صحراء المنطقة الشرقية ومدينة جدة.. أسخن منطقتين خلال فصل الصيف

توقعات بوصول الحرارة إلى 52 درجة مئوية منتصف الشهر المقبل

يهرب الناس إلى الشواطئ في المنطقة الشرقية أثناء موسم الصيف
TT

ستكون مختلف مناطق السعودية موعودة بصيف حار أكثر حدة من صيف العام الماضي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وسيكون هذا الصيف طويلا نسبيا بسبب امتداد موسم الحر حتى نهاية أغسطس (آب) المقبل.

يقول الدكتور علي الشكري، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إن السعودية ستعيش صيفا حارا ورطبا على المناطق الساحلية، ورطبا إلى جاف على المناطق الداخلية، فيما التوقعات تشير إلى تسجيل درجات حرارة هي القصوى على المناطق الصحراوية الشمالية الغربية من المنطقة الشرقية وفي مدينة جدة ومحيطها في منتصف يوليو (تموز) المقبل، والتي ستلامس سقف 52 درجة لمدة يومين على الأكثر، وستتراجع لتسجل 51 درجة لعدة أيام، بينما الغالب أن هذه المناطق، وهي الأكثر سخونة خلال فصل الصيف، ستسجل درجة حرارة 50 درجة مئوية في أكثر الأيام.

ودخل فصل الصيف فلكيا يوم أمس، مسجلا أطول نهار وأقصر ليل خلال العام الحالي في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية كما أكد الشكري.

وستشهد الجزيرة العربية بحسب توقعات الشكري درجات حرارة عالية خلال شهري يوليو وأغسطس، تزيد من حدتها الرطوبة العالية في المناطق الساحلية بشكل عام، والتي قد يمتد تأثيرها إلى المناطق الداخلية من المملكة.

ويوضح الشكري أن منطقة الجزيرة العربية تأثرت بالمنخفضات الجوية، خصوصا المنخفضات الشمالية، كما تعرضت في كثير من المناطق لموجات من الغبار، مما أدى إلى اعتدال في درجة الحرارة بشكل عام، مما أخر دخول موسم الحر.

وقال أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إن مؤشرات الحرارة المثبتة في الشوارع وأجهزة قياس الحرارة التي زودت بها السيارات غير دقيقة في قياس درجة الحرارة، وتعطي هذه الأجهزة قراءات خاطئة لدرجة الحرارة، كونها تعتمد على حساسات غير دقيقة تزيد في الغالب درجتين مئويتين عن الدرجة الحقيقية عند قراءتها لحرارة الطقس.

وأكد أنه يفترض أن يكون مقياس الحرارة في الظل، وبارتفاع متر ونصف المتر عن الأرض، وفي موقع مزروع، وبه فتحات للتهوية من جميع الجهات، حتى يحدد درجة حرارة الهواء وليس حرارة الأجسام.

وأضاف أن قياس حرارة الأجسام التي تتعرض بشكل مباشر للشمس ليست هي القراءة الحقيقية لدرجة حرارة الطقس، مضيفا أن أي جسم يتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر يمكن أن ترتفع درجة حرارته إلى 65 أو حتى 70 درجة مئوية، مؤكدا أن هذه القراءة لدرجة الحرارة هي قياس لحرارة الجسم وليست لحرارة الهواء التي يعتمد عليها في قياس درجة الحرارة الحقيقية.

وأشار الشكري إلى أن درجة الحرارة خلال الفترة الماضية كانت عادية، مع استثناء الفترة التي تقع بين الساعة 12 ظهرا و4 مساء، والتي يكون فيها النشاط الشمسي في أوجه حيث تصل الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية إلى ذروتها، إضافة إلى زيادة في الرطوبة في المناطق الساحلية التي أعطت شعورا لسكان هذه المناطق بالحرارة الشديدة، مشيرا إلى أن المناطق الداخلية مثل منطقة الرياض كان الشعور فيها بالحرارة خلال فترة الظهيرة فقط، وفي الفترة بعد الساعة 4 مساء وفي فترة الليل يكون هناك شعور بأن الجو معتدل.

ونصح المرضى الذين يعانون من الأمراض التنفسية والأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الكلى، بعدم التعرض لحرارة الجو خلال الفترة بين 11 صباحا و4 مساء، خلال فترة الصيف، لما تشكله من خطورة بالغة عليهم بسبب فقدان الجسم للسوائل.

ولفت إلى أن العالم خلال السنوات الـ120 الماضية سجل درجات حرارة استثنائية في موقعين فقط هما منطقة العزيزية في الصحراء الكبرى في ليبيا حيث تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق والتي كانت 57 درجة مئوية، وفي وادي الموت في منطقة أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية والتي سجلت درجة حرارة فوق الـ53 بقليل. وقال إن هاتين القراءتين لدرجة الحرارة كانت لفترات بسيطة لم تتجاوز الساعة، بعدها عادت درجات الحرارة دون سقف الـ52 درجة مئوية.