50% من المعوقين بصريا يعزفون عن العمل خوفا من خسارة الضمان الاجتماعي

بلو لـ «الشرق الأوسط»: يعتمدون حكمة «قليل مستمر خير من كثير منقطع»

إطلاق برنامج لتوظيف وتدريب 250 معاقا بصريا في عدد من الشركات («الشرق الأوسط»)
TT

كشف محمد بلو، أمين عام جمعية إبصار، عن فشل برامج توظيف المعاقين حال افتقارها لمراكز خدمة متخصصة بتوعيتهم وتدريبهم منذ إصابتهم بالإعاقة، مشيرا إلى أنه وفقا لدراسة مسحية أجرتها إبصار فإن 50 في المائة من ذوي الإعاقة البصرية يرفضون التوظيف خوفا عدم استمراريتهم بالوظيفة الأمر الذي يعني خسارتهم للضمان الاجتماعي أيضا.

وأشار بلو إلى الانتهاء من تأسيس مجلس إدارة مبادرة «توافق» التابع لوزارة العمل، والذي يضم في عضويته مجموعة من الشخصيات والمسؤولين من عدة وزارات ومؤسسات حكومية وجمعيات أهلية، تعمل في مجال الإعاقة، إلى جانب شركات استشارية بهدف إعداد استراتيجية وطنية لتشجيع توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بما يضمن حقوقهم، إضافة إلى تشجيع القطاعين الحكومي والخاص على فتح فرص التوظيف لهم ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين.

وبين بلو أن إبصار بادرت بإطلاق برنامج لتوظيف وتدريب 250 معاقا بصريا من الذكور والإناث فوق سن الثامنة عشرة في عدد من الشركات اعتبارا من مايو (أيار) 2012 يتضمن التدريب لمدة تسعة أشهر على المسارات الوظيفية سنترال وموظف استقبال ومدرب، إضافة إلى منسق مكتبي للعلاقات الحكومية وغيرها من الوظائف التي تتناسب وهذه الفئة.

وأوضح أمين عام جمعية إبصار أن المجلس يهدف إلى زيادة فرص توظيف ذوي الإعاقة إلى جانب تحسين الظروف والقوانين والأنظمة والإجراءات المتعلقة بتوظيفهم، لافتا إلى أن المشروع الذي تم إطلاق فكرته في شهر رمضان الماضي تعاقد مع شركة استشارية دولية في مجال الاستشارات والموارد البشرية والتنموية سيعمل على إزالة هذه المعيقات من خلال توفير الضمانات لاستمرارية عملهم.

ولفت بلو إلى أنه تم الاطلاع على بعض المشاريع الخاصة بجمعية إبصار والتي كانت قد اقترحتها لإنشاء مصنع يشغله ويديره المكفوفون واستحسنت الفكرة من قبل وزير العمل والشركة المشغلة، وسيكون هناك منشآت صناعية تشكل نسبة المكفوفين في طاقم تشغيلها 75 في المائة، كما اقترحت أن تكون كنموذج تجريبي يطبق لبرنامج «توافق» في المرحلة الأولى التي تم الانتهاء منها، والآن ستتم مناقشة خطة المرحلة الثانية يوم الاثنين المقبل في اجتماع يترأسه وزير العمل.

وبين أمين «إبصار» أن الجمعية أطلقت مبادرة بالتعاون مع مراكز التوظيف المشمول بالتدريب إلا أن أغلب المعاقين بصريا يرفضون التوظيف، مبينا أن هذه من أكبر المعيقات التي تواجههم وقال «يعزف المعوقون بصريا والذين هم على الضمان الاجتماعي عن التوظيف خوفا من خسارة الضمان الاجتماعي، بفلسفة أن قليلا مستمرا خير من كثير منقطع، على الرغم أن الرواتب التي تعطى لهم والمزايا التي تقدم أفضل كثيرا من الضمان الاجتماعي».

وأضاف بلو «يوجد قرابة 116 شخصا من ذوي الإعاقة البصرية من دون وظيفة ورفض أكثر من 50 شخص منهم أن يوظفوا خلال الثلاثة أسابيع الماضية، بمعنى أكثر من 50 في المائة يخشون التوظيف خوفا من عدم استمراريته، فبالتالي يكونون قد خسروا الضمان الاجتماعي الذي يصرف لهم من الدولة»، مشيرا إلى أن هذه من المعوقات التي يواجهونها الآن معيدا السبب إلى خوفهم من الاستمرارية في الوظيفة.

وأكد أمين عام جمعية إبصار فشل برامج توظيف المعاقين حال افتقارها لمراكز خدمة متخصصة تتعامل مع الإعاقة منذ ظهورها في الطفولة إلى الشباب لأن الشخص سيمر بانعكاسات نفسية تؤثر سلبا على اندماجه بالمجتمع لاحقا.