فتيات يقدن حلم انتشار «الغرافكس»

تعريف الناس بالمجال بصورة واقعية.. أبرز الأماني المستهدفة

فتيات أمام شاشات أجهزة الكومبيوتر يعملن على تحقيق حلم انتشار «الغرافكس» («الشرق الأوسط»)
TT

ترنو الشابة هناء المنصور، وهي طالبة تعكف على إكمال دراستها الجامعية بكلية التصاميم الداخلية بجامعة الدمام، إلى إبراز تخصصها في علم الغرافكس بصورة حية على مستوى المملكة. وترغب من خلال شروعها في التدريب بإحدى الشركات المتخصصة في التصميم في «التمكن العملي من المهنة، لتعريف الناس بالمجال من خلال تطبيقه بصورة واقعية في مختلف التوجهات بطابع متميز ومتطور».

وتشاركها الحلم، صديقتها أميرة الخلف التي تدرس نفس التخصص، والتي تطمح إلى «يوم يعلو فيه مستوى التصميم في المملكة إلى أعلى درجات الاحترافية».

وانخرطت المنصور (22 عاما) مع صديقاتها في الجامعة وزميلاتهن بمدن أخرى في التدريب العملي على الصنعة التي يعتبرها مراقبون «وليدة في السعودية».

ومن المتوقع أن تتخرج الفتيات في تخصص التصميم الغرافيكي، في ثلاث جامعات سعودية، وستكون الدفعة من أولى دفعات التخصص بالمملكة في هذا التخصص.

وعملت كليات التصميم بجامعة الدمام (شرق السعودية) وجامعة الأميرة نورة بالرياض وكلية دار الحكمة بجدة، على طرح التخصص، في مغامرة يعتبرها المتخصصون «خطوة جريئة، ستنعش السوق، وتدعم توطين الوظائف، تزامنا مع ما تنتهجه المملكة في رؤيتها المستقبلية».

وتتلقى الفتيات من خلال تدريبهن تطبيقات عملية على فنون التصاميم الطباعية والخط وتصميم الشعارات، إلى جانب الأعمال المتعلقة بإخراج المجلات والكتب.

من جهتها، قالت الدكتورة حنان الأحمد، وهي عميدة كلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة، إن عدد طالبات كلية التصاميم والفنون في تزايد مستمر، منذ إنشاء قسم التصميم الغرافيكي والوسائط الرقمية قبل نحو أربع سنوات مضت.

إلى ذلك، تربط الشابة هناء المنصور قصة دخولها التخصص، ببداية السنة الأولى والثانية، «كانت عبارة عن سنتين تمهيديتين في كلية التصاميم بجامعة الدمام، وبعدها يتم تحديد التخصص في السنة الثالثة إما تصميم داخلي وإما تصميم غرافيكي.. وكانت المرة الأولى التي يطرح فيها تخصص التصميم الغرافيكي.. بمعنى أننا سوف نكون خريجات الدفعة الأولى في الشرقية العام المقبل». وتقول «لأن هذا التخصص يظل حديثا، فيعني أن الطلب سيكون واسعا لقلة المتخصصين، ويخدم الدعاية والإعلان والتصميم بأنواعه، إلى جانب المطبوعات ودور النشر والملتيميديا».

وتضيف «من ناحية فرص العمل فهي ما زالت في طور النمو نظرا لحداثة هذا المجال على مستوى المملكة»، مشيرة إلى أن السوق بالطبع يحتاج إلى المصممين أصحاب الخبرة، وهذا «مشكلة واجهتنا مع عدم إدراك كثير من الشركات والمكاتب بمفهوم هذا التخصص وأهميته ومدى تأثيره في السوق».

في المقابل، ترى أميرة الخلف طالبة التصميم الغرافيكي أن الفرص الوظيفية في المجال تعد شبه متساوية، وتقول «إن من يمتلك الرغبة والطموح فله القدرة على أن يخلق فرصة بنفسه بغض النظر عن الأوضاع».

وعن دخولها التخصص، تسرد الخلف قائلة: «قرأت عن التخصص بشكل جيد، ووجدت نفسي أميل له وأجد نفسي في مجالاته»، وتضيف «أتمنى أن يدرك الناس معنى وأهمية التصميم الغرافيكي، وحاجتهم إليه».

من ناحيته، يقول كميل حوا، وهو خبير في مجال التصميم ويدير شركة «المحترف السعودي»: «كان التصميم الغرافيكي نشاطا يندرج تحت نشاطات المطابع، وتأسست الصنعة منذ 30 سنة، وبدأت تتشكل كمهنة مستقلة». ويشير إلى أن «الجهات التعليمية في السعودية بدأت تمنح الدرجات العلمية منذ أربعة أعوام»، لافتا إلى أن التصميم الغرافيكي ضروري في فنون الرؤية البصرية. ويضيف حوا «مع ضلوع الناس وتوسعهم التقني باستخدام الكومبيوتر، بات كثير من الشباب يرغبون في هذا العمل ويتجهون نحوه».