جدة.. المقومات السياحية الحضارية والتاريخية تستقطب أعلى نسبة سياح خليجيا

في وقت تتجاوز فيه الإيرادات السياحية 40 مليار ريال وتوفير أكثر من 90 ألف وظيفة

مهرجان «أرامكو» يستقطب الزوار ويحاكي ذوي الاحتياجات الخاصة في «صيف جدة» («الشرق الأوسط»)
TT

تنوعت مجموعة من الأحداث المتزامنة في «صيف جدة 33»، ففي «أرامكو - السعودية» شاهدت العوائل عرضا مسرحيا للصم والبكم لأول مرة، استمتع به أكثر من 50 مشاهدا من الصم وأكثر من 150 من زوار برنامج «أرامكو - السعودية» الثقافي في «صيف جدة» الذي يستقبل أكثر من 10 آلاف شخص يوميا.

وتضم فعاليات «أرامكو» أكثر من 80 فعالية يحتضنها المركز الاجتماعي للشركة بشارع الأمير متعب «الأربعين»، على مساحة 100 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 25 جهة حكومية وأمنية ومؤسسات القطاع الخاص، حيث أقيم العرض المسرحي في عالم صامت (بلا ضجيج) ضمن خيمة الفعاليات، ويعالج العرض عادة البخل لدى بعض الناس بأسلوب ساخر وبصورة متحركة ومن دون صوت، حيث أدى الممثلون أدوارهم بلغة الإشارة.

وكان العرض الآخر عن الأكلات الشعبية التي تقدم في المحلات وكيفية طبخها، حيث عرض عمل «المطبق» و«المعصوب» و«الفول» بصورة متحركة، وأشارت الأيدي وحركات الجسد لتقدم كوميديا الموقف التي استمتع بها جميع الحضور من الصم والزوار العاديين.

وسيقدم مساء اليوم عرض يناقش مشاكل المحلات التي تفتح من دون رخصة البلدية، والباعة المتجولين بعرباتهم الخشبية التي تجوب الشوارع، وآخر يناقش ما يفعله الطلاب عند أداء الاختبارات النهائية في المدارس وخوفهم وارتباكهم وبعض أساليب الغش، ويتم تقديم العرضين بصورة فكاهية مميزة وطريقة صامتة وباستخدام لغة الإشارة.

وقال عماد عوض، المنسق للعروض في برنامج «أرامكو – السعودية» الثقافي للصم والبكم، إن «العروض التي يجري تقديمها بشكل يومي في خيمة الفعاليات تعد من علامات (أرامكو – السعودية) المهمة لخدمة المجتمع بكافة أطيافه، وعلى رأسهم فئة الصم والبكم التي تعد من الشرائح الغالية على قلوب الجميع».

في المقابل وعلى هامش الفعاليات، أعلنت شركة «بريدجستون الشرق الأوسط وأفريقيا - المنطقة الحرة» عن وصول حملة «بريدجستون لسلامة الإطارات والحفاظ على البيئة» التي تنظمها للمرة الثانية في الخليج، إلى «رد سي مول» في محافظة جدة، حيث فتحت جناحها متعدد الأغراض أمام عامة الجمهور في منطقة الأنشطة الرئيسية من خلال الحملة الترفيهية والتعليمية في الجناح المفتوح، تضمن الجناح تخصيص ركن يقوم موظفو «بريدجستون» فيه بتقديم بعض الشروح التوضيحية والخطوات السهلة والبسيطة للزوار لتعزيز مستويات السلامة في السيارات خلال القيادة على الطرقات.

وشارك السائقون في تدريبات لفحص ضغط هواء الإطار المناسب وقياس مداس الإطار، لتفادي مخاطر القيادة الواقعة جراء القيادة بإطارات ذات ضغط هواء زائد أو إطارات لا تحوي ضغط هواء بالقدر المناسب، وأخطار القيادة بإطارات تالفة أو متآكلة، كما استضاف الجناح مجموعة من الأنشطة الترفيهية المخصصة للأطفال تشمل أنشطة الرسم والتلوين لمواضيع مرتبطة بالبيئة، قضوا خلالها أوقاتا مرحة ومسلية.

