علمت «الشرق الأوسط» أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد دققت قبل نحو ثلاثة أسابيع على العقود التي أبرمتها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بشأن القطارات الإسبانية التي واجهت صعوبات تشغيلية، مما اضطر المؤسسة إلى وقف عملها منذ الثاني من مايو (أيار) الجاري.
وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة ناقشت المؤسسة بشأن المواصفات والمقاييس التي تم اعتمادها عند التعاقد على شراء القطارات، ومدى تناسبها مع الأحوال المناخية والظروف البيئية للمملكة.
يشار إلى أن المؤسسة ستجري مع الشركة الإسبانية اختبارات واسعة على القطارات طيلة فصل الصيف، حيث ستسير رحلات من دون ركاب حتى نهاية رمضان المقبل.
وأشارت مصادر إلى أن ركاب القطارات خلال فترة التجربة التي ستستمر ثلاثة أشهر سيكونون من فنيي ومراقبي المؤسسة، بالإضافة إلى الطاقم الفني الإسباني.
وكانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أوضحت يوم أمس أن الشركة المصنعة للقطارات الجديدة، انتهت من تعديل البرمجة الخاصة بأربعة أطقم من القطارات الجديدة تم إيقافها مؤخرا، وأنها مستمرة في تجهيز باقي الأطقم لاختبارات التشغيل التجريبي وفق برنامج زمني محدد.
وقال المهندس عبد العزيز الحقيل، الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، إن الشركة المصنعة للقطارات تعمل من خلال فرق فنية يبلغ عدد أفرادها 53 خبيرا وفنيا في مختلف التخصصات الميكانيكية والكهربائية والبرمجة في حل مشكلة القطارات.
وأكد الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن خبراء الشركة يعملون على الانتهاء من تجهيز بقية أطقم القطارات الجديدة وإعادتها للخدمة في أسرع وقت ممكن.
وأوضح الحقيل أن الشركة انتهت من تجربة أربعة أطقم من هذه القطارات قطعت المسافة بين الدمام والرياض وبالعكس في 56 رحلة مجدولة خلال الأسبوعين الماضيين، أي بمعدل 4 رحلات يوميا، ولم يتم تسجيل أي ملاحظة فنية تذكر على أداء هذه القطارات، وأضاف أن فنيي الشركة يعملون حاليا على تجربة طقمين آخرين، فيما يتم إنهاء الإجراءات الجمركية للطقم الثامن الموجود في ميناء الدمام؛ تمهيدا لإجراء التشغيل التجريبي لها جنبا إلى جنب مع بقية الأطقم الأخرى.
وأضاف الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن المؤسسة أنهت بناء ورشة مخصصة لتجهيز القطارات الجديدة في محطتها بالعاصمة الرياض، وقال إنه تم تزويد الورشة بمعدات وأجهزة فحص وقياس متطورة تلبي احتياجات الفحص والصيانة اليومية للقطارات.
وتوقع الحقيل أن تتسلم الشركة الورشة المخصصة مطلع الشهر المقبل، فيما يتم خلال هذه الفترة بناء ورشة أخرى في المحطة ذاتها لعمليات الصيانة الثقيلة يتوقع أن يتم الانتهاء منها نهاية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وزاد بأن الشركة تستفيد من الإمكانات الكبيرة المتوفرة في ورش الصيانة بالدمام.
وفي السياق ذاته قال الحقيل إن المؤسسة ستقوم بتكثيف التشغيل التجريبي للقطارات في رحلات مجدولة خلال يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب) لإعادة القطارات الجديدة للعمل، وللتأكد من فاعلية الإجراءات التي قامت بها الشركة المصنعة.
وأكد الحقيل أن هذا الإجراء سيزيد من الاطمئنان على جاهزية هذه القطارات للعمل في الظروف البيئية والمناخية للمملكة، حيث تصادف هذه الأشهر فصل الصيف الذي تصل فيه درجات الحرارة ذروتها، وستوفر التقارير التي سيتم إعدادها من قبل جهات فنية محايدة معطيات مهمة ومرجعية للمؤسسة، يتم في ضوئها اتخاذ القرار المناسب بشأن الإعلان عن إعادتها للخدمة ضمن جدول رحلات القطارات المعتمد.
الجدير بالذكر أن المؤسسة أعادت التأكيد على أنها لم تتسلم القطارات الجديدة بشكل رسمي، وأنها ما زالت في عهدة الشركة المصنعة، حيث ينص العقد على قيام الشركة بتشغيل القطارات لمدة عام كامل من تاريخ التشغيل الفعلي لها، بالإضافة إلى تولي صيانتها لمدة أربع سنوات في ورش المؤسسة مع الاستمرار في تدريب فنيين سعوديين على عمليات التشغيل والصيانة.