كشفت وزارة الصحة السعودية عن سعيها لإخضاع عدد من مستشفياتها لحزمة من الإجراءات المتعلقة بالجودة في الأداء، والتي تأتي في إطار المرحلة الثانية للحصول على شهادة الاعتماد الدولية للجودة في مجال الرعاية الصحية وسلامة المرضى، والتي تقدم لها من قبل اللجنة المشتركة الدولية بالولايات المتحدة الأميركية لاعتماد المنشآت الصحية.
وتأتي تلك العملية التطويرية للأداء بعد أن حصل أكثر من 30 مستشفى في جميع مناطق البلاد على شهادة الاعتماد الصحية الوطنية. وبحسب مصادر مطلعة بوزارة الصحة فإنه سيتم إخضاع 10 مستشفيات لنيل شهادة الاعتماد للمنشآت الصحية الدولية.
وأوضح الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، وزير الصحة السعودي، أن 6 مستشفيات حكومية ستنال شهادة الاعتماد الدولية خلال العام الحالي، موضحا أن ذلك يأتي متماشيا مع توجه وزارته في ترسيخ مبادئ الجودة والالتزام بمعايير سلامة المرضى تحقيقا لشعار الوزارة «المريض أولا».
وكان الربيعة يتحدث في تصريح صحافي أدلى به خلال حفل تكريم أقيم بمكتبه بوزارة الصحة بالعاصمة السعودية الرياض لعدد من مستشفيات الوزارة الحاصلة على شهادة اعتماد الجودة من اللجنة المشتركة الدولية بالولايات المتحدة الأميركية لاعتماد المنشآت الصحية، والتي تعد الجهة العالمية في اعتماد مؤسسات الرعاية الصحية وسلامة المرضى.
من جهته، أكد الدكتور محمد خشيم، نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير، أن تجويد الخدمة الصحية ورفع مستوى سلامة المرضى أصبح من أهم أولويات الوزارة، مؤكدا أنه أضحى أحد محاورها الاستراتيجية في تقديم خدماتها الصحية محليا، لافتا إلى أن الجهود بالوزارة تتمحور حول موضوع الجودة، من خلال البرامج العديدة، والتي يخضع لها منسوبوها، تمهيدا للدخول في مرحلة تجويد الخدمة الطبية وسلامة المرضى.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى طيان، ممثل منظمة الصحة العالمية بالسعودية «إن اعتماد برنامج وزارة الصحة للارتقاء بالجودة داخل قطاع المستشفيات أصبح يشكل حلقة أساسية للتخفيض والوقاية من مضاعفات التدخلات الطبية داخل المنشآت الصحية ومأسسة تأمين وأنسنة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم في المملكة، بالإضافة إلى تكريس مبدأ المنافسة الإيجابية بين المؤسسات الصحية لبلوغ أرقى مستويات الجودة ليستفيد منها مستعملو المنشآت الصحية».
وتستهدف وزارة الصحة السعودية من خلال تبنيها شهادات الاعتماد الدولية للجودة تطوير خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، من خلال تبني الوزارة خططا تدريجية لتقييم أداء مرافقها عن طريق المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، ومن ثم هيئة اعتماد المنشآت الصحية الأميركية، والكندية، وغيرها، من أجل تحقيق الاعتماد لجميع منشآتها.
بينما أكد الدكتور خالد بن محمد مرغلاني، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن المستشفيات الـ30 الحاصلة على شهادة الاعتماد الدولية حصلت على التقويم في 7 فصول من النسخة الرابعة للهيئة الدولية المشتركة، موضحا الرعاية واستمراريتها، ورعاية الجراحة والتخدير، والقيادة والإدارة، وتثقيف المرضى وذويهم، وحقوق المرضى وذويهم، والجودة وسلامة المرضى، وإدارة المعلومات والتواصل.
يشار إلى أن الحصول على شهادة الاعتماد من اللجنة المشتركة الدولية له مزايا عديدة في تحسين الثقة العامة في المنظمة التي تقدر الجودة وسلامة المرضى، وإشراك المرضى وعائلاتهم كشركاء في عملية الرعاية، وبناء ثقة منفتحة على التعلم من الأحداث السلبية والمخاوف الخاصة للسلامة، وضمان بيئة عمل آمنة فعالة تسهم في إرضاء العاملين، وتأسيس قيادة تعاونية تسعى للتميز في ما يتعلق بالجودة وسلامة المرضى، وفهم كيفية الاستمرار في تحسين عمليات ونتائج الرعاية الإكلينيكية.