وإلى جانب تسليط الضوء على الفوائد المرتبطة بالسلامة من خلال فحص وصيانة الإطارات، تؤكد الحملة أيضا الأثر الإيجابي البيئي الذي يمكن أن ينتج عن عملية الحفاظ على ضغط الهواء في الإطارات ضمن المستوى الصحيح، حيث تقلل عملية قيادة المركبة، التي يكون ضغط الهواء في إطاراتها مناسبا، من مقاومة الانزلاق، وبالتالي تخفف من معدل استهلاك الوقود، الذي يساعد بدوره السائقين على توفير المال أثناء رحلاتهم.

وضمن الجهود المتواصلة لتقديم أفضل وأحدث الابتكارات في عالم المأكولات، نظمت «كنور»، بالتعاون مع الشيف السعودي يوسف خميّس والشيف هاني زين، استعراضا للطهي في المحافظة، تم من خلاله تقديم مجموعة واسعة من الأطباق والمأكولات المبتكرة، الشرقية والعالمية، إضافة إلى مجموعة واسعة جدا من النصائح الغذائية المهمة، وأفضل الطرق لتحضير الأطباق المفضلة، وذلك بحضور جمهور غفير من السيدات وربات المنازل.

وقال توفيق الأخرس مدير قسم تسويق المأكولات والمشروبات لدى «يونيليفر» في السعودية: «نعمل جاهدين، وبشكل مستمر، على تلبية أذواق وتطلعات ربات المنازل والسيدات اللاتي يعملن من أجل تسهيل حياتهم، وتوفير وقتهم من خلال طرح طرق وأساليب طبخ تساعد على تقديم وجبات شهية باستخدام منتجات (كنور)، كما نسعى دوما إلى تزويدهم بالمعلومات الغذائية والصحية القيّمة التي تساعد على حياة أفضل».

وأضاف: «لقد أعطى وجود الشيف السعودي (يوسف الخميس) والشيف (هاني زين) مذاقا مختلفا لهذا الحدث، وذلك لما قدماه من إبداع وتنوع في ابتكار المأكولات، إضافة إلى النصائح المهمة لأفضل طرق الطهي التي شاركوها مع الجمهور».

من جهته، قال الشيف «يوسف خميّس» عن مشاركته في هذا الاستعراض: «لقد كانت تجربة مميزة جدا، استمتعنا فيها مع الحضور، ولقد لمسنا جليا التفاعل الكبير من الحضور مع الأطباق المبتكرة والجديدة وأيضا مع الإرشادات الخاصة بطريقة تحضير الأطباق وطهي المأكولات».

من جهتها وتعزيزا للسياحة الداخلية في السعودية، أعلن «كوبون.كوم»، الموقع المتخصص في التسوق الإلكتروني وبالتزامن مع مهرجان «جدة غير33»، عن إطلاقه مجموعة واسعة من العروض الترفيهية القيمة تتضمن تشكيلة واسعة من الفعاليات للعائلات والشباب في مدينة جدة بخصومات كبيرة تصل إلى 90 في المائة.

وأوضح ثامر بامية، مدير عام موقع «كوبون» في السعودية: «نهدف من خلال إطلاق هذه العروض القيمة إلى إبراز دورنا الوطني في تشجيع السياحة الداخلية وإبراز المقومات السياحية الكبيرة التي تتمتع بها محافظة جدة، وحرصا منا على تلبية مختلف متطلبات عملائنا في فترة الصيف من خلال تشكيلة واسعة من الأماكن الترفيهية التي تمكّن الشباب والعائلات من الحصول على أكبر قدر من المتعة والإثارة، حيث إننا نوفر عروضا خاصة للمدن الترفيهية والمطاعم والألعاب تصل فيها الخصومات لأكثر من 75 في المائة».

