فريق سعودي ـ ياباني يوظف تقنية «النانو» للحد من استئصال الثدي المصاب بالسرطان

جزيئات التقنية تسهم في تخفيف معاناة المصابات

تهيج الخلايا السرطانية بعد حقن المادة، وتبدو النقطة الحمراء كخلية سرطانية حية («الشرق الأوسط»)
TT

أظهرت نتائج أبحاث سعودية - يابانية تقنية جديدة تحد من استئصال الثدي عند إصابة السيدات بسرطان الثدي، عن طريق حقن جزيئات «نانو» من السليكون، كتقنية جديدة في التشخيص المبكر لاستئصال الورم فقط دون الحاجة لاستئصال الثدي بالكامل.

وذكر الدكتور علي العنزي، أستاذ الهندسة الطبية المساعد في جامعة الملك سعود، أن من أكبر المشكلات التي تواجهها السيدات عموما، والسعوديات خصوصا، اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة متأخرة، فتوفير تقنية لتشخيص السرطان في مرحلة مبكرة، يوفر إمكانية لاستئصال الورم وعلاجه، لتعيش المرأة بعدها بطريقة طبيعية من دون استئصال كامل للثدي المصاب بالورم الخبيث.

وتعتمد التقنية على حقن الثدي بجزئيات «نانو» من السليكون، تظهر مضيئة وملونة تحت أشعة فوق بنفسجية، ويتراوح طول موجتها من 420 إلى 800 نانومتر، بالنسبة لمستوى الإضاءة الطبيعية، وتمت تجربتها على حيوانات الاختبار وأظهرت مواضع الإصابة بالخلايا السرطانية بعد حقن المادة في المنطقة المصابة بدقة وتركيز على شكل مناطق مضيئة ومحددة.

وذكر العنزي أن المواضع المتأثرة بالسرطان لا تظهر واضحة في الأشعة السينية لكشف سرطان الثدي (الماموغرام) في المراحل المبكرة للإصابة، وتحتاج لأخذ «خزعة» من الثدي واختبارها معمليا، بينما ستوفر هذه التقنية من كمية وحجم التلف الذي يلحق بالثدي أثناء استئصال الورم، فضلا عن اكتشافها وتشخيصها في مراحل مبكرة من الإصابة به.

وبين أن التقنية الجديدة لم يتم تجربتها على بشر بعد، وإنما تم اكتشافها وابتكارها في معمل التجارب باليابان، وأخذت براءة اختراع وهي تحت التطوير والبحوث تمهيدا لاختبارها على مرضى متطوعين ومن ثم الحصول على موافقة هيئة الدواء والغذاء الأميركية لطرحها في الأسواق.

وذكر البروفسور الياباني كنجي هيراكوري، الباحث في جامعة طوكيو دنكي، أن هذه التقنية مفيدة في تتبع انقسام الخلايا السرطانية في الجسم، «لأن الخلية السرطانية تسعى لاقتناص الفرصة لابتلاع جزيئات (النانو)، الأمر الذي يؤكد وجودها، وبدلا من أن يستأصل الجراح المنطقة كاملة خوفا من انتشار السرطان، يستأصل الخلايا السرطانية وما حولها فقط، ويبقي الثدي في مكانه، مما يقلل من حجم الضرر والعمليات التجميلية، وكذلك الآثار الجانبية والنفسية الأخرى التي تخلفها عملية الاستئصال».

وتعاون الباحثان، العنزي وهيراكوري، الأسبوع الماضي مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، بتقديمهما عرضا للدراسة، بغية تطوير البحوث حول هذه التقنية، وإعطاء النتائج التي تم التوصل لها عبر الاختبارات التي أجريت في المختبرات، تمهيدا لتطبيقها على الجسم البشري الحي ودراسة آثارها الفعلية على السيدات المتطوعات لتصبح من إجراءات تشخيص سرطان الثدي في المراحل المبكرة، وأثناء عملية استئصال الورم فعليا في غرفة العمليات. وأكد البروفسور هيراكوري أن الجسم يتخلص من هذه الجزيئات بشكل طبيعي خلال أيام معدودة، ولم تظهر الدراسات أي آثار جانبية سلبية لها.

وبادرت مؤخرا وزارة الصحة السعودية بإطلاق برنامج وطني للفحص المبكر لسرطان الثدي في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، في محاولة منها لخفض نسبة الإصابة بسرطان الثدي، وزيادة الوعي بمسببات هذا المرض وطرق اكتشافه مبكرا؛ عبر الفحص الذاتي والإكلينيكي والكشف الإشعاعي بجهاز «الماموغرام» وتحسين الخدمات العلاجية والتأهيلية للمصابات، وكذلك طرق الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي.

حيث تعمل الحملة على تقليل الوفيات بالتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتشخيص المرض في مراحله المبكرة، حيث تزداد نسبة الشفاء منه إلى أكثر من 93 في المائة. في الوقت الذي ما زالت نسبة الكشف المبكر للثدي قليلة جدا في السعودية، وتمثل فقط 15 في المائة من حالات اكتشاف الأورام السرطانية المبكرة، الذي يكتفي فيها بالجراحة والعلاج الهرموني في كثير من الحالات التي يتم اكتشافها مبكرا.