دعوة المرأة للمشاركة في مواقع التواصل لتصحيح المفاهيم الخاطئة

التركي لـ «الشرق الأوسط»: نخطط للاعتماد على اللغة الإسبانية للتعريف بالإسلام

أمين رابطة العالم الإسلامي خلال حديثه عن أهمية التعريف بالإسلام (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

شدد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، على ضرورة العناية باللغة العربية ودعم وجودها في مجتمعات المسلمين سواء كانت مجتمعات إسلامية أو أقليات إسلامية، حتى يستطيع أفراد الشعوب أن يفهموا حقيقة الإسلام، فبقدر كون الترجمة مهمة فإنها لا تغني ولا تكفي.

وأضاف التركي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن مراكز ومقرات رابطة العالم الإسلامي تسهم بشكل كبير في نشر اللغة العربية، حيث إن معظم دول أوروبا يوجد بها العديد من المراكز للرابطة ومدارس تعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وتعقد دورات، كذلك تتعاون مع المنظمات التي تهتم بالجاليات العربية في تلك المجتمعات خاصة أن الأساس في طلاب العلم والدعاة أن تكون لديهم معرفة باللغة العربية.

واعتبر التركي على هامش ملتقى الثقافات المختلفة تحت عنوان «التعريف بالإسلام من خلال الثقافات المختلفة.. الثقافة الإسبانية نموذجا»، أن «هذا الملتقى مهم جدا نظرا لالتقاء عدد كبير من المتخصصين في مجالات معينة، وحاليا فإن التركيز على الثقافة واللغة الإسبانية وهي خطوة من ضمن عدد من خطوات التي ستتبعها أمور أخرى في ما تتعلق بالتواصل مع الأمم والشعوب».

وزاد أن «اللغة الإسبانية منتشرة بشكل كبير وهائل في عدد من الدول، ثم إن الشعوب في الدول التي تتحدث بها ليست لديهم خلفيات أو حساسية من الجانب الإسلامي، لكن هناك تقصيرا من المسلمين في التواصل معهم، لذلك حرصنا في هذا الملتقى على أن تكون هذه اللغة ضمن الخطط والأهداف للتعريف بشكل أوسع بالإسلام».

وبين أن الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام أبرز أهدافها أن يكون بينها وبين العالم على اختلاف حضاراته وثقافاته التواصل الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية ليعرف الآخرون ما لدينا ومعرفة ما لدى الآخرين أيضا، ولبحث القضايا الأساسية التي تسهم في بيان حقيقة هذا الدين، لذلك تقوم الهيئة بعقد ندوات ومعارض متخصصة وعمل منشورات ومطبوعات عديدة لنشر الإسلام في العالم أجمع.

وأفاد التركي بأن «مهمة التعريف بالإسلام لا تتم على الوجه المأمول لها إلا بالتصدي للصور النمطية المشوهة لصورته الصحيحة، مستعرضا أهمية استغلال وسائل الاتصال وتقنية المعلومات التي أحدثت تطويرا سريعا وكبيرا في إدارة العلاقات الإنسانية، إذ أصبحت نوافذ للتعارف والتواصل وتبادل المعلومات والآراء والأفكار في شتى الشؤون والموضوعات، وهذا الفضاء الفسيح يتيح الفرصة للمسلمين للتعريف بأنفسهم وبما لديهم من تراث وثقافة، فضلا عن الإسهام في إيجاد علاقات إنسانية مبنية على ثقافة الحوار والتعاون في خدمة المشترك الإنساني».

من جهته، قال حبيب بن محمد الحارثي، الأمين العام المكلف بالهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، إن «الثقافة الإسبانية تربطها روابط عدة بالثقافة الإسلامية»، وتناول سعي الهيئة للتنسيق والتكامل وأداء الأدوار المطلوبة من الجميع مع الجهات المهتمة بالتعريف بالإسلام عبر هذا الملتقى عبر الالتقاء والنقاش واستعراض آليات التعاون والتكامل، مستعرضا مسيرة الهيئة منذ نشأتها وسعي الهيئة للتعريف بالإسلام من خلال إبداع الوسائل عبر ثلاثة محاور، الأول العناية بمفهوم التعريف بالإسلام عبر الدراسات والأوراق العلمية، والثاني العناية بوسائل التعريف بالإسلام عبر المعارض والدورات الأسابيع الثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، والثالث عبر العناية بالمعرفين بالإسلام عبر جهود الدورات التدريبية التي يقيمها مركز مكة لتأهيل المعرفين بالإسلام.

بينما أشاد الدكتور محمد صقر من مصر بأهمية الملتقى «في تجميع الجهود لتعريف غير المسلمين بديننا الحنيف وأهمية اختيار الثقافة الإسبانية كونها أقل الثقافات معرفة بديننا الحنيف في الوقت الذي تتحدث فيه 21 دولة بالإسبانية كلغة أولى»، راجيا أن تستفيد الجهات المشاركة للتعريف بالإسلام.

وأوصى الملتقى في ختام جلساته بتشجيع المرأة والشباب على الإسهام في التعريف بالإسلام، والتأكيد على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار، وضرورة التعاون مع أتباع الديانات والثقافات الأخرى في المشترك الإنساني، إضافة إلى إعداد وثيقة تتضمن أسس التعريف بالإسلام وطريقة التعامل مع الثقافات المختلفة للتعريف بالإسلام وآلياتها.

واتفق المشاركون على ضرورة تطوير التعريف بالإسلام ووسائله وصولا إلى آفاق أرحب وتخفيفا من آثار الهجمة الإعلامية المستعرة والتنسيق بين الجهات العاملة في ميدان التعريف بالإسلام واستثمار الوسائل الإعلامية المتميزة، خاصة القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت، متطلعين إلى إنشاء قناة متخصصة في التعريف بالإسلام والدفاع عنه ومواجهة ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، كذلك إنشاء كرسي للتعريف بالإسلام في إحدى جامعات المملكة العربية السعودية أو العالمية.

الجدير بالذكر أن الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام هي إحدى هيئات رابطة العالم الإسلامي، وتتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة، وتتمثل مهمتها في التعريف بالإسلام، ودعم المناشط ماديا ومعنويا في المناطق المحتاجة من العالم، وإيضاح صورته النقية بمنهج واضح المعالم، ومقرها الرئيسي بالمدينة المنورة ولها فروع في كل من الرياض وجدة.