انقلاب قطار الرياض.. و46 إصابة في صفوف الركاب

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : خطأ بشري وراء الحادث.. والخسائر تجاوزت 7 ملايين ريال

عربات القطار المنكوب بعد تعرضه لانقلاب أثناء رحلة من الدمام إلى الرياض صباح أمس (تصوير: خالد الخميس)
TT

مرة أخرى يعود مسلسل حوادث القطارات إلى الواجهة، حيث وقع صباح أمس حادث انقلاب لقطار الركاب المتجه إلى الرياض وعلى متنه 332 راكبا، مما أدى لإصابة 46 راكبا بجروح مختلفة.

وعلى الفور، هرعت قوات الدفاع المدني والهلال الأحمر لنجدة المصابين وإجلاء الركاب، في حين تدخل الطيران العمودي لإسعاف اثنين من المصابين وصفت حالتيهما بالحرجة، وتم نقلهما لمستشفى الحرس الوطني، وعلم في ما بعد أن حالتيهما مستقرة.

وعلى الفور، أعلنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية إغلاق الخط الحديدي الرابط بين الرياض والدمام، حتى إشعار آخر، وألغت جميع الرحلات المجدولة على قطارات الرحلات بين الدمام والأحساء والرياض.

كما وقف نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز على الحادث وانتقل إلى المحطة الرئيسية للقطارات في الرياض للإشراف على إسعاف المصابين.

ووفقا لبيان المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، فإن حادث الانقلاب وقع في الساعة 8.58 بالتوقيت المحلي، حيث انقلبت القاطرة الأمامية وثلاث عربات، فيما كان يقل نحو 332 راكبا على متنه.

وتضاربت التقديرات بشأن عدد المصابين، ففي حين قالت مؤسسة الخطوط الحديدية إن عددهم 12 مصابا، قال متحدث باسم الدفاع المدني إن عدد الإصابات 15، في حين قدر عددهم الهلال الأحمر بنحو 46 إصابة جرى إسعاف 25 حالة منها في مكان الحادث، ونقل الآخرون إلى مستشفيات متفرقة في العاصمة الرياض.

وأعلنت المؤسسة أمس أن خطها الحديدي الذي يربط العاصمة الرياض بمدينة الدمام مغلق حتى يتم رفع العربات والتأكد من سلامة الخط الحديدي. وتوقع محمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم المؤسسة أن يعاد فتح الخط الحديدي مساء أمس، بعد التأكد من سلامته.

ووقع الحادث على بعد 70 كيلومترا من محطة القطار بالعاصمة الرياض، فيما لمحت المصادر ذاتها إلى أن المعطيات الأولية للحادث تشير إلى خطأ بشري ربما ارتكبته غرفة التحكم التي أعطت الإشارة لقائد القطار بالدخول إلى منطقة التخزين.

وقدرت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الخسائر المادية للحادث الذي تعرض له قطار الركاب رقم «1» التابع للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، بنحو 7 ملايين ريال، حيث تضررت القاطرة بشكل بالغ، كما تضررت ثلاث عربات ركاب.

يشار إلى أن الحادث وقع في منطقة لا تشكل الرمال فيها خطورة على الخط الحديدي كما يقع في بعض أجزائه التي تمر بمناطق صحراوية واسعة.

وتعتمد المؤسسة العامة لخطوط السكك الحديدية بشكل كبير على مناطق التخزين لتنظيم الحركة على الخط الحديدي، حيث يتوقف القطار في منطقة التخزين المحاذية للخط الحديدي ريثما يمر القطار امقبل من الاتجاه المعاكس.

وقال محمد أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» إن جميع قطارات المؤسسة وخطها الحديدي تخضع للتأمين، مشيرا إلى أن المؤسسة دفعت هذا العام 17 مليون ريال بوليصة تأمين على قطاراتها وخطها الحديدي.

وقال أبو زيد إن الحادث في الفترة الحالية يخضع لتحقيق خبراء من المؤسسة ومن هيئة الخطوط الحديدية، وهي، بحسب أبو زيد، جهة محايدة، مضيفا أن الحادث لم تتحدد أسبابه بعد.

وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قالت المؤسسة إن قطار الركاب رقم «1» المتجه غربا من الدمام إلى الرياض تعرض إلى حادثة جنوح عند منطقة التخزين رقم «10» بالقرب من خريص على الكيلو متر «373» وتسبب الحادث في انقلاب القاطرة وثلاث عربات هي عربة «الرحاب» و«الطليعة» وعربة المستودع، فيما خرجت العربات الأخرى عن مسارها.

وأوضح مدير إدارة العلاقات العامة بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المكلف محمد بو حليقة أن القطار كان يقل 332 راكبا عند وقوع الحادثة، وقد تعرض بعض الركاب والطاقم لإصابات تفاوتت بين جروح خفيفة ورضوض ولم يسفر الحادث عن وفيات.

وأبان بو حليقة أن الحادث الذي لم تعرف أسبابه حتى وقت إعداد البيان وقع في منطقة صحراوية تبعد عن الرياض 70 كيلومترا تقريبا، وفور وقوعه توجه فريق من فنيي المؤسسة إضافة إلى فرقة من الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر والإسعاف الطائر وشرطة المؤسسة إلى الموقع لمباشرة الحادث والإشراف على إجلاء الركاب، فيما وجه المهندس حمد العبدالقادر الرئيس العام بالنيابة بتوفير وسيلة نقل مناسبة لإجلاء الركاب على وجه السرعة وتوفير كل التسهيلات لهم، حيث تم نقلهم إلى أحد القطارات الحديثة التي كانت موجودة في موقع التخزين ووصلوا إلى محطة الرياض، مضيفا أن الحادث تسبب في إغلاق الخط الحديدي وتعليق جميع الرحلات من الرياض في هذا اليوم، فيما يستمر تسيير القطارات بين الدمام وبقيق والهفوف فقط.

وأكد بو حليقة أن المؤسسة قامت بتوفير حافلات لنقل ركاب الرحلة رقم «3» من الهفوف إلى الرياض، فيما تم تعويض الركاب المسافرين على الرحلة رقم «4» المتجهة من الرياض إلى كل من الهفوف وبقيق والدمام عن كل قيمة التذكرة، كما قامت بتوجيه رسائل قصيرة بالهاتف لمن لديهم حجوزات على الرحلات التالية خلال اليوم تتضمن إبلاغهم بإلغاء رحلاتهم وتعتذر لهم عما حدث، مؤكدة على حقهم في استرجاع قيمة التذكرة كاملة أو تحويلها إلى رحلة أخرى.