مشاريع ترفيهية تكرس لبيئة سياحية مستدامة في عسير

تعاون بين الأمانة والطيران المدني لإنشاء حديقة المطار بتكلفة 33 مليون ريال

TT

الحدائق والمسطحات الخضراء، ومناخ جغرافية المكان، تضافرت جميعها لخلق منطقة سياحية متكاملة في عسير، فالزائر لمدينة أبها أو محافظة خميس مشيط يشهد حاليا تغيرات إيجابية متدرجة، فيما يتعلق بالاهتمام بالحدائق العامة ويتساءل عن حقيقة ما يتداوله الأغلبية حول إنشاء حدائق جديدة ومطورة.

لم تعد الحدائق وحدها المستهدفة في عملية التطوير، فـ«الممشى» في مدينة أبها دخل مضمار المنافسة، حيث انتهت أمانة منطقة عسير من تركيب 100 جهاز لألعاب القوى وتمارين الحديد، في عدد من المواقع السياحية، والتي من أهمها ممشى وادي أبها، ومنتزه السودة وساحة البلدية في مصلى العيد (المشهد) وحديقة الأندلس.

يبين المهندس سالم مصلح، مدير عام الحدائق والتجميل في أمانة أبها، أن فكرة ذلك المشروع جاءت من أهمية توفير تلك الأجهزة لممارسي رياضة المشي والجري في تلك المواقع، التي هيأتها الأمانة للممارسة الكثير من الرياضات الخفيفة، وهي فكرة تطبق لأول مرة في منطقة عسير.

وأضاف مصلح أن الشركة المؤمنة لتك الأجهزة مسؤولة عن صيانتها لمدة عام، وذلك من خلال استبدال التالف أو إصلاح المعطل، ومن ثم تقوم الأمانة بتسلمها فور انتهاء عقد تشغيلها من قبل الشركة.

وتحول في الآونة الأخيرة ممشى وادي أبها إلى مزار رياضي صحي سياحي، وهو ما قاد الجهات المختصة بإطلاق عمليات التطوير لتلك المواقع بغية توفير بيئة سياحية مستدامة بنمط استثمار بيئي مناسب.

لم تقف عجلة التطوير على هذه الناحية فحسب، بل كان لمطار أبها نصيب، حيث من المنتظر إنشاء حديقة كبرى تضم أفضل التصميمات والخدمات ستكون الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.

وكان الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، قد وضع حجر الأساس لتنفيذ حديقة المطار بتكلفة 33375 مليون ريال، أوضح المهندس إبراهيم بن محمد الخليل، أمين منطقة عسير، أن الأمانة تقوم بتنفيذ ذلك المشروع بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني، وذلك على مساحة إجمالية 125000 متر مربع من أرض المطار ومدة التنفيذ 540 يوما، مضيفا أن ذلك المشروع سيكون نواة لمشاريع خدمية وسياحية سيدشنها أمير المنطقة خلال الأيام المقبلة.

وحول ما ستحتويه تلك الحديقة قال المهندس علي الحسنية، وكيل الأمين للشؤون الفنية، إن عناصر الحديقة تتكون من مسطحات خضراء تحتل 42 ألف م2، ومجرى مائي بطول 160 مترا وعدد من الجسور، إلى جانب مسجد يتسع لعدد 600 مصلّ بالإضافة إلى نافورة مائية وكافتيريات وألعاب للأطفال، وجلسات ومظلات متنوعة، مشيرا إلى الكثير من الممرات الداخلية، ومواقف للسيارات تتسع لـ650 سيارة، وكثير من دورات المياه.

كان اختيار تلك البقعة في منطقة عسير، يعتمد على عدة ركائز طبيعية ومناخية وجغرافية، ولتسليط الضوء أكثر على تلك الركائز، ذكر خالد العمري، مدير عام الدراسات في الأمانة، أنه تم اختيار تلك المساحة نظرا لما يتميز به ذلك الموقع.

وأشار العمري إلى أن تلك المشاريع سوف تسهم في زيادة الجذب السياحي، مضيفا أنه تم التعامل مع النسيج الخلاب للطبيعة والمعطيات الجمالية للموقع وتصميم حديقة المطار، للخروج برؤية تتناسب مع الجديد وسحر الطبيعة لصنع منظومة متكاملة ولوحة فنية مريحة، تتميز بعبق الطبيعة والحس الهندسي المرهف على موقع تم اختياره بعناية، بعد التنسيق مع المسؤولين بمطار أبها وهيئة الطيران المدني، يتميز هذا الموقع بكونه الرؤية الأولى للمقبلين إلى أبها جوا، وتقوم أمانة منطقة عسير بتنفيذ هذه اللوحة الفنية (حديقة المطار) على أرض مساحتها 12500 م2 وتحتوي هذه الحديقة على عدد من المفردات الجمالية.

الحركة المرورية شاركت في تلك التطورات، فقد وافق الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير على توصيات مجلس التنسيق المروري في منطقة عسير على تعديل مسار شارع الأمير سلطان بحي سرثبته من الجنوب إلى الشمال نهاية الشهر الحالي، وذلك لتسهيل الحركة المرورية على ذلك الشارع وعلى وسط المدينة.

وأوضح المهندس عبد الكريم أبو خرشة مدير التشغيل والصيانة في الأمانة أن الأمانة سوف تنتهي الأيام المقبلة من تعديل الأرصفة بما يتناسب مع حركة السير الجديدة، إضافة إلى إزالة الجزر في الدوار السابق وتوسعة وتركيب أعمدة إنارة كبيرة على ذلك الطريق وتركيب لوحتين كبيرتين لتنبيه المواطنين بتعديل المسار.

وفي السياق ذاته، وعند مصب التطويرات التنموية البلدية السياحية فقد تم فعلا إزالة معلم جمالي يتوسط مدينة أبها، وهو دوار القصبة، فقد أزالت أمانة منطقة عسير الدوار الواقع في مدخل مدينة أبها من الجهة الجنوبية، وذلك بعدما تسبب حجم ذلك الدوار في إعاقة حركة المرور التي تمتاز بالكثافة.

وأوضح أمين منطقة عسير إزالة دوار القصبة من مشاريع الأمانة السابقة والمعتمدة، وأن ذلك يسهم في تسهيل الحركة المرورية في ذلك الموقع، خاصة أن إزالته مبنية على توصيات لجنة التنسيق المروري التي أقرها أمير المنطقة، والتي طالبت بإزالة ذلك الدوار خاصة أن مساحة الدوار الكبيرة أسهمت بشكل كبير في إعاقة الحركة المرورية.

وأكد الخليل أن مشروع طريق الستين المعتمد في ميزانية الأمانة الذي يربط عقبة ضلع بطريق الطائف والذي تقوم الأمانة في هذه الأيام بنزع الملكيات الواقعة عليه، سيكون مروره من ذلك الدوار الذي يتطلب إزالته سواء كان في الوقت الحالي أو مستقبلا، مضيفا أن الأمانة سوف تقيم نصبا مستقبلا في أحد فراغات ذلك التقاطع ويكون بشكل أجمل من النصب السابق.