حادثة القطار.. محطة الرياض بلا مسؤولين وقت انقلابه

الركاب وصلوا عبر الحافلات بعد تعطل السكك الحديدية

TT

عقب أن تلقى نبأ حادثة انقلاب القطار المتجه من الدمام إلى الرياض أمس، لم يتردد محمد الدوسري، وهو موظف حكومي، في التنقل حول «الكاونترات» الخاصة بالحجز والاستعلامات بمحطة السكك الحديدية بالرياض، حاملا علامات الدهشة بعد أن ينتهي حديثه مع أي موظف من منسوبي مؤسسة السكك الحديدية.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه محطة السكك الحديدية بالرياض أجواء وصفها مواطنون بـ«عدم الوضوح»، وذلك فيما يتعلق بالتعامل مع السائلين عن ذويهم المقبلين من الدمام إلى الرياض.

ويقول محمد الدوسري (39 عاما): «لم أتمكن حتى الآن (3:00 عصرا بتوقيت الرياض) من معرفة الوقت المحدد الذي ستصل فيه خادمتي.. أما أعمالي فتعطلت وجميع العاملين في المحطة لا يملكون إجابة تزيد على أن الركاب سيصلون عبر الحافلات من موقع الحادث إلى المحطة».

«الشرق الأوسط» طلبت من منسوبي المحطة التحدث إلى مدير المحطة أو المدير المناوب، وجاء رد أحد المشرفين بأنهم «جميعا في موقع الحادثة».

يضيف الدوسري: «أترقب هنا منذ أكثر من ساعتين، كانت الخادمة مقبلة على قطار الساعة العاشرة.. حاولنا الاتصال بها مرارا، وجاوبت أخيرا وقالت إنها بخير، لكننا لم نعلم حتى اللحظة متى ستصل».

ويضيف خالد الزفار، وهو رجل أعمال قدم للاستفسار عن صحة الخبر، إذ كان يعكف على الحجز في رحلة المساء ذهابا إلى الدمام: «نطالب مؤسسة السكك الحديدية بإيجاد من يتحدث ويتجاوب مع المواطنين».

وبعدما علم بأن الخطوط الحديدية أغلقت ليوم أمس، بناء على بيان المؤسسة العامة للسكك الحديدية، أضاف الزفار (37 عاما): «إن ذوي المصابين لن يتمكنوا من احتمال عدم اطلاعهم على المعلومات كافة بشكل بسيط، ولا أستطيع لومهم».

إلى ذلك، قال مصدر مطلع في محطة السكك الحديدية بالرياض لـ«الشرق الأوسط»: «هناك 400 راكب لن يتمكنوا من السفر في رحلة الساعة الثامنة، بعد أن أعلنت المؤسسة توقف حركة القطارات يوم أمس».

وبحلول الرابعة عصرا، رصدت «الشرق الأوسط» قدوم ركاب القطار الذي أعقب القطار صاحب الحادثة التي وقعت أمس للقطار المقبل من الدمام إلى الرياض، لكنهم أحجموا عن التحدث، عازين ذلك إلى الإرهاق الشديد، باستثناء شاب رفض الإفصاح عن اسمه واكتفى بكنية «أبو محمد»، حيث اقتصر تعليقه بالقول: «نحمد الله على كل حال، ولن تكون المرة الأخيرة التي سأستقل فيها القطار.. الأعمار بيد الله».

وفي مقاعد مصفوفة بجانب بوابة المحطة، أجبر الشاب عبد الله العنزي، وهو طالب جامعي من الكويت، على ترقب أفضل صفقة يستطيع عقدها مع أصحاب التاكسي الذين وصفهم العنزي (23 عاما) بتعليق شعبي قائلا: «لم يكذبوا خبرا»، فأسعارهم حاذت المائة وخمسين دولارا للذهاب إلى الأحساء، حيث ترك سيارته في منزل أحد أصدقائه.