حرفيات السدو يتحولن إلى مدربات حياكة وغزل النسيج

اللمسات الشخصية تضفي عليها رونقا متفردا

احتراف أعمال السدو تحول إلى أعمال مدرة للأرباح («الشرق الأوسط»)
TT

يوما بعد يوم، تثبت الحرفيات السعوديات كفاءتهن في تصنيع المنتجات وبيعها، الأمر الذي جعل المحترفات منهن يستقطبن لتدريب الفتيات من جهات متعددة، كدور الرعاية الاجتماعية، والجمعيات الخيرية، لتعليم الصنعة التي أتقنها، لكونهن أصبحن عناصر منتجة، لهن مدخول مستقل، ويشاركن في جميع المحافل المحلية التي تقام لدعمهن.

ومن تلك الحرف غزل النسيج وحياكة السدو بالصوف والحرير، وتزيين الأدوات المنزلية بالخرز الملون، وعمل إكسسوارات الشعر والمسابح، بأدوات بسيطة وباحترافية عالية.

وذكرت الحرفية أم بندر الغامدي أن خبرتها منذ 30 عاما أهلتها لأن تدرب ما يقارب 300 متدربة على الأعمال الحرفية، في برامج تدريبية متعددة بمركز الملك عبد العزيز التاريخي (غرب الرياض)، وفي مهرجان الجنادرية الثقافي، فضلا عن مشاركاتها المتعددة في محافل الأسر المنتجة في سوق عكاظ بالطائف واحتفالات أمانة مدينة الرياض في منطقة ساحة قصر الحكم بالمركز التاريخي.

وتعمل أم بندر على تطوير مهاراتها بشكل مستمر بداية من إتقانها للخياطة ثم الأعمال اليدوية، ومن أهم ما يميز أعمال أم بندر اعتمادها على عجينة منزلية في تشكيل السيراميك المعد للتحف التراثية المصنعة، حيث تخلط النشاء والغراء الأبيض مع مادة الجلسرين لتصنع منها تحفا فنية نالت إحداها جائزة لتميزها في مهرجان سوق عكاظ بمدينة الطائف في العام الماضي، حيث أعدت مجسما زجاجيا عن دور المرأة السعودية قديما، بداخله مجسمات صغيرة منحوتة لنساء بالزي التراثي القديم، إحداهن تغزل الصوف، وأخرى تحيك، وأخرى ترعى الغنم.

وذكرت أثير الغامدي أن احترافها لغزل وحياكة السدو راجع لكونها تعلمت الهواية من والدتها، ثم أتقنتها بعد أن أخذت دورة مكثفة استمرت لشهر واحد قدمت من الهيئة العليا للسياحة والآثار. ورغم صغر سنها الذي لم يتعد الثامنة عشرة أصرت على تعلم أنواع متنوعة من حياكة السدو حتى أصبحت لا تتطلب منها سوى العمل لساعات قليلة للانتهاء من قطعة واحدة. وأوضحت في حديثها مع «الشرق الأوسط» أن السدو له غرز متعددة، كـ«الشجرة» التي تمكن الحرفية من تنويع الخيوط المستخدمة والكتابة بها، و«العويرجان» التي تتميز بنقوشها المثلثة، وأصعبها «الشنف» التي تصنع من صوف الغنم لعمل الخيام والسجاد.

وعمدت أثير إلى تجربة حياكة السدو بألوان خيوط حريرية، فأضافتها كلمسة جمالية في أكمام الفساتين وعلى الأحزمة وزينة الجلابيات الشعبية، فذكرت أثير أن حياكتها بالحرير تتطلب حذرا ومرونة في الغزل لخفة الخيوط المستخدمة في النسيج. وتتمنى أثير الغامدي المشاركة في معارض فنية لعرض فن السدو وقيمته الجمالية لمتذوقي الفنون.

وبالعودة إلى أم بندر الغامدي، فإنها ترى أن الإقبال الكثيف من الزوار على مهرجانات الأسر المنتجة بالسعودية، عزز لديها الثقة فيما تنتجه «بنت البلد» بيدها، ودفعها ذلك إلى الشغف في عمل التحف الفنية التي تلاقي رواجا ويشتريها الزائرون بقيمة تراها معقولة ما بين 60-80 ريالا سعوديا للتحف، ومن 10-20 ريالا للأساور والإكسسوارات.