«كرة نارية» تعبر السعودية للمرة الثانية وتسقط في مكان مجهول

الأولى عبرت سماء المدينة المنورة في مارس الماضي

TT

أكد مصدر فلكي لـ«الشرق الأوسط» عدم وقوع أي خسائر؛ بشرية أو مادية، جراء عبور أحد أنواع الشهب المعروفة بـ«الكرات النارية» في سماء المملكة، الذي كانت قد سجلت عبوره الجمعية الفلكية بجدة يوم الجمعة الماضي 18 مايو (أيار) 2012، في سماء مدينة ينبع الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زهرة لـ«الشرق الأوسط» أن عبور هذا النوع من الشهب في سماء السعودية هو التوثيق الثاني خلال العام الحالي، وأن هذا النوع من الشهب الذي تمت مشاهدته يعرف بـ«الكرة النارية» وذلك لشدة بريقه ولمعانه، مشيرا إلى أن الشهب وبشكل عام عبارة عن جزيئات غبارية صغيرة الحجم، من مخلفات المذنبات والكويكبات تتحرك في الفضاء، ويحدث أحيانا أن تخترق الغلاف الجوي للكرة الأرضية.

إلا أن نائب رئيس الجمعية شرف السفياني لم يستبعد عبور شهب وكرات نارية سماء المملكة فقال: «من الممكن أن تكون هناك أعدد أخرى من هذه الشهب دخل أجواء المملكة في الفترة الماضية، ولكن لم يتم توثيقها»، مضيفا: «إلا أن الفرصة لا تزال متاحة لرصد مثل هذه الشهب البراقة في كل مناطق المملكة، وفي معظم الأوقات في الليل أو النهار، ولكن لا يمكن تحديد توقيت عبورها».

وبحسب بيان أصدرته الجمعية الفكية بجدة حول تسجيل ثاني كرة نارية في سماء المملكة العام الحالي (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه) فقد سجلت الجمعية عبور ذلك الشهاب مع غروب شمس يوم الجمعة الماضي، وأن نائب الرئيس الذي قام بالتقاط صورة الكرة النارية ذكر أن الشهاب كان يتحرك في سماء مدينة ينبع بعد غروب الشمس بفترة وجيزة في حدود الساعة 7:10 مساء من الأفق الجنوبي الغربي باتجاه الشمال.

وأضاف البيان أن الكرة النارية كانت مضيئة لدرجة أنه أمكن تصويرها من خلال الهاتف المحمول، ولكن نظرا لعدم معرفة مسار حركة الشهاب فقد كان من الصعب تحديد الموقع الذي سقط فيه، وذكر البيان على لسان السفياني أن الأرصاد العالمية خلال الـ30 سنة الماضية أظهرت أن هناك تناسقا في تسجيل عدد الكرات النارية والشهب التي تتوهج بشكل أكبر من الكواكب عند عبورها الغلاف الجوي للأرض خلال فصل الربيع مقارنة مع الأوقات الأخرى من العام، وأنه لا يعرف لماذا تكون الشهب أكثر بمقدار 10 إلى 30 في المائة، والكثير منها براق وتكون حركتها بطيئة.

وهنا علق المهندس ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة: «بالنسبة للكرات النارية، في بعض الأحيان قد يحدث انفجار ويسقط على الأرض أو يختفي في الغلاف الجوي قبل سقوطه، وفي حال سقوطه، فإنه يسقط على شكل أحجار صغيرة»، مؤكدا أنها لن تحدث أي أضرار جراء سقوطها، وذلك لصغر حجمها.

ولفت إلى أهمية الحصول على تلك القطع أو الأحجار، التي من شأنها أن تدلهم على مصدر تلك الشهب، وهل هي من المريخ، أم بقايا مذنبات، مبينا أن الشهب نوعان؛ الأول تعرف بالكرات النارية، ويكون حجمها أكبر من الشهب، وتتراوح مدتها بين دقيقة ودقيقتين في الغلاف الجوي، بينما النوع الثاني يكون عبارة عن شريط من الضوء وأصغر حجما من النوع الأول، ويستمر لعدة ثوان.

يذكر أن أول كرة نارية تم تسجيلها في سماء المملكة العام الحالي كانت في سماء المدينة المنورة في مارس (آذار) الماضي.