كشف معرض توطين الوظائف الذي اختتمت أعماله أمس في جدة عن عشرات العاطلين عن العمل من المؤهلين العائدين بوثائق الدراسات العليا من الجامعات التي ابتعثوا إليها، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وأكد القائمون على المعرض استقبال أكثر من عشرة آلاف عاطل عن العمل، بينهم مبتعثون عادوا من الخارج بشهادات عليا منذ نحو 8 أشهر ولم يجدوا فرصا وظيفية حتى الآن, موضحين أن نسبة الشباب المتقدمين للمعرض 70 في المائة مقابل 30 في المائة من الفتيات.
ودعا أصحاب الأعمال المشاركون في المعرض إلى ضرورة استشعار مخاطر بقاء مشكلة البطالة من دون حلول جذرية, مشيرين إلى أن زيادة الإقبال على معرض توطين الوظائف, جاء بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد الخريجين سنويا, ومحدودية قنوات التوظيف, والضغوط المتزايدة من برنامج «نطاقات», إضافة إلى بدء العمل بقرار تأنيث محلات التجميل, والعطور, معتبرين هذه الأمور أسباب رئيسية أدت إلى بحث العاطلين بجدية عن وظيفة مناسبة.
في الوقت ذاته، استعان معرض توطين الوظائف في جدة بشركة متخصصة لقياس ميول وقدرات الشباب, الذين يقع اختيار الشركات الموظفة عليهم في المعرض, وذلك بهدف ضمان استقرارهم الوظيفي في المستقبل.
وأوضحت الشركة المتخصصة لقياس ميول وقدرات الشباب, أن نتائج الاختبار يتم إبلاغ الشركة والشاب بها خلال 48 ساعة، في خطوة تستهدف التأكد من قدرات الشباب قبل انخراطهم في الوظيفة، التي ينبغي أن تتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم العملية.
جاء ذلك في اليوم الثاني من افتتاح معرض توطين الوظائف, المقام في هيلتون جدة, الذي افتتحه عبد القادر الغامدي، مدير مكتب العمل في محافظة جدة, نيابة عن وزير العمل, وحضور هشام لنجاوي، مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية.
وشهد المعرض عددا من ورش العمل المتعلقة بمستجدات التوظيف والحوافز, التي يقدمها القطاع الخاص للخريجين, ويستهدف المعرض الذي تشارك به 100 شركة ومؤسسة بالقطاع الخاص توفير 10 آلاف وظيفة مهنية وإدارية وقيادية.
ومن جهتها، أكدت العنود أبو النجا، رئيس مجلس إدارة شركة «روابط الاحتراف» المنظمة للمعرض, على جدية الشركات في عرض الوظائف المتوفرة لديها لمواجهة متطلبات التوطين في برنامج نطاقات, مشيرة إلى حاجة المملكة إلى عشرات المعارض المتخصصة للتوظيف سنويا خاصة في المدن الصغيرة.
وفي الوقت الذي شهدت فيه أجنحة الشركات المشاركة ازدحاما من قبل زوار المعرض والباحثين عن وظائف, إلا أن شركات الألبان والمواد الغذائية واجهت صعوبة كبيرة في الحصول على موظفين سعوديين لظروف العمل التي تبدأ من بعد الفجر مباشرة.
وقال منصور فرح، مسؤول التوظيف في شركة «رضوى», إن الشركة تعمل في قطاعات التجميل والأزياء والإكسسوارات, وتلقت بمفردها 800 طلب للتوظيف, مشيرا إلى وجود رغبة جادة بالقطاع الخاص للتوظيف لمواكبة متطلبات برنامج نطاقات, والاستفادة من مزايا البقاء في النطاقين الأخضر والممتاز, على عكس النطاقين الأصفر والأحمر.
وارجع الإقبال الكبير على المعرض إلى الزيادة الكبيرة في أعداد الخريجين سنويا, ومحدودية قنوات التوظيف, مشيرا إلى أن الرواتب لديهم تبدأ بـ4 آلاف ريال.
وأشار إلى أن النسبة الكبرى من المتقدمات, ترغب في وظائف التجميل والعطور, بعد البدء في التطبيق الإلزامي لقرار التأنيث في هذا النوع من المتاجر، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من مطلع الأسبوع الحالي, مشيرا إلى أن غالبية المتقدمين خريجون جامعيون ومن المرحلة الثانوية.
واتفقت ولاء محمد القليصي، سكرتير المدير العام والإشراف الدولي في مجموعة «وهج الأعمال», مع رأي منصور فرح، وأشارت إلى وجود طلبات كثيرة لدى شركتها لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة, والاستفادة من مزايا توظيف المعاقين.
وأوضحت أن المجموعة تلقت أكثر من 40 طلبا لتوظيف معاقين, خلال ساعات قليلة، مشيرة إلى أن الرواتب تتحدد وفقا للخبرات والمقابلة الشخصية.
وأكد أحمد العبد الله، مسؤول التوظيف في شركة «المراعي», الجدية التامة في عرض عشرات الوظائف على المتقدمين, ابتداء من المرحلة المتوسطة في مجالات المبيعات والتسويق والهندسة والوظائف الفنية, مشيرا إلى وجود وظائف قيادية, تصل رواتبها إلى 35 ألف ريال، بينما تبدأ الرواتب من 3200 ريال.
وأشار عبد العزيز عسيري، مسؤول التوظيف في برنامج «إتقان» بـ«مايكروسوفت» السعودية, إلى أن شركته تستقبل الحاصلين على الدبلوم والبكالوريوس في مجال الحاسب الآلي فقط, وتتولى تدريبهم لمدة 3 شهور بالمجان مع وعد بالتوظيف في شركات كبرى, مثل «أرامكو», و«الخطوط السعودية».
وأبان أن المتدرب سيحصل خلال فترة التدريب على مكافأة قدرها 2000 ريال, مشيرا إلى احتياج القطاع الخاص الكبير لوظائف الحاسب الآلي, مبينا أن الرواتب يتم الاتفاق عليها بعد انتهاء فترة التدريب.
من جهة أخرى، ألقت المحاضرة فاطمة قاروب محاضرة عن كيفية التقديم للوظيفة, شددت من خلالها على أهمية كتابة السيرة الذاتية باللغتين العربية والإنجليزية, والالتزام بموعد المقابلة الشخصية بدقة, مع الوضوح والصراحة, وترك أثر إيجابي لدى الشركة الموظفة.
ودعت إلى الحرص على الابتسامة, وإجراء بروفة متوقعة للأسئلة التي يمكن مواجهتها في المقابلة, وعدم السؤال عن الرواتب والمميزات, إلا إذا حصل توافق، وأن يكون ذلك في نهاية المقابلة.