60% من استثمارات مكة المكرمة تتدفق من خارجها

تخطت حاجز 250 مليار دولار سنويا

مكة المكرمة أكثر المدن السعودية جذبا للاستثمارات (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أوضح خبراء متخصصون أن مكة المكرمة أكبر المدن جذبا للاستثمار من خارجها، وأن أكثر من 60 في المائة من حجم استثماراتها هي مبالغ تدفقت من خارجها، وأنها استطاعت في السنوات الخمس الأخيرة تغيير معالم الاستثمار في حجم تدفق السيولة في مشاريعها.

وقال سعد الشريف، خبير المنطقة المركزية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مكة المكرمة ومحيطها في الوقت الحالي تشهد نموا عقاريا كبيرا عبر مشاريع مختلفة تشيد حول المسجد الحرام وفي المنطقة المركزية، وبحسب التقديرات الأخيرة، فإن حجم الاستثمار في مكة المكرمة ارتفع إلى 250 مليار دولار سنويا، ويزداد هذا الرقم 60 في المائة قيمة استثمارات من خارج العاصمة المقدسة، ويزيد الرقم بازدياد حجم الأعمال والاستثمارات التي يعلن عنها بين الحين والآخر وتطرح بشكل دوري ولا تتأثر بمواسم العقار.

واستطرد خبير المنطقة المركزية بالقول: «مكة المكرمة تعتبر سوقا ديناميكية للعقار، فهي قلب العالم الإسلامي، وتشهد تحولات جذرية تعدها للتطور والتمدن والتنظيم، خاصة في ما يعرف بمنطقة الحرم، وتشهد نموا سكانيا مطردا، إلى جانب زيادة أعداد المعتمرين والحجاج».

وعلل الشريف جذب الاستثمارات بأنه «أمر طبيعي، ويحكمه طبعا مفهوما العرض والطلب، وأعتقد أن احتمالات الإنشاءات إذا تمت ستكون جديرة بالعمل على استقرار الأسعار، أو على الأقل تعود إلى مستويات مقبولة».

وحول الفرصة الاستثمارية المعقولة في مكة المكرمة بغية اللحاق بفرص استثمارية ممكنة، قال الشريف: «أنا أعتقد أن الفرص موجودة وبالإمكان تحينها، لا أعتقد أنها أصبحت مستحيلة، لأن جوارها بلا شك مطلب عظيم».

وأعرب فواز عسيري، أحد المستثمرين خارج المنطقة المركزية، عن اعتقاده بأن «توافر الخدمات في تلك المدن الصغيرة، أحالها إلى مناطق جذب على غير العادة، وأصبحت الحقيقة تكمن في أن هناك قفزات هائلة ونموا واضحا للعيان بتوفير الكثير من الخدمات والمؤسسات العلمية أو الوظائف، وكلها تشجع على الهجرة العلمية، وهي ظاهرة صحية لا أعتقد أنها سلبية».

وأشار الخبير العقاري إلى وجوب تهيئة بيئة جاذبة لشباب المستثمرين، خاصة الذين في مقتبل العمر، حتى لا تكون الفرص منعدمة أمامهم، وقال: «هناك فرق بين المستثمر والراغب في السكن، والأخير يواجه مشكلات كبيرة في مكة، ونحن نسعى من خلال التعاون الكبير لحلها».

إلى ذلك، نصح الدكتور سلطان المبعوث، أكاديمي متخصص في جامعة أم القرى، بإعادة الصفحات الاستثمارية بمكة، مبينا: «مجال الاستثمار فيها قائم، ومجال مبني على أسس وأصول متينة، تدعمه مواسم الحج والعمرة، وما تصنعه من استثمارات بسيطة لهم في مداها القريب، لكنها تبعث نحو استثمارات أكبر وأرحب».

وأشار المبعوث إلى أن فكرة الاستثمار في مكة على مدار العام واردة، ولها مضامين اقتصادية كبيرة، وينبغي لفئة الشباب البحث عن الربح المعقول، وأن لا يزيدوا المشكلات الاقتصادية والعقارية بانتقالهم إلى أماكن ومدن أخرى، وقال: «المهم التركيز على فرص استثمارية واعدة، وأي مشروع يختاره يجب أن يكون قائما على استراتيجية ورؤية واضحة، وخطة، ودراسة جدواها الاقتصادية واضحة، حيث يجب أن يأتي المستثمر بمشروع يكون فيه محافظا على رأس المال، وفي مجال مُرض لطموح الشاب، وتلك هي أسس النجاح».