سعوديون على طريق الاحتراف بتطبيق التقنيات في التصوير الضوئي

«التايم لابس» أشهرها.. وإبداع المصور يتضح بدمجها في عمل واحد

التقنية الحديثة اختصرت الكثير من الأدوات في جهاز ينجز كثيرا من المهام («الشرق الأوسط»)
TT

ظهرت مؤخرا تقنيات حديثة للتصوير الفوتوغرافي، وذلك مع انتشار صرعة التصوير الضوئي في السعودية بين الجنسين كمصورين هواة ومحترفين، وتعمل تلك التقنيات على تحريك الصور الفوتوغرافية الثابتة، وتحويلها إلى فيديو متحرك بفضل أفكار إبداعية وأدوات تساعد المصوّر على إنتاج صور ضوئية متحرّكة تظهر كفيديو مطبق باحترافية عالية، اختلفت مسمياتها تبعا لطرق تحريكها كالتايم لابس والسينما غراف.

ويعتبر «التايم لابس» من أشهر التقنيات الحديثة التي تستخدم بشكل واسع بين جمع المصوّرين الفوتوغرافيين السعوديين، على الرغم من المجهود الكبير المبذول في إعداد الفيديو المطبق عليه هذه التقنية، فضلا عن التكلفة المرتفعة للكاميرات الاحترافية ذات الإطار الكامل (فل فريم)، التي تتميز عن غيرها بالتقاط أكبر عدد من الإطارات في الثانية، علاوة على استخدام حامل الكاميرا المتحرك، مما جعل غالبية اتجاه هذه التقنية وتطبيقها حكرا على محترفي التصوير الضوئي.

وتعتمد تقنية «التايم لابس» على التقاط الصور تباعا، جامعة بذلك بين العمل الفوتوغرافي في تصويرها والإخراج على شكل فيديو متحرّك، ويشابهه في ذلك تقنية إيقاف الحركة «ستوب موشن» إلا أنها لا تعنى بفارق زمني محدد حين تلتقط الصور ويتم تحريكها.

وبعكس تلك التقنيات، يحترف المصورون «السينما غراف» التي يتم بها إيقاف جزء من الصورة وتحريك جزء آخر منها بالتقاط عدة صور في الثانية الواحدة، وهي الحد الفاصل بين الصورة الثابتة والفيديو.

وأوضح المصور السعودي سالم السويداء، أن التقنيات الحديثة خدمت المصورين في توسيع مداركهم بالإلهام والخيال في إنشاء أفكارهم وتطبيقها على شكل مقاطع فيديو ملتقطة بشكل احترافي.

وقال السويداء لـ«الشرق الأوسط»: «نرى خلال عرض تقنيات التصوير الحديثة، ترابطا بين هذه التقنيات مع بعض وقربها من بعض، على الرغم من أن كل هذه التقنيات الحديثة لم تأخذ حيزا في الوسط الفني العربي عموما».

ويكاد يجمع المصوّرون والمهتمون بالفنون البصرية على أن إخراج الفكرة النهائية وتطبيقها يلزم المصور الفوتوغرافي بتوفر عنصري الإلهام والإبداع، إضافة إلى التغذية البصرية التي يتلقاها بجرعات يومية وافرة، من مواقع التصوير الضوئي والمدونات المتخصصة، والمعارض الفنية، لتوسيع مداركه، وإظهار أفكار جديدة لم يتم تطبيقها أو محاكاتها من قبل.

وقد يجهل بعض المصورين الفوتوغرافيين أبجديات التقنيات الحديثة من أدواتها أو طرق تطبيقها بشكل سليم، فقد أشار السويداء إلى أن التقنيات التصويرية جميعها مرتبطة ببعضها إلا أن تقنية «التايم لابس» أخذت النصيب الأسد من تفاعل المصورين الهواة، كون بعضهم بدأ بتجارب فعليه في تطبيقها.

ويختلف استخدام التقنية بحسب اختلاف الفكرة في تعقيدها أو بساطتها، والعنصر أو المكان المراد تصويره، فقد تنوّعت المجالات التي تعرضها الأفلام القصيرة المنتجة بالتقنيات الحديثة على القنوات الشخصية للمخرجين على مواقع مشاركة الفيديو كالـ«يوتيوب» و«فيميو», تتنوع ما بين أفلام وثائقية عالية الجودة، وأفلام فيديو صامتة ملحقة غالبا بموسيقى تصويرية، تظهر فيها تقنيات تصوير بمشاهد مشابهة لما يعرض بمشاهد الأفلام العالمية من أحدث تأثيرات التصوير الضوئي في الفن السابع.

وبالمقابل، اتجه هواة التصوير إلى استخدام تقنيات تصويرية أقل تكلفة من خلال هواتفهم الذكية، فقد وفّرت بعض أسواق تطبيقات الجوال برامج تنفذ فيديو مصغرا محدود الجودة، بأدوات مبسطة لتثبيت الجهاز والتقاط عدة إطارات من الصور في الثانية ودمجها في فيديو متحرك تسهل مشاركته في مواقع الشبكات الاجتماعية.