصيص دورات لتصميم المجوهرات وتصنيعها، مبينة أنه تم تخريج ما يقارب 28 فتاة يؤمل أن تستوعبهن المصانع والشركات وتوظفهن للاستفادة منهن ككوادر وطنية جاهزة التدريب.

من جهة أخرى، بين أحمد عبد المجيد، أحد المشرفين على دورة تقام لأول مرة في السعودية، متخصصة بتصميم وتنفيذ الحلي والمجوهرات، بالتعاون مع كلية العلوم والتكنولوجيا ومصممي المجوهرات المحترفين في السعودية، مثل فتيحي وباجسير، إلا أن الهدف الأساسي من هذه الدورة هو الاستفادة من الفتيات الموهوبات، بإنتاج تصاميم جديدة مبتكرة، وتشجيعهن على ذلك، مبينا أن التصميم الذي تنفذه المتدربة ستحصل عليه ذهبا كهدية وتحفيز لها.

وبين أن هذه الدورة تمر بثلاث مراحل، حيث تتعلم فيها الفتاة خلال شهر التصميم اليدوي ومن ثم التصميم ببرنامج Rhino والمرحلة الأخيرة التنفيذ بأدوات النحت اليدوية، حيث ينفذ المشتركات التصميم الأخير.

واعتبر عبد المجيد أن حجم الإقبال على هذه الدورة كبير، وقال «منذ أن تم الإعلان عنها تم تسجيل أكثر من العدد المطلوب، وحتى الآن ما زلنا نستقبل طلبات من قبل الفتيات، للتسجيل»، مشيرا إلى أن ذلك مؤشر جيد يدل على وجود كفاءات قادرة على صناعة وتنفيذ الحلي والمجوهرات محليا وبشكل متقن.