مشاريع صديقة للبيئة لتخفيف التلوث الناتج عن محطات تحلية المياه

محطة التحلية في جدة تدخل وسط التجمعات السكنية بسبب تمدد العمران

محطة تحلية المياه المالحة في جدة تجاوزها التمدد العمراني («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة تستهدف خفض الانبعاثات البيئية نتيجة احتراق الوقود الثقيل اللازم لإزالة الملوحة من مياه البحر, خصصت المؤسسة العامة لتحلية المياه مشروعا بيئيا بنحو 3.2 مليون ريال لتخلص من الملوثات وفق متطلبات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لتحقيق المقاييس المعتمدة.

وبحسب المؤسسة يوجد 14 محطة تحلية المياه في الساحل الغربي، على البحر الأحمر، ومع التمدد السكاني، أصبحت محطة جدة في وسط المدينة، وأدت أعمدة الدخان الصادرة من فوهاتها إلى تلوث بيئي، الأمر الذي دفع المؤسسة إلى استخدام تقنيات حديثه للتخلص منها.

وأوضحت أنها تعمل على مشروع حماية البيئة، حيث أنفقت 300 مليون ريال لإزالة الكبريت والجسيمات الصادرة من مداخن المصانع، والتخفيف من انبعاث الغازات السامة، بغية تحقيق المقاييس البيئية المعتمدة.

وبينت أن المؤسسة استحدثت طرقا وأساليب جديدة صديقة للبيئة، منها مشروع التناضح العكسي لتحلية المياه، الذي تبلغ الطاقة الإنتاجية له 240 ألف متر مكعب من المياه، والذي لا يسبب احتراقا، غير أن نسبة تنقية مياه البحر تصل إلى 70 في المائة، وهي أقل من الإنتاج المزدوج الذي يستخدم في المحطات البعيدة عن المناطق السكانية كمحطة الشقيق والشعيبة.

المشروع الذي تم عرضه ضمن معرض مشاريع محافظة جدة، أكدت المؤسسة أنه سيسهم في عدم زيادة تركيز هذا الغاز ضمن نواتج الاحتراق عن 3200 ملليغرام لكل متر مكعب من الغازات المنبعثة وتبلغ تكلفته الإجمالية 302.7 مليون ريال متضمنة تركيب مرسبات خفض نسبة انبعاث الكربون.

ويعد مشروع تخفيض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون أحد المشاريع التي تقوم بها المؤسسة بهدف نشر تطبيق آليات التنمية النظيفة CDM على مستوى القطاعات الصناعية في المملكة لتقليل التلوث البيئي. وتم تجربة المشروع بمحطات تحلية المياه المالحة بجدة باستخدام مادة لتنظيف الغلايات ورفع كفاءتها وتخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون حيث تعمل على إزالة الرواسب المتكونة على أسطح أنابيب الغلاية، مما يساعد في تحسين التبادل الحراري، وقد حقق نجاحا باهرا بالإضافة لتوفيره لاستهلاك الوقود بنسبة وصلت إلى 8.8 في المائة.

وبحسب دراسة أعدتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، فإن وجود تدهور حديث العهد في نوعية الهواء في جدة، يمكن نسبته إلى الانبعاثات من مصادر متنوعة، وعلى الأخص من حركة السير البري والصناعات «مما يفاقم المشكلة المناخ الحار، وهبوب العواصف الرملية المتكرر، والملوثات الرئيسية المنبعثة في الهواء من هذه الأنشطة هي أكسيد النيتروجين والجسيمات وأكسيد الفسفور، ومستوى متدن من الأوزون، والمركبات العضوية المتطايرة، وترتبط هذه جميعها بتزايد خطر الإصابة بأمراض الرئة والقلب والجلطة الدماغية».

وتقوم كل من شركة «أرامكو» السعودية والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتشغيل محطة لرصد نوعية الهواء في جدة، ونظرا لاتساع مساحة محافظة جدة وارتفاع عدد سكانها، فإن هناك حاجة إلى المزيد من عمليات الرصد في مواقع مختلفة لإعطاء صورة واضحة عن نوعية الهواء في المدينة بشكل عام.

وأكدت الهيئة تخطي أكسيد النتروجين والجسيمات الدقيقة معاييرها في السنوات الخمس الماضية، كما تخطى الأوزون المعيار، وكان هناك بعض التخطي للمعايير بالنسبة إلى كل من أكسيد الفسفور وأول أكسيد الكربون.

وأرجعت الدراسة السبب الرئيسي لارتفاع مستويات تلوث الهواء إلى النمو الحضري السريع، ودعت إلى اتخاذ إجراءات فعالة حيال نوعية الهواء واعتبارها من الأولويات القصوى التي يجب التعامل معها، وإلا فإنها ستستمر في التدهور واقترحت (لتحسين نوعية الهواء) سلسلة من الإجراءات، من أهمها التعرف على مستويات نوعية الهواء الراهنة بتأسيس شبكة رصد لنوعية الهواء في كل أرجاء المدينة.

وتوقعت الدراسة في أحد فصولها تنامي استهلاك الكهرباء، واستخدام السيارات، وأن خفض استهلاك الطاقة سيؤدي إلى تخفيض مساهمة جدة في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي، وبالتالي في تغير المناخ، كما سيقلص التلوث الناتج عن احتراق وقود السيارات ومحطات الطاقة.

وبالعودة للمؤسسة العامة لتحلية المياه، فقد عرضت المؤسسة في المعرض مشروع أنظمة نقل المياه الشعيبة 3، الذي تبلغ قيمته الإجمالية 4.19 مليون ريال ويقوم بنقل المياه من محافظات جدة ومكة المكرمة والطائف بكمية تقدر بنحو مليوني متر مكعب من المياه يوميا، بمجموع أطوال أنابيب 343 كيلومترا تقريبا من الحديد الكربوني وخزانات حديدية تبلغ طاقتها التخزينية 280 ألف متر مكعب للشعيبة و650 ألف متر مكعب لمحافظة جددة و560 ألف متر مكعب لمكة المكرمة وثلاث خطوط تدعيمية لشبكة مياه جدة بطول 25 كيلومترا.

وبشأن الطلب على المياه في فصل الصيف، أكدت المؤسسة استعداداتها لمواجهة الطلب على المياه المحلاة والطاقة الكهربائية في فصل الصيف بطاقة إنتاجية 2.8 مليون متر مكعب يوميا من المياه المحلاة و1812 ميغاواط من الطاقة الكهربائية بمحطاتها كافة، إلى جانب ما يتم تسلمه من القطاع الخاص في محطات الشعيبة 3 وتوسعة الشعيبة والشقيق 2 والبارجتين وشركة «مرافق» التي تقدّر كميتها بـ1.8 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميا ويتم نقلها عبر خطوط نقل المياه التابع للمؤسسة لدعم المناطق الواقعة بها لتصل الكمية الإجمالية إلى 4.6 مليون متر مكعب في اليوم من المياه.