قلة الكليات الشرعية لتخريج الداعيات من أهم معوقات العمل الدعوي النسوي

رئيسة اللجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:

TT

اعتبرت الدكتور فاطمة نصيف، رئيسة اللجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، أن عدم تمكين المرأة الداعية من ممارسة الدعوة كما هو ممنوح للرجال، إلى جانب عدم التعاون الكافي بين الدعاة والداعيات، يعتبر من أهم المعوقات التي تعترض طريق العمل النسائي الدعوي في السعودية.

وترى نصيف أن النساء في هذا الوقت أحوج إلى الدعوة من الرجال، معللة ذلك بأنهن أكثر عددا من الرجال، إلى جانب أنهن حاضنات ومربيات رجال ونساء المستقبل.

كما لفتت إلى أن عدم توفر عدد كاف من المعاهد والكليات الشرعية لتخريج الداعيات يعتبر أيضا معوقا أساسيا للعمل الدعوي النسوي بالمملكة، إضافة إلى تحكم ولي أمر الداعية ومنعها من ممارسة الدعوة بحجج واهية على الأغلب والأعم، وفقا لقولها.

وحول الأعمال الدعوية النسائية على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة الإلكترونية، بينت رئيسة اللجنة النسائية أنها أصبحت كثيرة ومتنوعة، متوقعة زيادتها بشكل كبير وفاعل، مشيرة إلى بعض المواقع النسائية الدعوية الجيدة مثل لها «أون لاين».

ولفتت إلى أن حلقات تحفيظ القرآن الرجالية والنسائية في تطور مستمر، معتبرة ذلك عملا عظيما، ومبينة أن أهم وسيلة لتطويرها الفهم والتدبر قبل الحفظ، ومن ثم العمل بذلك العلم حتى يكون ثمرة التدبر والعمل هو الترقي والتطور الحقيقي والتغيير نحو الأفضل، وتحقيق الهدف من نزول القرآن.

وطالبت وزارة الشؤون الإسلامية باعتماد مادة التفسير والتدبر في جمعيات القرآن ومدارسها وحلقاتها بشكل إلزامي، بهدف تطوير عمل هذه الجمعيات للنهوض بالأمة وفق ثقافة ربانية.

وأبدت استيائها من أن الجيل الحديث من الأبناء والبنات لم يعد يعرف الله حق معرفته، مؤكدة أن حل هذه الإشكالية الكبيرة لا يكون إلا بتدبر القرآن والعمل به، وموضحة أن تعليمهم التلاوة الصحيحة إلى جانب تربيتهم على القيم القرآنية والقيم الأخلاقية بالذات، وتعليمهم الأحكام الشرعية في كل باب جاء ذكره في القرآن يعتبر الطريقة المثلى لعلاج هذا الأمر.

من جهته بين صلاح الشيخ، مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، أهمية دور الدعاة في حماية الشباب من بعض الإشكالات التي قد تواجههم بحكم سن المراهقة، أو بعض الشبهات التي قد ترد على أذهانهم، وذلك من خلال تعليمهم وتدريسهم القرآن الكريم والعمل وفقا للسنة النبوية لترسيخ قواعد العقيدة الصحيحة لديهم.

بينما شدد المهندس عبد العزيز حنفي، رئيس جمعية «خيركم» لتحفيظ القرآن الكريم بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، على أهمية تحصين الشباب والفتيات وضرورة التحاور معهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعضهم، لافتا إلى أن هؤلاء الشباب في مرحلة المراهقة لديهم أسئلة كثيرة، والبعض منهم في حيرة ويبحثون عمن يجيب على تساؤلاتهم.

وبالعودة إلى نصيف التي تعتبر من مؤسسي قسم الدراسات الإسلامية والاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبد العزيز، فقد أوضحت أن الهدف الذي تم وضعه لإنشاء هذه الأقسام قد تحقق، مستدلة على ذلك بوفرة الكوادر العلمية السعودية اللازمة للتعليم، لافتة إلى أن قسم الدراسات الإسلامية بالجامعة وفر معلمات للدين في جميع المدارس، إضافة إلى أنه أخرج فقيهات ومحدثات وشرعيات قمن بدور التدريس والدعوة.

وأضافت: «بالنسبة لقسم الاقتصاد المنزلي فقد أصبح ذا شأن عظيم»، مشيرة إلى تنوع التخصصات المناسبة للمرأة والفتاة، كالأمومة والطفولة، إلى جانب قسم التغذية وقسم التصميم الداخلي والديكور.

وحول مصير الأبحاث التي تقدم في مواضيع الإعجاز العلمي، أشارت نصيف إلى أنها تأخذ مسار الأبحاث العلمية عالميا، حيث يتم تقيمها علميا من قبل لجان متخصصة إلى جانب لجان شرعية، ومن ثم تعرض في مؤتمرات دولية بعد الحصول على براءات اختراع وتسجل ضمن الأبحاث العلمية المعتمدة.