السياحة الصباحية بالمراكز التجارية.. تسوق وأشياء أخرى

النساء الأكثر ارتيادا

زيارة المراكز التجارية بمدينة جدة في الفترة الصباحية أصبحت مؤخرا معلما واضحا من معالم المدينة
TT

خلقت الأجواء الحارة في السعودية مفهوما جديدا للسياحة داخل المراكز التجارية المكيفة، التي تفتح أبوابها لاستقبال الزوار منذ التاسعة صباحا، مما أوجد قدرا من المتعة عند كثير من العائلات التي تفضل سياحة التسوق.

وعمدت المراكز إلى استقطاب الزوار في الفترة الصباحية، من خلال تجهيز أماكن خاصة لوجبة الإفطار محاطة بالمناظر الطبيعية التي تجذب الزوار كالشلالات والأشجار والزهور الطبيعية والنوافير.

وأوضح عبد الهادي أحمد، الذي قام مؤخرا بزيارة أحد المركز التجارية بمدينة جدة في الفترة الصباحية، أن المراكز التجارية أصبحت مؤخرا معلما واضحا من معالم المدينة، لا سيما أن بعضها يتبع في تصميمه نظام الإضاءة العاكسة لأشعة الشمس دون الشعور بحرارتها الأمر الذي يحقق متعة للزوار.

وخصصت المراكز التجارية مساحات خاصة للأطفال تشمل مطاعم مقتصرة عليهم ومدينة ألعاب متكاملة، كما امتدت الخدمات إلى توفير خدمة رعاية الأطفال أثناء تسوق ذويهم لتوفير الأجواء المناسبة والهدوء لهم أثناء تسوقهم.

وأبانت إلهام صالح، التي تعمل في أحد المراكز التي بها أماكن مخصصة لرعاية الأطفال، أن وجود مثل تلك الأركان له فائدة كبيرة في استقطاب متسوقين يستطيعون قضاء حاجاتهم دون إزعاج، مشيرة إلى وجود الكثير من الأسر التي باتت تتردد على المراكز لذلك السبب.

ارتفاع درجات الحرارة، خلال فصل الصيف، لم يمنع عشاق السياحة الصباحية من ممارستها، على طول كورنيش جدة، بين السادسة إلى التاسعة صباحا، حيث يمتلئ الشاطئ منذ ساعات الصباح الأولى بأعداد من الزوار والسياح الذين غالبا ما يأتون للاستمتاع بمنظر البحر والجلوس على الشاطئ، لتناول فطورهم وارتشاف القهوة أو الشاي. وبسبب زيادة زوار العروس صباحا، عمد أصحاب الأكشاك والمحلات الموجودة على الشاطئ إلى فتح أبوابهم مبكرا لخدمة الزوار والسياح، وهو ما أوضحه محمد الغامدي الذي يعمل في كشك خاص على كورنيش جدة، مبينا أنه يستعد يوميا للذهاب إلى كشكه الصغير قبل شروق الشمس، مرجعا ذلك إلى أن المنطقة تمتلئ بالزوار في ساعات الصباح الباكر الذين يرغبون في الاستمتاع بمنظر شروق الشمس والاستفادة من أشعة الشمس كنوع من العلاج خاصة لكبار السن.

وذكر الغامدي الذي يبيع في كشكه الصغير القهوة والشاي وبعضا من الوجبات الخفيفة، أن ما يكسبه خلال ساعات النهار الباكرة خاصة في هذه المواسم لا يقل عن العائد المادي في الفترة المسائية، الأمر الذي يعني انتشار ما سماه «السياحة الصباحية في السعودية، ومحاولة اقتناص الفرص والساعات المناسبة».

وتوافقه الرأي بيان خالد، التي اعتادت ممارسة رياضة المشي صباحا بصحبة والديها، وترى أن هناك أسبابا صحية تدعوهم للخروج في مثل هذا الوقت، على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة.

وقالت: «اعتدت ممارسة الرياضة في هذا الوقت، ليستفيد جسمي من الرياضة في أجواء مشمسة قبل أن تصبح الشمس حارقة، مؤكدة أن هذه الفترة (بحسب معلوماتها) هي التي تعطي الجسم ما يحتاجه من فيتامين (د) الموجود في أشعة الشمس خلال هذه الفترة».

وأوضح عبد الله سلطان، صاحب محل هدايا وإكسسوارات على كورنيش جدة، أن النساء يمثلن النسبة الأكبر من مرتادي المحل، في الفترة الصباحية، اللاتي يأتين للتسوق هربا من الازدحام الذي تشهده مدينة جدة والمحلات التجارية خلال الفترة المسائية.

وأكدت ريما العتيبي أن تفضيلها للتسوق في هذا الوقت بسبب ما تتعرض له الفتيات من مضايقات، خلال المساء. وتعتبر العتيبي أن الفترة الصباحية مناسبة للتسوق بهدوء إلى جانب الاستمتاع باحتساء القهوة في المطاعم المطلة على كورنيش جدة بعيدا عن الازدحام وضوضاء السيارات في الفترة المسائية.