فجر تشكيلي سعودي قضية حول مشاركة الآيات القرآنية ولفظ الجلالة في الفعاليات الفنية التي تقام في المعارض الدولية خارج إطار الدول الإسلامية، مرتكزا على قدسية تلك الأعمال المستمدة من كلام الله تعالى.
ورفض الفنان تشكيلي عثمان الخزيم إدراج الآيات القرآنية ولفظ الجلالة في الأعمال الفنية المشاركة في المعارض الدولية في الدول غير الإسلامية، كون أن العمل التشكيلي ذا الطابع الإسلامي يجب أن يعرض في مكان يحترم العمل ولا يمتهنه.
وذكر الخزيم في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن اللوحات التي قد تهدى أو تعرض في معارض دولية قد لا تقدر قيمتها الفنية، وتعرض بطريقة لا تليق بها. وأشار إلى تجربة له قبل نحو ست سنوات، حينما كان عضوا في إحدى اللجان الفنية، واعترض على أحد المجسمات الفنية التي أخرجها الفنان السعودي ضياء عزيز ضياء، وتحوي يدا نقشت عليها بالحناء بعض الآيات القرآنية تحمل مجسما للكعبة المشرّفة، والتي كانت ستهدى من الحكومة السعودية إلى المكسيك؛ فأبدى الخزيم وجهة نظره للجنة حول إحداث بعض التغييرات على المجسم، كونه سيعرض في حديقة عامة، الأمر الذي جعله لا يضمن التعامل مع العنصر بشكل جيد.
واستبدل القائمون بعدها على العمل الفني بشكل الكعبة الكرة الأرضية مشارا عليها إلى موقع السعودية، والآيات القرآنية بحروف مخطوطة بالخط العربي.
ومن وجهة نظر عثمان الخزيم فإن الفنون البصرية تعلو على اللغة المنطوقة، وأكثر انتشارا منها في حوار الحضارات مع بعضها، وعلى ذلك فإنه يرى أن للخط العربي جمالية لم تستطع الأجهزة الحديثة أن تجاري فيها براعة الخطاطين في رسم الحروف العربية بشكل جميل وإحساس إنساني.
وأوضح الخزيم أن الكثير من الشباب السعوديين أثبتوا جدارتهم في تطوير الفن في السعودية، ورفعوا الفنون البصرية خاصة إلى مستوى أعلى، بل يرى أن من يحاول وضع الفن التشكيلي السعودي الحديث بعباءة الفنانين الكبار هو مخطئ، وبالمقابل من ينفي الأثر الواضح للمسات الشباب في الفن السعودي فهو مكابر.
ويرجع الخزيم التطور في الفنون البصرية إلى وجود تقبل واستيعاب من المجتمع السعودي لقيمة الفن، علاوة على عدم تعدي الأعمال الفنية الجديدة على ثوابت معينة في الشريعة الإسلامية، ويعتبر أن تحفظ المجتمع على فنون أخرى كالموسيقى والنحت، أعطى الفن التشكيلي والخط العربي حقهما في ذلك الدعم من المجتمع.
الإجادة هي مطلب أساسي حتى يقدم الفنان عملا فنيا، فالإتقان من سمة الفنان الذي يريد تطوير نفسه والوصول إلى مستوى عال من الفنون. ويذكر عثمان الخزيم أن الفنان إن لم يكن عاشقا للفن فسيتحول أداؤه إلى مهنة عادية، وبين أن الفن التشكيلي نشاط فردي، فالفنان يولد ويترعرع ويكبر في مرسمه الذي يصنع إبداعه يوما بعد يوم.
من جانب آخر، شارك مجموعة من الفنانين التشكيلين السعوديين المخضرمين والجدد في معرض الأسر المنتجة، المقام ضمن فعاليات أمانة مدينة الرياض. وتنوعت الأنشطة المقدمة للأطفال في المعرض بين إعطائهم المجال لتعلم الرسم والتلوين، والتقاط صور لهم في ركن استوديو التصوير الضوئي. وشارك الخزيم بعرض لوحاته موفرا فرصة للأطفال لتعلم الرسم بالرصاص وكتابة أسمائهم بالخط العربي.