وقال خبراء القطاع السياحي في محافظة جدة إن القطاع مقبل على طفرة في مجال الاستثمار السياحي، لما حققته المحافظة من نجاح في تنويع المنتجات السياحية وتطويرها والاستفادة من التجارب العالمية، حيث تمتلك أكبر نسبة سياح في موسم الصيف مقارنة بدول الخليج، مؤكدين أن مستقبل الاستثمار في السعودية قادر على منافسة الاستثمارات الأخرى في ظل الاهتمام الذي يحظى به، باعتباره أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني ومن المتوقع أن يصبح من أهم الموارد الاقتصادية.

وأوضح هيثم عبد القادر نصير، رئيس مجلس إدارة «منتجع قرية مرسال السياحية» بمحافظة جدة، أن «ما جعل الاستثمارات السياحية تحقق وتيرة تصاعد وارتفاع هو تميز السياحة السعودية بالنمو السريع وتوفير الكثير من فرص العمل، حيث يوفر هذا القطاع ما يقارب نصف مليون وظيفة، يشغل السعوديون منها أكثر من 130 ألف وظيفة، كما سيوفر القطاع أكثر من 90 ألف وظيفة إضافية بحلول عام 2014م، في وقت تتجاوز فيه الإيرادات السياحية 40 مليار ريال».

ولا يزال مهرجان «جدة غير 33» يعد المنتج السياحي السعودي الذي يعتبر إضافة نوعية للسياحة الداخلية، حيث تشهد المملكة وجدة، على وجه الخصوص، توافد السياح من الداخل والخارج، للتنوع الذي تحرص عليه اللجان العاملة في تنظيم المهرجانات السياحية بشكل عام ومهرجان «جدة غير» بشكل خاص.

وكان «الباص السياحي» الذي دشنه المهرجان مؤخرا ضمن فعاليته التي تفوق الـ150 فعالية، يضفي شيئا من التغيير على المهرجان الرائد من نوعه على مستوى السعودية ويعد إضافة جديدة على الخريطة السياحية ليدلل على أن محافظة جدة عنصر جذب للسائحين من داخل المملكة وخارجها، نظرا لما تمتاز به من مقومات سياحية مختلفة ترفيهية وثقافية واجتماعية، إلى جانب معالمها الحضارية والتاريخية التي ما زالت محتفظة بأصالتها وعراقتها.

وحظيت فعاليات «السيرك» التي تمثل علامة بارزة في مهرجان «جدة غير»، بمتابعة من كافة مرتادي المهرجان في كل عام تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تبذل مختلف جهودها للرقي في قطاع السياحة، مما جعل جدة يرتادها السياح من كافة أنحاء البلاد.

ويتجدد المهرجان بشكل سنوي بتوجيهات الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة رئيس مجلس التنمية السياحية ورئيس اللجنة العليا للمهرجان، ومشاركة أصحاب المنتجعات والمدن الترفيهية، في إطار مسؤوليتهم الاجتماعية تجاه السياحة الوطنية وتنميتها.

وبالعودة إلى نصيف، قال: «إن تنوع الأجندة وزيادة الفعاليات ساهما بشكل كبير في النجاح الكبير الذي حققه مهرجان جدة في نصفه الأول، فمهرجان جدة يلعب دورا في إنعاش سوق الاستثمار السياحي، لكون جدة متميزة بوجود أماكن سياحية مختلفة وتاريخها العريق وتراثها الثقافي المتنوع، ورصيدها من النشاط الإنساني في جميع المجالات، مما أهلها لأن تصبح في طليعة المدن الخليجية استقطابا للعائلات بتنوعها الحضاري ومقوماتها السياحية المختلفة».

ودعا صالح بن عبد الله كامل، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، إلى المضي بخطوات واثقة بعد انتهاء مهرجان «جدة غير 33» في استمرار لجان المهرجان في العمل للتخطيط للعام القادم وتلافي العمل قبل فترة وجيزة من انطلاق المهرجان كما هو السائد في كل عام على غرار مهرجان دبي السياحي وباقي المهرجانات في دول العالم التي يتم التنظيم لها طوال العام، منوها إلى ضرورة وجود لجان للتنظيم والمتابعة لفعاليات المهرجان.