الأسر السعودية تدخل المعترك مع المطاعم العالمية

ربات البيوت يضبطن توقيت الوجبات مع أيام الإجازة

يشكل التنوع في المطاعم العالمية أحد أسباب اللجوء إليها («الشرق الأوسط»)
TT

يفضل غالبية السعوديين قضاء إجازتهم الصيفية في السهر، والحياة الليلية عموما خارج المنزل، مما جعل لذلك تأثيرا سلبيا على الروتين الغذائي اليومي في الأيام المعتادة، التي تجتمع فيها الأسرة مع بعضها يوميا على الإفطار والغداء والعشاء.

وذكرت فاطمة الكثيري أن والدتها عادة ما تغيّر توقيت الوجبة الغذائية إلى ما يتناسب مع أجواء العطلة الصيفية، التي يستيقظ فيها الأبناء بعد الظهيرة، كتأخير وجبة الغداء إلى المغرب، حتى يتسنى للجميع التشارك في تناول الوجبة مجتمعين على المائدة. وقالت مي عبد المحسن إن نظام عائلتها الصغيرة المكونة من ثلاثة أبناء صغار لا يتغير فيه وقت وجبات الغداء في الصيف إلا بتأخير وجبة الغداء قليلا لاجتماع العائلة جميعا.

وتقول أسماء محمد إن بعض ربات البيوت السعوديات لا يدركن أن مكمن المشكلة في ما يقدم من الطعام لأبنائهن «التفنن في إظهار المطاعم للأطباق المختلفة بشكل جاذب يجعل الأبناء في انجذاب تام لما يقدمه المطعم عوضا عن الأطباق الروتينية اليومية التي تقدم على سفرة الطعام». وأشارت أسماء إلى ملل الأبناء من طبيعة المأكولات في البيوت السعودية والتي تعتمد على الكبسة والإيدامات بشكل رئيسي دون محاولة للتنويع وإدخال نوع من التغيير والإضافات من المطابخ العالمية؛ على غرار ما تفعله المطاعم المنتشرة بشكل كبير في السعودية ومدينة الرياض بشكل عام.

من جانبها، لفتت السيدة فوزية، وهي ربة منزل لبنانية تقطن بالرياض، إلى أن حياة غير السعوديين تختلف بعض الشيء عن السعوديين، حيث تستغل إجازة الصيف في اجتماع العائلة اليومي على موائد الغداء والعشاء، وذلك لانتهاء الأبناء من الدراسة وجلوسهم الدائم في المنزل، فضلا عن عودة المغتربين منهم للعائلة بعد الدراسة أو العمل طوال العام.

وأكدت إحصائيات رسمية نشرت آنفا أن أكثر من 30 في المائة من الأسر السعودية تعتمد على المطاعم بشكل رئيسي في غذائها. وتعتبر السعودية الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال المطاعم، حيث يبلغ حجم استثمارات السوق السعودية في قطاع الأغذية والمطاعم ما يقدر بـ11 مليار ريال.

وهنا يؤكد محمد صالح لـ«الشرق الأوسط»، وهو مدير أحد المطاعم الإيطالية الشهيرة بالعاصمة السعودية، أن صالة المطعم عادة ما تكون مكتظة بالكامل في فترة الإجازة الصيفية لا سيما في الفترة المسائية التي يقبل عليها السعوديون بنسبة تفوق 80 في المائة من مجمل الزوار، بعكس ما يكون عليه المطعم في وقت ما بعد الظهيرة الهادئ نسبيا في فترة إجازة الصيف.

ودفعت كثرة وتنوع المطاعم بمدينة الرياض إلى بدء أحد المبرمجين في تأسيس مشروعه «قيم»، وهو موقع إنترنت يتيح لزوار الموقع تقييم المطاعم في المدن السعودية ووضع الصور والتعليقات. وقد أحصى الموقع بعد أكثر من سنة من إطلاقه تقييمات زواره لأكثر من 341 مطعما في الرياض وحدها من مطاعم عالمية والمطاعم الشعبية ومطاعم الوجبات السريعة والمقاهي.