تحويل الجلود إلى أعمال فنية بأيدي جامعيات

مشغولاتهن اليدوية حازت الإعجاب في المعارض

الطالبات وجدن فرصة للالتقاء بالجمهور من خلال المعارض («الشرق الأوسط»)
TT

تطمح سارة الحربي، الطالبة في جامعة الملك عبد العزيز تخصص فنون إسلامية، إلى تحويل مهاراتها في فن المصنوعات الجلدية لاستثمار يدر عليها دخلا في المستقبل، بعد أن جاءتها الفرصة لأن تعرض أعمالها الفنية للمرة الأولى هي وزميلاتها خارج أسوار الجامعة خلال معرض مسرات الثاني الذي اختتمت أعماله مؤخرا في جدة.

وأوضحت الحربي خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» أنها قادرة هي وزميلاتها على تطويع الجلد للشكل الذي يردنه بمختلف الطرق سواء بحرقه أو ضغطه أو التطريز عليه، مشيرة إلى أن العمل على الجلد ممتع خاصة أنه يولد أفكار منوعة، على الرغم من أنه يتطلب جهدا ودقة في العمل، إلا أنه بالإمكان أن يستخرج منه أعمال وأشكال رائعة.

وقالت: «نستخدم جلد الحور أو الجلد الملون والبقري سواء المعالج أو غير المعالج، حتى ننتج منه قطعا فنية وديكورات للمنزل بأفكار مبتكرة، وطرق جديدة»، مشيرة إلى بعض القطع التي يتم تطريز بعض منها وما يتم ضغطها أو حرقها للوصول إلى الشكل المناسب.

وحول كيفية الحصول على الجلد المستخدم في منتجاتهن الفنية، أوضحت فردوس هوساوي طالبة فنون إسلامية، أنهن يشترينه من أماكن مخصصة لبيعه، كما أنهن يتعاملن مع محلات أخرى توفره لهن بسعر يتناسب مع إمكانياتهن، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «فكرنا في أن يكون عملنا بالجلد مختلفا وجديدا، فأنتجنا قطعا فرعونية وأفريقية، إلى جانب اللوحات المطرزة يدويا بالزخارف الإسلامية».

وبينت أروى بابكير أنهن لم يفكرن للآن في إقامة مشروع لتسويق هذه القطع، إلا أنهن من خلال مشاركتهن في المعرض وجدن إقبالا غير متوقع، الأمر الذي شجعهن على الاستمرار في الابتكار والإبداع، لافتة إلى أن المشاركة الأولى لهن كانت في معرض «صنع بيدي» الذي أقيم بالجامعة منذ ما يقارب شهر.

وقالت هوساوي: «نفكر جديا بعد تخرجنا من الجامعة في الحصول على قرض لنبدأ مشروعنا الصغير وننطلق من خلاله، لا سيما أن تكلفة القطعة الفنية الواحدة تصل إلى أكثر من 5 آلاف ريال»، مشيرة إلى أن ثمن الجلد مرتفع بعض الشيء، إلى جانب ارتفاع أسعار إطارات اللوحات المستخدمة، إضافة إلى الإكسسوارات وتشكيل الجلد، وأوضحت أن كل واحدة منهن تعمل على جزء معين من داخل منزلها بعد أن يوزعن العمل في الجامعة.

وعلى الرغم من متعة العمل على الجلد، فإن صفاء الصبياني، الطالبة بجامعة الملك عبد العزيز قسم موارد بشرية، أبدعت في فن الكولاج الذي وظفته بطريقة مختلفة جدا، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يستخدم الكولاج في عملية التغليف، إلا أنني قررت استخدامه بطريقة مختلفة وذلك بكتابة أحاديث وآيات قرآنية على لوحات بسيطة بالكولاج».

وأشارت إلى أنها تستخدم صفحات المجوهرات والأزياء من الصحف والمجلات العربية والعالمية في تسطير لوحاتها، لأنها ملونة وتعطي للوحة منظرا أجمل. وأضافت: «أقوم بقص الصفحات على الشكل الذي أريد كتابة الكلمة به».

وحول التكاليف التي تخسرها في اللوحة الواحدة، بينت أن الكولاج غير مكلف لأنه يقوم على صفحات الصحف والمجلات، إلا أنه متعب جدا خاصة في تفاصيله الصغيرة.

وقالت: «تكلفة اللوحة الواحدة لا تتجاوز عشرة ريالات، إلا أنها متعبة ومرهقة جدا في العمل، خاصة التفاصيل الصغيرة كالنقط والتشكيل وقص الحروف إلى جانب تخطيط اللوحة، واختيار وتركيب الألوان، جميع هذه الأمور تحتاج إلى وقت وتركيز، مشيرة إلى أنها تطمح إلى تطوير عملها وصقله من خلال التعليم والتدريب ومن ثم المشاركة في معارض، حتى يكون مصدر رزق ودخل لها