«حقوق الإنسان» ترفع تقريرا عاجلا عن الانبعاثات المضرة بالبيئة

أكدت أن «البلدي» أخلف وعده بالحضور والاستماع لشكوى أهالي «الحرازات»

جانب من جولة جمعية حقوق الإنسان على حي الحرازات بشرق جدة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أنها سترفع تقريرا عاجلا إلى الجهات الحكومية المعنية, لاتخاذ اللازم حيال قضية الانبعاثات والنيران المتصاعدة من مردم النفايات في حي الحرازات شرق محافظة جدة.

وأكد المشرف العام على فرع الجمعية بمنطقة مكة المكرمة، الدكتور حسين الشريف، بعد الوقوف أمس على موقع المردم، أن ذلك يعد انتهاكا لحق الإنسان في العيش في بيئة سليمة، مشددا على أن «الحفاظ على البيئة من صميم حقوق كل إنسان، إذ تؤثر على صحته ومعيشته وحقه في هواء نظيف». وقال: «إن فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأرض يقوض أوجه التقدم، فالتنوع البيولوجي هو أساس الحياة على الأرض وأحد دعامات التنمية المستدامة، فإن لم نحافظ على التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام له، فإننا لن نحقق أهداف التنمية، والحفاظ على هذا التنوع عنصر أساسي لأي استراتيجية تنموية». وتزامنت زيارة أعضاء الجمعية لموقع المردم مع الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي يصادف أمس الاثنين، وبناء على شكوى أهالي الحي التي رفعوها للفرع وضمنوها عدم تجاوب الجهات الحكومية في جدة والمجلس البلدي مع مطالبهم بالقضاء على الأدخنة والنيران المشتعلة في المردم منذ أربعة أشهر.

وطالبت الجمعية بسن سياسات فاعلة لمواجهة التغير البيئي والمشكلات التي تهدد البيئة. وقال حسين الشريف: «تأكدنا من صحة شكوى المواطنين ولاحظنا انبعاث الأدخنة والنيران من باطن الأرض، وسنرفع تقريرا عاجلا إلى كل من إمارة المنطقة ومحافظة جدة، إضافة إلى الدفاع المدني وأمانة جدة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، للنظر في الأمر واتخاذ اللازم».

من جهته، طالب طلال قستي، عضو جمعية حقوق الإنسان المسؤول عن ملف البيئة، بإنشاء شرطة بيئية للحفاظ على البيئة ومعاقبة المتسببين في تلوثها وتهديدها. وقال: «حتى الآن لم نلمس جهودا فاعلة في حماية البيئة من أعدائها، لذلك نحتاج إلى شرطة بيئية وتقويم لمدى الانتهاكات التي تواجهها البيئة في جدة».

وأوضح أنه هاتف بصفته منسقا بين فرع الجمعية والمجلس البلدي، رئيس وأعضاء المجلس للوقوف مع أعضاء الجمعية على الموقع، لكن لم يوفوا بوعدهم بالحضور والاستماع للأهالي.

أما عضو الجمعية وأمين الأعضاء في الفرع، معتوق الشريف، فأكد أن التدهور البيئي في مختلف نواحيه يهدد رفاهية الإنسان، إذ ثبت عالميا ارتباط التدهور البيئي بمشكلات الإنسان الصحية التي تنتج عنها بعض أنواع السرطانات، والأمراض المعدية، وأمراض الجهاز التنفسي الحادة التي تعد السبب الرئيس لوفاة الأطفال، إذ يقتل الالتهاب الرئوي من الأطفال دون عمر الخامسة أكثر من أي مرض آخر.

وأضاف الشريف: «الصحة حق، وتمثل أمرا محوريا لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وتحديات لتحقيق أهداف التنمية»، مشيرا إلى أن «عملية تحسين رفاهية الإنسان تتضح بمدى تمتع الأفراد بالقدرة على العيش برفاهية، فهذا الأمر ليس ضرورة أخلاقية فحسب، ولكنه أيضا يمثل جانبا مهما من حقوق الإنسان الأساسية التي أكدت عليها الأمم المتحدة وعينت لذلك مقررا خاصا معنيا بالآثار الضارة لنقل ودفن المنتجات والنفايات السامة والخطرة بصورة غير مشروعة، على التمتع بحقوق الإنسان في عصر تزداد فيه حدة المشكلات البيئية بمعدل أسرع من الاستجابة لوضع سياسات واضحة وفاعلة لتجنيب الناس مخاطر التلوث البيئي وعواقبه المستقبلية».