«أدوماتو».. أول أسواق العرب بدومة الجندل

أهالي الجوف يطالبون بتحويله إلى تظاهرة ثقافية

TT

تعد دومة الجندل، شمال السعودية، من أقدم أسواق العرب وأهمها نتيجة لموقعها الجغرافي ووجود عدد من القبائل العربية في المناطق المجاورة لها، وكانت سوق دومة الجندل من الأسواق الكبرى للعرب، إذ كان يشترك فيها الكثير من قبائلهم وخاصة كلب وغسان وطيئ، وقد كان المتولون لأمر السوق يأخذون عشور التجار ولهم جباة يجوبون السوق ليأخذوا عشر ما يباع.

وتسيطر النقاشات في مجالس دومة الجندل، بين عامة المواطنين والمثقفين عن إمكانية إحياء سوق «دومة الجندل القديمة» ليصبح تظاهرة ثقافية واقتصادية وتاريخية، يستفيد منها رواد هذه السوق وتنقل ثقافات خلال زمن إقامة هذا السوق.

واعتبر كثير من المثقفين بدومة الجندل أن إحياء السوق أصبح ضرورة ملحة، خاصة بعد النجاحات المتتالية للمهرجانات التي أقيمت بمنطقة الجوف كمهرجان الزيتون ومهرجان ربيع الجوف، إضافة إلى أنه اقترن بأسواق شهيرة كسوق عكاظ بالطائف التي تمت إعادة إحيائها في السنة الماضية.

وأشار بعض أهالي محافظة دومة الجندل إلى أن السوق القديمة بمثابة كنز ثمين وغال، وما عليهم إلا أن ينفضوا الغبار عنها ويقدمونها بشكل ثقافي واقتصادي وتاريخي واضح، مطالبين بتعاون بلدية محافظة دومة الجندل والهيئة العليا للسياحة والنادي الأدبي بالجوف والقطاع الحكومي والخاص بحيث يولد من جديد.

وأوضح الدكتور خليل البراهيم، مدير جامعة حائل، أن سوق دومة الجندل تعد في المرتبة الثانية بعد سوق عكاظ التاريخية.

وقال البراهيم: «الأسواق القديمة هي منظومة تاريخية في جزيرة العرب، حيث كانت التجارة هي عصب الحياة في هذه المنطقة، إضافة إلى الفعاليات الأدبية المصاحبة»، مشيرا إلى أهمية سوق عكاظ التجارية والأدبية، مؤكدا أن التراث له قيمة اقتصادية كبيرة لدى كثير من المجتمعات في الوقت الحالي.

وبين حسين الخليفة، مدير فرع هيئة السياحة والآثار بمنطقة الجوف، أن سوق دومة الجندل لها قيمة تاريخية، وكانت ملتقى طرق مهمة بين العراق والشام وجزيرة العرب.

يذكر أن السوق القديمة قد هدمت من البلدية، وكانت البلدية ترغب في عمل حديقة مكان السوق، وعارضت الآثار إقامة الحديقة، لأن نسبة المياه والرطوبة تؤثر على المواقع الأثرية المحيطة، وكانت المحلات صغيرة لا تتجاوز المترين في ثلاثة أمتار، وهنا يبين الحليفة: «سنقيم سوقا تراثية عبارة عن عشرة محلات كخطة أولية للاستفادة من قربها من قصر مارد ومسجد عمر بن الخطاب، ولا نقول إنها تتبع لسوق دومة الجندل»، لافتا إلى أن فريقا إيطاليا يدرس المنطقة الأثرية التي يوجد بها قصر مارد ومسجد عمر بن الخطاب وسوق دومة الجندل كونها تخلو من مبان أثرية، كاشفا أن الفريق وجد نسبة مياه غير صالحة بالأرض، والجميع ينتظر الآن انتهاء مشروع الصرف الصحي للتخلص من هذه المياه.