الطائف تستعد للتقدم خطوة إضافية نحو إلغاء مظاهر التلوث البصري

تقليد معماري غير مرتبط ببيئة.. وثقافة «عروس المصايف» وراء نشوء الظاهرة

TT

تستعد الطائف للتقدم خلال الأسابيع المقبلة خطوة إضافية نحو إلغاء مظاهر التلوث البصري، وهي الخطوة الثالثة بعد الانتهاء فعليا من المرحلتين الأولى والثانية من استعادة جمال مدينة تحمل اسم «عروس المصايف».

وتأتي الخطوة المرتقبة بعد أن تفاعل عدد من أبناء محافظة الطائف مع الحملة التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة الطائف منذ عام تقريبا، والهادفة لمعالجة التشوه البصري لمتنزهات منطقتي الهدا والشفا اللتين تعدان من أبرز المواقع السياحية في المملكة. وشارك عدد من شباب المحافظة من طلاب التعليم العام والجامعي في تلك الحملة، كما أطلقوا عددا من المبادرات التي تهدف لتجميل الطائف وذلك عبر العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية. وأكد عدد منهم أن الحملة أتت نتاجها هذه الأيام بعد اكتمال معالجة جميع المرافق والمتنزهات من التشوه البصري الذي كان يسيطر عليها.

من جانبه، أكد طارق محمود خان، المدير التنفيذي المكلف بالهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف، أن مشروع معالجة التشوه البصري تم بناء على مبادرة أطلقها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس هيئة العامة للسياحة والآثار، وتم إنشاء صندوق لهذا المشروع يسهم فيه بشكل متجدد كل من ديوان محافظة الطائف وهيئة السياحة والأمانة والغرفة التجارية، مضيفا أن المشروع مر حاليا بمرحلتين جميعهما في وادي ذي غزال بمنطقة الشفا، وتم الانتهاء من تلك المرحلتين بعد معالجة التشوه الذي كان يكتنف بعض المواقع السياحية.

وقال مدير سياحة الطائف إن المرحلة الثالثة للمشروع ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة في منطقتي الهدا والشفا السياحيتين، حيث تم حصر جميع المواقع التي تتطلب المعالجة، وتمت كذلك ترسية المشروع على مقاول لبدء العمل قبل إجازة الصيف. وأشار طارق خان إلى أن الهدف من المعالجة البصرية تحسين ألوان المباني مع اختيار وتوزيع قائمة ألوان تتناسب مع البيئة الطبيعية للمحافظة عليها من التشوه البصري، وكذلك إزالة الرسومات والعبث الموجود في بعض المواقع، مشددا على التفاعل الإيجابي من قبل سكان المناطق السياحية وشباب المحافظة في المساهمة في ذلك المشروع والمشاركة في العمل عبر عدد من المبادرات التي هي محل تقدير المسؤولين والأهالي. وأضاف أن الهيئة العامة للسياحة والآثار مع شركائها من أمانة ومحافظة وغرفة تجارية وضعت خطة تهدف إلى القضاء تدريجيا على هذه الظاهرة عبر حزمة من الأنشطة التنظيرية والتفاعلية، بالإضافة لورش عمل مختصة لمعالجة التشوه مع قيادات المجتمع المحلي ورجال الأعمال.

وقال الطالب الجامعي فيصل العتيبي إنه وزملاءه شاركوا مع الجهات ذات العلاقة في تجميل محافظتهم، وذلك بمعالجة هذا التشوه تمهيدا لإحلال الجمال البصري السياحي محل التشوه المتراكم منذ سنوات في الطائف، مبينا أنه تم تنظيم عدد من الرحلات لطلاب الجامعة للمشاركة في هذا المشروع البيئي والحيوي المهم.

وأشاد المعلم ناصر العازمي بتفاعل إدارة مدرسته مع عرضه هو وطلابه في المشاركة في تصحيح بعض المواقع ومعالجة ما تحويه من تشوهات كتابية من بعض الشباب، مؤكدا أن هذا الدور لا تقوم به جهة بمعزل عن غيرها من الجهات، مطالبا في الوقت ذاته بتكثيف حملات المحافظة على المرافق وعدم تشويهها في المدارس لأنها هي البيئة الحاضنة للشباب.

الجدير بالذكر أن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، قد أطلق هذه المبادرة في زيارته العام الماضي لمحافظة الطائف، حيث تجول في المواقع السياحية، ووجه بتنفيذ الورشة التي يشارك فيها الفاعلون من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى مشاركة القطاع الخاص في تحويل التشوه البصري إلى جمال يوازي «الطائف عروس المصايف». وتعد ظاهرة التشوه البصري قضية تراكمية ناتجة عن تقليد معماري غير مرتبط ببيئة وثقافة المكان، إضافة لعدم توافر تخطيط حضري طويل الأجل. ومن المنتظر أن تكون الطائف غابة لونية لافتة للأنظار كما هو الحال في معظم المدن السياحية في العالم التي تتمايز بمعالمها التي اكتسبتها من ثقافتها وبيئتها المحلية.