مكة المكرمة تزف مبنى «غرفتها» الجديد على نسق التراث الإسلامي

بعد 60 عاما من التأسيس وعلى مساحة 10 آلاف متر مربع

نموذج للتصميم النهائي لغرفة مكة المكرمة
TT

أعلنت الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة عن ملامح مبناها الجديد، حيث يضع الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة اليوم حجر الأساس للمبنى في خطوة هي الأولى منذ تأسيس الغرفة منذ ما يقرب من 60 عاما مضت.

وبهذه الخطوة تقدم غرفة مكة المكرمة بطاقة صعودها الاقتصادي رسميا نحو العالم الإسلامي، حيث من المتوقع أن يعزز المبنى الجديد استراتيجيات ودعائم صناعة الحج والعمرة.

وكشف طلال بن عبد الوهاب مرزا، رئيس الغرفة، أن المبنى الذي تبلغ تكاليف إنشائه أكثر من 30 مليون دولار، يقع على مساحة تزيد على عشرة آلاف متر مربع، وجاء ليحقق مفهوم التنمية المستدامة لأهل مكة، وذلك على ضوء ما نصت عليه استراتيجية المنطقة، وشعار الغرفة الذي تم تغييره أيضا العام الماضي ليتواكب مع هذا المفهوم، الذي أصبح حاجة ملحة اليوم.

وأشار مرزا إلى أن المبنى الذي تم بناؤه وفق أحدث التصاميم العالمية التي تنسجم مع تراث المنطقة شكلا ومضمونا، سيعد من أبرز المعالم الاقتصادية الحضارية التي تقع على مدخل مكة المكرمة من اتجاه جدة، المحافظة التي تعد البوابة الرئيسية لدخول أكثر من 10 ملايين زائر لمكة المكرمة ما بين حجاج ومعتمرين وزوار من الخارج والداخل، مبينا أن المبنى سيسخر جميع إمكاناته لخدمة أكثر من 50 ألف رجل وسيدة أعمال في مكة المكرمة.

من جهته، قال الدكتور مازن تونسي، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة «التنمية المستدامة مفهوم اقتصادي عصري ذو طابع حضاري اتخذناه ركيزة في مسيرتنا التطويرية لغرفتنا الحبيبة».

وأشار تونسي إلى أن الأمير خالد الفيصل دشن الشعار الجديد الذي اعتمد في تصميمه إظهار كلمة «مكة» المدينة والتاريخ والرسالة الحضارية ومركز العلم والإشعاع، وقد تم رسم حرف «ك» لتكوين ورقة الشجر التي تعبر عن رمز النمو الدائم، بينما يجسد الشق الأسفل للشعار رمز الصناعة وأبعادها التجارية المختلفة من خلال رسم «الترس الذهبي» الذي يشير بوضوح للمبادئ والقيم التقنية للتعاملات الإسلامية المتنوعة، مشيرا إلى أن كل ذلك جاء إلى جانب أن الشكل العام للشعار يوحي بالأصالة من خلال اختيار الألوان المتناغمة.

وتابع تونسي «اليوم، يأذن أمير المنطقة بانطلاق مبنى الآمال والتطلعات الذي سيكون نقطة التحول في مفهوم أعمال الغرفة التي طمحنا في خطتنا العشرية إلى تحقيقها، وذلك ليكون أنموذجا متفردا ومتميزا في تكوينه الذي يضم خمسة أدوار مجهزة بجميع الإمكانات المتقدمة وذات التقنية العالية في الأداء والكفاءة».

ولفت تونسي إلى أن المبنى يضم إلى جانب الوحدات الإدارية سبع قاعات للمؤتمرات والبرامج التدريبية والفعاليات، والتي من بينها قاعة رئيسية مجهزة لإقامة المنتديات والمؤتمرات والمعارض الدولية وقاعات أخرى للاجتماعات ونادي رجال الأعمال الأول من نوعه في مكة، وسيتم تجهيزه بأحدث التجهيزات الفنية والتقنية للالتقاء والتواصل بين قطاعات الأعمال، إلى جانب معهد تدريب لإعداد الكوادر الوطنية السعودية العاملة بالقطاعين العام والخاص وفق برامج احتياج سوق العمل مما يعكس التواصل بين الغرفة ورجال الأعمال والمجتمع الاقتصادي في مكة المكرمة.

من جهته، قال سعد القرشي، عضو مجلس الغرفة، إن المبنى سيحوي العديد من قاعات المؤتمرات والمناسبات، بالإضافة إلى مبان استثمارية يعود ريعها إلى الغرفة، مشيرا إلى أن أكثر من 113 مليون ريال هي القيمة المادية لتنفيذ هذا الصرح الاقتصادي الشامخ الذي قرر مجلس إدارة الغرفة جمعه من دون الدخول في معادلة القروض البنكية، بل أقروا جمعه وفق خطط مدروسة تمت خلال دورة رئاسة هذا المجلس.

وأشار القرشي إلى أن المبنى الجديد سيحتضن العديد والعديد من المناسبات الاقتصادية المهمة، وسوف يكون مؤتمر الأعمال الإسلامي باكورة تلك المناسبات التي ستسعى إدارة غرفة مكة إلى استضافتها أسوة بالغرف التجارية في العالم العربي أو الإسلامي والعالمي، كمؤتمر دافوس الذي ينظم سنويا في سويسرا.

وحول تكلفة المشروع أوضح عدنان شفي، أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، أن تكلفة المشروع تقدر بـ30 مليون دولار، حيث تم تحصيل ما نسبته 30 في المائة من قيمة المشروع، ولكن الغرفة لديها حاليا القدرة على تغطية 70 في المائة من القيمة المالية، ونسبة الـ30 في المائة هي مجموع ما تم تسويقه على تجار مكة للاستثمار في الصالات والقاعات التي سوف يحتضنها مقر المبنى. وكشف شفي أن صالح كامل رئيس غرفة جدة بادر بشراء صالة المؤتمرات بمبلغ 12 مليون ريال، ويوسف الأحمدي قام بشراء قاعة اجتماعات بقيمة 5 ملايين ريال، وجار التنسيق لتسويق عدد آخر من الصالات على رجال أعمال مكة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال مشروع المبنى الذي سوف يتم تدشينه في أوائل العام المقبل، مردفا «حرصنا على أن نكمل قيمة المشروع من استثمارات الغرفة وعدم الاقتراض من البنوك، بل اعتمدنا على رجال مكة، وهم أهل لها».

وحول تصميم المبنى قال أمين عام غرفة مكة «قدمت لنا الكثير من الآراء والمقترحات حول الشكل الذي سيكون عليه مبنى أعمال غرفة مكة، فعهدنا بالأمر إلى أحد المكاتب الاستشارية الهندسية التي تمتلك الخبرة الكافية في وضع تصميم يناسب ويلائم مبنى غرفة مكة الجديد، وبالفعل استطعنا أن نصل إلى الشكل المناسب والذي يمثل صورة مشابهة لأول توسعة يشهدها المسجد الحرام في العهد العثماني، وتمت المباركة عليه والموافقة، حيث قام المكتب الاستشاري بالبدء في تنفيذ ذلك التصميم».