جمعيات خيرية تتوسع في أنشطتها لإيجاد أفراد منتجين

ابتكرت برامج تدريبية للقضاء على توريث العوز بين الأسر

TT

بدأ عدد من الجمعيات الخيرية في السعودية كسر روتين عملهم والمنحصر في توزيع الزكاة والصدقات من التبرعات على المستفيدين، عبر التحول إلى طرح برامج نفسية وتربوية وتأهيلية للحد من استمرار حالة العوز لدى الأسر.

وطرحت الجمعيات الخيرية برامج تأهيلية وتدريبية للمستفيدين ولأبنائهم بعد قياس مستوى الضعف والقوة لكل أسرة وفق مؤشرات توضح أسباب وحلول الحاجة والعوز.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر عليمة، أن وزارة الشؤون الاجتماعية، وهي الجهة المشرفة على الجمعيات الخيرية في السعودية والبالغ عددها 400 جمعية، تعمل على دعم الجمعيات التي تهتم بواجبات اجتماعية إضافية للقضاء على العوز وتحويل الفرد من شخص مستفيد إلى منتج.

وعملت وزارة الشؤون الاجتماعية على التنسيق مع صندوق الموارد البشرية وبعض الجهات الحكومية الممولة لمشاريع صغيرة، بعد أن عمدت جمعيات خيرية في الهجر والمدن الصغيرة إلى تبنى مشاريع لمستفيدين من الجنسين وتمويلها بقروض دون فوائد، والحصول على دخل شهري مقدم من الصندوق لضمان استمرار المشروع وعدم تعثره.

وانتهج «المستودع الخيري» في مدينة جدة طريقة البحث الاجتماعي للمستفيدين باستخدام التقنية الحديثة في توثيق البيانات الإحصائية، بعد أن خضع الباحثون لدورة تدريبية على استخدام الأجهزة والتعامل معها باحترافية بما يحقق الدقة والسرعة والمرونة المنشودة في عملية رصد الاحتياج بهدف تجويد العمل الخيري ورصد الاحتياج وتقديم الخدمات للمستفيدين بسرعة.

وكشف فيصل الحميد مدير المستودع الخيري في جدة أن المستوى التعليمي المتدني ساهم في عدم وجود وظائف مناسبة لفئة المعوزين، والتي يقابلها ارتفاع في أسعار السلع بمختلف أنواعها، إضافة إلى سوء الإدارة المالية للدخل الشهري والوقوع في ديون ومستحقات للغير، يليها مرض معيل الأسرة، والتغير الحضاري لبعض الأسر ومقابلتهم للحياة المعيشية بالمدن الكبرى.

وقال الحميد لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الشؤون الاجتماعية تساهم في مساعدة الجمعيات التي تعمل على معالجة والقضاء على العوز وفق برامج تنموية، مبينا أن المستودع أطلق برامج تأهيلية موجهة للأسر تستهدف المعيل الأساسي وأبناءهم، بعد أن يتم دراسة الحالة من قبل باحثين مختصين.

وزاد «نهدف من خلال هذا الإجراء إلى عدم توريث العوز في الأسر، وتحويلها من أسر تتلقى المعونات إلى أسر منتجه، إضافة إلى عملنا المستمر في تزويد وزارة الشؤون الاجتماعية بمؤشرات الدراسة الميدانية للمستودع خلال اللقاءات والاجتماعات الدورية، ومساعدتنا في دعمنا وحل المشكلات والصعوبات التي تواجه عملنا سواء من الجهات العامة أو الخاصة».

وكان وزير الشؤون الاجتماعية في السعودية طالب بتحويل نشاطات وبرامج الجمعيات الخيرية، إلى أوقاف خيرية للاستفادة من عوائدها السنوية، واعتبر الدكتور يوسف العثيمين، ، في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» استثمارات الوقف كنزا غير المستغل، وقال «يجب التركيز عليه، على اعتبار أن هذه الوسيلة هي أفضل وسيلة لتنمية موارد الجمعيات الخيرية».

وأضاف «السوق الخيرية في السعودية سوق نشطة، وهناك مواطنون يرغبون في فعل الخير، ولكن يجب على الجمعيات الخيرية أن تبادر في طرح برامج جديدة ومتطورة في عمل الخير قبل أن تذهب لرجال الأعمال والبنوك لإقناعهم بالتبرع، إضافة إلى كسب ثقة الناس في أداء عمل الجمعية وهذا مهم جدا».