بنوك سعودية تفشل في طمأنة عميلاتها بحفظ مقتنياتهن الثمينة

بسبب خوف الجيل الجديد من السرقات الصيفية

TT

فشلت فروع البنوك السعودية في إرضاء عملائها وخصوصا من النساء، جراء عجزها الواضح الذي كشفته قدراتها المحدودة في توفير صناديق لحفظ المدخرات النفيسة والوثائق الثمينة، تزامنا مع انطلاق حملات الصيف السياحية.

ولم تكد تبدأ العطلة السنوية الرسمية بالسعودية انطلاقتها في ظل لهيب حارق، حتى اشتعلت معها رغبة السعوديات في التسابق صوب صناديق الأمانات التي توفرها فروع البنوك بالسعودية مقابل رسوم خدماتية رمزية، الأمر الذي دفع الفروع البنكية للاعتذار عن تلبية طلبات عميلاتها.

وأرجعت الفروع البنكية ذلك إلى كثافة طلبات فتح صناديق أمانات من قبل السعوديات بمجرد بدء موسم الرحلات الصيفية، وعدم وجود أية شواغر لصناديق الأمانات خلال هذه الفترة، مما أرغم السيدات على العودة برفقة مدخراتهن التي تنوعت بين مجوهرات ومبالغ مالية وأوراق تجارية أو استثمارية.

ومع غياب صناديق الأمانات البنكية، بدأت السعوديات رحلة بحث عن طرق بدائية تمكنهن من إخفاء مقتنياتهن الثمينة، تجنبا لتعرضها للسرقة أثناء فترة غيابهن خلال إجازة الصيف التي عادة ما يقضيها السعوديون في بلدان مختلفة من العالم.

وتقدم فروع البنوك السعودية صناديق للأمانات بأحجام مختلفة تختار منها العميلة ما يناسبها ويفي بحاجتها، وتتميز بحماية أمنية مشددة من قبل البنك ذاته، كما تمنح العميلة خصوصيتها أثناء تفقد الصندوق، الذي قد تؤجره لفترات ربع سنوية أو نصف سنوية أو لمدة سنة كاملة برسوم رمزية.

وبحسب ما ذكرته مصرفيات لـ«الشرق الأوسط» من بنوك سعودية مختلفة، فإن الإجماع كان على عدم توافر صناديق للأمانات في الوقت الراهن، جراء تضاعف طلب السعوديات لها مقارنة بالأعوام الماضية، معللات ذلك بتكرر حالات سرقة المنازل السكنية خلال العطل الرسمية. وبحسب آخر إحصاءات مركز البحوث والدراسات في جامعة الأمير نايف الأمنية فقد بلغت حوادث سرقات المنازل 5776 حادثة تمثل نسبة 15 في المائة من حوادث السرقات ونسبة 7.23 في المائة من إجمالي الحوادث الجنائية، في حين بلغ مجموع حالات السرقة باختلاف أنواعها في المملكة 37085 حالة.

وأوضحت مسؤولة الخدمات الذهبية والماسية والخدمات المصرفية للأفراد في أحد فروع البنوك السعودية (فضلت عدم ذكر اسمها) توفر غرفة مخصصة للأمانات في كل فرع بنكي، مشيرة إلى أن هذه الغرف تتمتع بحماية أمنية فائقة تتضمن مجسات وأجهزة إنذار وغيرها. وأفادت أن جميع صناديق الأمانات الحالية في فرع البنك الذي تعمل فيه مؤجرة بالكامل، رغم توفير الفرع 600 صندوق. وقالت: «لقد امتلأت جميع الصناديق في فروعنا كافة، مما تسبب في تضاعف قوائم الانتظار النسوية للصناديق». وبات إقبال السعوديات على مثل هذه الخزنات شبه يومي منذ بداية موسم الصيف، الأمر الذي أرجعته المصرفية إلى تضاعف خوف نساء الجيل الجديد من عمليات السرقة التي تتعرض لها المنازل خلال موسم الإجازة الصيفية.

ولم تقلل المصرفية من أهمية مدخرات السعوديات في صناديق الأمانات، وهذا ما يبرز من خلال إقبال النساء على الصناديق ذات الأحجام الكبيرة التي يبلغ ارتفاعها 40 سم، مرجحة امتلاءها بالمجوهرات التي تقدر قيمتها بالملايين. ويبدو أن صناديق الأمانات للسعوديات التي تحكم مالكاتها إغلاقها في موسم الصيف حتى بلغت نسبتهن 80 في المائة من العميلات على حد ما ذكرته المصرفية، سرعان ما تفتح أقفالها بمجرد العودة من الإجازة الصيفية، لإرواء العطش الأنثوي بما تحويها من ذهب ومجوهرات، مع بدء إجازة كل أسبوع في يومي الأربعاء والخميس، قبل أن تعيدها تارة أخرى إلى مهجعها. وتؤكد مديرة أحد الفروع البنكية في السعودية - رفضت ذكر اسمها ومكان عملها - حجم الإقبال الكبير للسعوديات في موسم الصيف على فتح صناديق الأمانات، مؤكدة إكمال البنك الذي تعمل فيه تأجير كل صناديق الأمانات التي يبلغ عددها 90 صندوقا في مختلف فروعه.