سعودية تطلق حملة لمنع الإساءة اللفظية والجسدية

80 قصة قادتها نحو وضع حد للتنمر

TT

تبنت السعودية دانة الدريعي، الطالبة الجامعية، حملة ضد الإساءة اللفظية والجسدية للأفراد، وذلك بعد استبيان أجرته على 500 شخص، كعينة جمعت كافه الأعمار، التي تعرض غالبيتهم للإساءة اللفظية منذ الصغر وبقي أثرها حتى الكبر.

وترمي هذه المبادرة إلى بناء بيئة صحية ينشأ فيها الأفراد باتزان دون تعرضهم للمضايقات التي تترك أثرا سيئا داخل النفس لفترة طويلة، وتنطلق هذه الحملة رسميا بعد أسابيع، بمبادرة فردية من مؤسستها، وبمشاركة شخصيات شهيرة لها تأثير بالمجتمع السعودي، فضلت عدم الحديث عنهم قبل إطلاقها.

وكانت تلك المبادرة أعلن عنها ضمن فعاليات مؤتمر «تيد إكس» شباب الرياض، الذي أقيم برعاية مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية، والذي يهدف إلى نشر الوعي حول التغيير انطلاقا من أفراد المجتمع المحلي، ويهتم المؤتمر بالأفكار الشبابية الموجهة للمجتمع.

وأوضحت الدريعي كمتحدثة من خلال المؤتمر أن التنمر في المدارس يعد أكثر أشكال الإساءات اللفظية شيوعا، وأكثرها مضايقة للطالب، عند الاستهزاء بقدراته أو هيئته الخارجية، التي قد تبدو مختلفة عن باقي الطلاب. وقد ينتج عن التمادي في الإساءة اللفظية على نحو متكرر إلى التطاول على الطالب جسديا بدفعه أو ضربه.

وذكرت الدريعي لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 80 قصة قرأتها في الاستبيان قادتها إلى العزم في بدء الحملة للحد من الإساءة اللفظية، التي خلّفت آثارها، بحسب الاستبيان، على أشخاص جاوزوا سن 21 عاما. وقالت الدريعي: «وضعنا تعهدا يقرّ به كل فرد يسجل في الحملة كميثاق يلتزم به لمنع الإساءة اللفظية والجسدية لأي شخص، لأننا نؤمن أن التغيير يبدأ من الأفراد».

وأشارت الدريعي إلى أن الإساءة اللفظية لها بالغ الأثر في النفس لعشرات السنين، لا سيما المواقف التي يتعرض لها الطفل في المدرسة من تنابز وإطلاق أوصاف غير مرغوبة بالنسبة له، بعكس الضرب أو التعنيف الجسدي الذي تزول آثاره بعد أيام.

ودب الحماس بين الحضور، فور الإعلان عن الحملة، حيث طلبت دانة من الجميع الوقوف والإقرار بـ«أنا أتعهد أن أقف ضد الإساءة اللفظية والجسدية»، وعرضت صورا لشخصيات شهيرة تعرضت للإساءة اللفظية كالمذيعة أوبرا وينفري، ومؤسس «فيس بوك» مارك زوكربيرغ، نجحوا في تجاوز تلك الإساءات وحولوها إلى نجاح عالمي باهر.