معاق يتعرض للتعنيف على يد والده فوق مسرح «حقوق الإنسان» في عسير

الهدف من المشهد إيقاظ ذهن المتلقي باستراتيجية معينة لبث رسائل حقوقية

مجموعة من الأطفال لدى مشاركتهم في نشاط التلوين داخل جناح هيئة حقوق الإنسان في عسير أمس
TT

دهش جمهور مركز المعارض عندما اعتلى والد أحد الأبناء المشاركين في فعاليات قدمتها هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير للطفل، المسرح متجها نحو طفله وهو يصرخ بأعلى صوته رافعا يده وموقعا طفله المقعد من على كرسيه المتحرك، حتى تدخل أحد الموجودين على المسرح ليرفع الطفل ويكف يد الأب عن التعنيف.

هنا اعتلت نظرات التعجب والأسى محيا الحضور، حيث كاد البعض منهم يصعد على خشبة المسرح لينقذ الطفل من بطش وعنف والده، ولكن سرعان ما تحلل الموقف وتبين للجمهور أن ما تم تقديمه ما هو إلا عرض لمشهد تمثيلي أعدته هيئة حقوق الإنسان بعسير كإحدى فعالياتها القائمة حاليا.

يحكي المشهد، الذي تم إعداده من قبل فريق عمل متمكن، العنف الموجه للطفل من خلال استراتيجية فكرية تثير حفيظة المتلقي وتوقظ ذهنه لتصور له منظرا اعتقد المتلقي منذ الوهلة الأولى أنه واقع، ليتم من خلال ذلك النسيج الذهني والاستيعابي تلقي الرسالة بمفهومها المجرد من دون ترتيب مسبق يشعر الحضور برتابة العرض. الدكتور هادي اليامي، المشرف العام على هيئة حقوق الإنسان بعسير وعضو مجلس الهيئة، أبلغ «الشرق الأوسط» بأن ما عملت عليه الهيئة بعسير من برامج وفعاليات ومشاهد يأتي ضمن برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان، إلا أنه، وبحسب قوله، لا بد من إخضاع فكر المتلقي للواقع الذي يتعرض له الطفل المعنف وتقريب الصورة للحقيقة حتى يتم من خلال عملية التقريب تحقيق الهدف من مفهوم التعريف بحقوق الإنسان.

وزاد الدكتور هادي «الأسرة والطفل هم لبنة الحياة الاجتماعية، وبناء على ما يردنا من قضايا تؤكد ارتفاع نسبة العنف في الأسرة فإننا نسعى إلى إقامة العديد من البرامج التوعوية والتثقيفية وتكثيف النشاطات الميدانية في سبيل نشر ثقافة حقوقية يجهلها معظم أبناء المجتمع، وهذا لا يعني أننا نقتصر في نشاطاتنا على مواسم معينة، فنحن طوال العام نرسم خطة تثقيفية من خلال الزيارات الميدانية لبعض الجهات المعنية بحفظ حقوق الفرد، إلى جانب ورش عمل ومحاضرات مختلفة الأهداف وأحادية السبب لتحقيق برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان.

كما أشار المشرف العام على هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير إلى أن الهيئة تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة تحمي الوطن والمواطن، ولذلك فإن مشاركتها وبحسب قوله في مهرجان أبها لهذا العام تعد أول مشاركة صيفية لهيئة عسير، مرجعا السبب إلى أن إنشاء الفرع وافتتاحه تم بعد صيف عام 1432هـ.

وحول ما تقدمه الهيئة لأبناء المنطقة، ذكر عضو مجلس الهيئة أن هيئة عسير عملت منذ مطلع السنة 1433هـ، على جمع أفكار وإعداد مطويات ومنشورات وكتيبات للمشاركة بها ضمن ملتقى أبها 1433هـ، بما يتناسب مع أعمار الفئات المستهدفة، والتركيز على أهم القضايا الواردة للفرع، إلى جانب ترسيخ مفهوم حقوق الطفل لدى الطفل من خلال رسومات توضيحية لرسائل حقوقية جمعت في كتب تم توزيعها ضمن أكياس احتوت على ألوان وكابات وهدايا تحمل شعار فعاليات الهيئة. الفعالية تخللتها بعض الفقرات الإنشادية التي أديت بشكل لافت ورددها أغلب الأطفال الحاضرين للفعالية.

من جانب آخر، أقامت هيئة حقوق الإنسان بعسير جناحين، حيث تم خلال الجناح النسائي استقبال الزائرات إلى جانب مجموعة كبيرة من الأطفال شاركوا في الرسم والتلوين من خلال كتب الرسم والألوان التي تم توزيعها ضمن أكياس هدايا احتوت على كابات تحمل شعار فعاليات هيئة حقوق الإنسان وألعاب تتناسب مع مختلف الشرائح العمرية للطفل، بالإضافة إلى رسائل توعوية تثقيفية حول حقوق الطفل تحاكي قدراتهم الاستيعابية بطريقة مبسطة تتبعها بعض الرسومات التوضيحية لكل رسالة.

كما أن الجناح، الذي أشرف عليه عدد من موظفات هيئة حقوق الإنسان، استقبل مجموعة من الاستفسارات تم الرد عليها في حينها، بما يتوافق مع النظام المعمول به في هيئة حقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد من الشكاوى تم تحويلها إلى القسم النسائي بهيئة عسير للبدء في متابعتها وفق آلية عمل استقبال الشكوى في هيئة حقوق الإنسان بشكل عام.