الطلاب.. يهربون من أوقات الاستذكار إلى شبكات التواصل الاجتماعي

«تويتر» يستحوذ على الوقت الأكبر

يلجأ الطلاب لاستخدام الإنترنت هربا من ضغوط الاختبارات
TT

تزداد حدة التوتّر خلال هذه الأيام بين أوساط الطلاب في السعودية، لخضوعهم لاستحقاق يقيّم جهودهم خلال عام دراسي طويل، وتعد فترة الاختبارات السنوية هي الحد الفاصل بين مرحلة دراسية وأخرى وتمثل للبعض توديعا للمرحلة الدراسية وبداية جديدة في الحياة العملية.

وفي استطلاع أجرته «الشرق الأوسط» على شريحة من الطلاب الجامعيين وطلاب المرحلة الثانوية، عن أسباب ضعف استذكار الدروس أيام الاختبارات، رأت 63 في المائة من العينة أن «تويتر» و«فيس بوك» وبرامج المحادثة على الأجهزة الذكية، هي أحد الأسباب الرئيسية للابتعاد عن الاستذكار، فيما توزعت باقي الأصوات على الشعور بالجوع والنوم خلال الاستذكار ونسبة ضئيلة على الرغبة في القراءة وتصفح المجلات. وذكر المشمولون بالاستفتاء أسبابا أخرى تبعدهم عن المذاكرة كالضغوط النفسية والمزاجية خلال الاستذكار، والتأثر ببعض الظروف العائلية داخل الأسرة.

ويخفف بعض الطلاب من حدة توتّره بالخروج لساعات للاستذكار خارج المنزل، بينما يقضي البعض أوقاتهم المستقطعة من المذاكرة للتواصل على برامج المحادثة الفورية، ومتابعة ما استجد على شبكات التواصل الاجتماعي. ويهدر بعض الطلاب أوقات المذاكرة تهربا من الكتب الدراسية وجو الدراسة المشحون بالقلق والتوتر إلى التنفيس عن مشاعره السلبية.

وترى سارة عبد الله من منظورها كمتخصصة في علم الاجتماع، أن انعدام الإحساس بالمسؤولية هو العامل الأساسي، الذي يجعل الطلاب بعيدين عن أجواء الاختبارات وكذا عدم الإحساس بالمسؤولية بالعلم والمنفعة المترتبة من وراء الاستذكار لهم، مع كثرة الملهيات من الأجهزة الإلكترونية وقضاء الأوقات في أحاديث فارغة لا طائل من ورائها، فضلا عن عدم تنظيم الطلاب لأوقاتهم بالتجهيز المسبق للامتحان وإعداد جداول المذاكرة، واعتماد بعض الطلاب بشكل كامل على الدروس الخصوصية المكلفة.

وشددت الأخصائية الاجتماعية على الدور الكبير الذي يقع على عاتق الأهل في تهيئة جو نفسي مناسب للمذاكرة بعيد عن الخلافات، والالتزامات الاجتماعية حتى يتسنى للطالب المذاكرة بهدوء وراحة فضلا عن أهمية التعامل مع الطالب بأريحية وهدوء في فترة الاختبارات السنوية، بما يكفل له إدراكه لحس المسؤولية في تحصيله العلمي.

ومن خلال المشاهدة العملية بممارسة دورها كأخصائية اجتماعية تذكر سارة عبد الله أن هناك نماذج من الطلاب تهمل دروسها كتهديد للوالدين برسوبه نتيجة عدم تنفيذهم مطالبه.

وعلى صعيد آخر، عززت الشبكات الاجتماعية التواصل المباشر بين الطلاب، لا سيما طلاب الجامعات بإنشاء مجموعات دراسية يديرها الطلاب بأنفسهم للاستذكار اليومي والأسبوعي بجميع الأوقات على مجموعات «فيس بوك» و«تويتر»، يتناول فيها الطلاب أجزاء المنهج الدراسي بالشرح والتحليل للتحضير للاختبارات النهائية بوقت كاف.