مزارعو الأحساء يحمون عذوق النخيل بشباك بلاستيكية من غزو الطيور

المهندس الرمضان: تمثل اختراعا مفيدا لحماية المنتج الزراعي

TT

لحماية عذوق الرطب من غزو الطيور، يلجأ عدد من المزارعين في الأحساء لتغطيتها بالشباك البلاستيكية المرنة للحفاظ على ثمار النخيل، وكذلك حمايتها من الحشرات، وسط جدل بشأن الجدوى منها، ويرى مختصون في الزراعة أنها تمثل وسيلة لحماية المنتج الزراعي من الرطب من التساقط على الأرض أو غزو الطيور.

وفي بداية موسم الرطب، يدخل المزارعون سباقا مع الطيور، التي تفاجئ النخيل في بواكير ثمارها فتقضم الجزء الناضج قبل أن تصل إليه يدا الفلاح، وفي السابق كان المزارعون يضعون الشاخص لتخويف الطيور، وهو عبارة عن دمية من خشب يجري إلباسها ملابس الرجال تزرع وسط الحقل، أما اليوم ومع ارتفاع قامات النخيل لم تعد تلك الشواخص تثير انتباه الطيور.

ويعتمد الكثير من الفلاحين على المحاصيل الزراعية من ثمر النخيل سواء الرطب أو التمور لتأمين عيشهم كما يمثل حصاد التمر دخلهم الرئيس على مدار العام، ولذلك يتعين حمايتها من الآفات والحشرات والطيور.

وقال المزارع محمد العبدالله أن اللجوء إلى حماية عذوق النخل يهدف إلى أن تكون الثمار بصورة جيدة جدا وقت الحصاد حتى يتم التمكن من تسويقها بشكل طبيعي دون أي عوائق تتعلق بالجودة. مشددا على أن الطيور والحشرات حرمت المزارعين من جودة التمور لسنوات ولذلك لجأوا لأكثر من طريقه للحفاظ على تمورهم ومصادر رزقهم الرئيسية. مشيرا إلى أن الشباك البلاستيكية خلصتهم من حلول غير ناجعة مثل لف الثمار بالملابس القديمة والتي تتلف في الكثير من الأحيان قبل تأدية الغرض نتيجة حرارة الشمس وقساوة الأجواء خصوصا في المنطقة الشرقية.

أما المزارع عبد الله الجبارة فيبرر استخدام الشباك البلاستيكية إلى الرغبة في المحافظة على الثمار نظيفة حيث تحمي هذه الشباك التمور من التساقط وهذا هو الهم الأول للمزارعين خصوصا أن بعض التمور سريعة التساقط ومن أبرز «الرزيز» والذي يعد من أهم أنواع التمور وأطيبها ولكنه بالطبع لا يتفوق على الخلاص والذي في الغالب تتخذ عدة إجراءات احترازية لحمايته والمحافظة على نضوجه وجودته.

وبيّن الجبارة أن محاصيل النخيل من أهم المنتجات التي ينتظرها المزارعون بشكل سنوي ومتى ما تم الاهتمام بها بشكل جيد فمن المؤكد أن إنتاجها سيكون طيب.

وأشار إلى الحشرات الموجودة في المزارع يتم التعامل معها وفق تعليمات خبراء وزارة الزراعة أو الخبراء من المزارعين الذين يشار لهم بالبنان فلا يمكن استخدام مبيدات تقليدية لمكافحة الحشرات التي تغزو النخيل حتى لا يؤثر ذلك صحيا على المنتج.

وعن التخوف من أن تكون للشباك البلاستيكية مضار صحية كبيرة على اعتبار أن هناك نصائح دائمة بشأن عدم استخدام المنتجات البلاستيكية الرقيقة خصوصا في الأجواء الحارة، قال الجبارة: «لا توجد مضار صحية على التمور بسبب استخدام الشباك البلاستيكية وهذا أمر تم التأكد منه من قبل خبراء في هذا الشأن».

من جانبه قال المهندس الزراعي المعروف مهدي الرمضان والمتعاون مع وزارة الزراعة كعضو خبرة في معرض رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الأضرار التي يمكن أن يمثلها استخدام الشباك البلاستيكية، قال الرمضان: «من المؤكد أن الشباك البلاستيكية التي يحمي بها المزارعون ثمارهم ليس لها أضرار صحية في إنتاج التمور بل أعتبرها اختراعا جيدا ومفيدا بعد أن كان المزارعون يلجأون إلى طرق تقليدية بعضها غير مناسب صحيا لحماية ثمارهم».

وأضاف: «هذه الشباك تحمي الثمار من التساقط وغيرها من الأمور السلبية عدا حمايتهم من الحشرات والطيور وغيرها وكان الكثير من المزارعين يلجأون إلى فرش الأرض من أجل أن لا يكون الثمر الذي يسقط من جذوع النخيل مليئا بالتراب والأوساخ، وبالتالي أصبحت الشباك أسهل استخداما لحماية الثمار».

وقال الرمضان إن الأحساء تعد من أكثر مناطق المملكة إنتاجا للتمور حيث يبلغ الإنتاج السنوي أكثر من مائة ألف طن وهو عشر ما تنتجه المملكة والبالغ نحو مليون طن سنويا وإن التمور تعد من أهم المحصولات الزراعية والتي تشتهر بها الأحساء.