الإنترنت.. واحة المشاريع الصغيرة

سعوديون يحولون أحلامهم إلى الواقع الافتراضي

ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت بالسعودية إلى ما يقارب الـ 14.2 مليون مستخدم
TT

لم تعد تقنية المعلومات مجرد وسيلة لتسهيل حياة الأفراد وتلبية لمتطلبات حياتهم العصرية؛ فقد صاحب تزايد مصادر التقنية وتطورها، زيادة في الإنفاق على سوق تقنية المعلومات في السعودية، وارتفاع في معدلات الإنفاق عليها من الأفراد، بزيادة الطلب على مصادر التقنية ما بين أجهزة وحواسيب، والإنفاق بسخاء على تطوير البرمجيات وشراء المواقع على شبكة الإنترنت.

وسخر رائدو الأعمال الشباب إمكاناتهم في فضاء الإنترنت، لاحتضان مشاريعهم الصغيرة لبدئها ثم تطويرها، مستفيدين من الازدياد المطرد لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية الذي جاوز 4 ملايين مستخدم في السعودية وحدها، وتحويلها لأداة تسويقية ومتاجر إلكترونية منخفضة التكاليف.

ورغم توسع حجم السوق بشكل مطرد، ما زال هناك تخوف من البعض من فكرة التجارة الإلكترونية، من وسائل الدفع والشحن، علاوة على صعوبة بيع بعض المنتجات كالعطور أو بعض الأغذية. إلا أن رواد الأعمال أوجدوا بعض الحلول كعرض المعلومات كاملة عن المنتج وتوصيله إلى المنزل برسوم ودفع القيمة عند التوصيل، مما سهل مهمة المتاجر الإلكترونية للوصول إلى شريحة كبيرة من المستفيدين.

ويعد الدعم الحكومي لمثل هذه الاستثمارات، دافعا لصغار المستثمرين في البدء في هذه المشاريع، خصوصا أن الأسواق السعودية هي الأكثر نموا في المنطقة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات؛ فضلا عن وجود التمويل من صناديق الاستثمار والدعم اللوجيستي الذي تقدمه حاضنة «بادر» للتقنية للمستثمرين الجدد، وتنوّع القطاعات الاستثمارية في تقنية المعلومات؛ حيث يرى خبراء تقنية المعلومات أن الخدمات التي تقدم على الإنترنت من بيع ووساطة هي الأكثر انتشارا في السنوات الأخيرة، نظرا لزيادة عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية.

ووصف رائد الأعمال سلطان العاصمي الإنترنت بجنة المشاريع الصغيرة، رغم وجود عوائق في طرق الدفع والشحن لإيصال المنتجات إلى المستفيدين، لكن ظهر الكثير من المبادرين لتجاوزها. وذكر العاصمي أن ما يمنعه من إطلاق متجر لبيع الزهور على الإنترنت - وهو نشاطه الأساسي - بعض العقبات اللوجيستية التي يجب حلها أولا قبل إطلاقه.

وأشار عبد الرحمن صالح العيد، صاحب متجر الكاميرا والعدسة، إلى أنه بدأ مشروعه في تأجير معدات التصوير الضوئي على الشبكات الاجتماعية «فيس بوك» و«تويتر» رغبة في الوصول للشريحة الاجتماعية المستهدفة وهي الشباب، وذكر العيد أن وجود 16 ألف متابع لحسابه في «تويتر» ساعده في تسويقه بشكل مباشر لمتابعيه والرد على استفساراتهم في أي وقت. ويطلب الزبائن معداتهم من خلال كتالوغ يوجد فيه كافة المعدات من إضاءة وعدسات تصوير المتوفرة، ليتم توصيلها إلى المنزل ودفع الأجرة بشكل مباشر.

ومن جانبه، قال ثامر الخميس، طالب جامعي، إن إيجابيات الشراء الإلكتروني فاقت سلبياته، من خلال تجربته في الشراء من متجر سعودي على الإنترنت، حيث ذكر أن سرعة توصيل المنتج إلى المنزل وفر عليه الوقت والجهد، إضافة لميزة المقارنة بين الأجهزة والمنتجات بالصور والأسعار والمواصفات بأداة توفرها أغلب المواقع، دون الحاجة لانتظار الموظف لشرح المواصفات. ويرى الخميس أن سلبيات المتاجر الإلكترونية السعودية أصبحت تركز على الأجهزة والملحقات الإلكترونية دون توفير متاجر للملبوسات والأحذية من دور الأزياء العالمية. ومن جانب آخر، ارتفعت نسبة مستخدمي الإنترنت بالسعودية إلى ما يقارب 14.2 مليون مستخدم، بارتفاع يقدر بـ44.1 في المائة مقارنة بعام 2001 بناء على تقرير مؤشرات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات للربع الأول من هذا العام، وقد تصدر التصفح أعلى القائمة في أسباب استخدام الإنترنت، بينما احتلت الأعمال المرتبة السابعة ما قبل الأخيرة حسب نتائج المسح الميداني.

ويرجع التقرير ارتفاع نسبة المستخدمين إلى انتشار الأجهزة والهواتف الذكية، التي يبقى الاتصال بالإنترنت فيها متاحا للولوج إليه من مختلف الفئات العمرية، سواء عن طريق شرائح البيانات أو شبكات الإنترنت أو عن طريق خدمات النطاق العريض. وأظهر التقرير معوقات استخدام الإنترنت في السعودية وأجملها في عدم المعرفة بكيفية استخدامه وتوظيفه بالشكل الذي يحقق له الفائدة، فضلا عن عزوف بعض الأفراد عنه لعدة عوامل كضعف المحتوى العربي، وبطء التصفح وسرعة الإنترنت، كما أشار إلى عوائق اجتماعية وأسرية تحد الأفراد من استخدام الإنترنت كعدم سماح الأسرة بوجوده والخوف من ضرره على الأطفال.