«رمضان» و«الصيف» يرفعان درجة التوجس من نقص الماء والكهرباء

«الجالون» أحد حلول السكان لتخزين المياه

السكان تحسبوا لانقطاعات الصيف بالخزانات داخل منازلهم (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

مع اقتراب شهر رمضان، وتواتر الحديث حول صيف ساخن، ارتفعت حدة التوجس من انقطاعات متوقعة في إمدادات المياه والكهرباء، على الرغم من التطمينات التي بثتها الجهات المسؤولة عن توفير المياه والكهرباء وأجهزة الرصد التنبؤي بدرجات الحرارة.

الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عمدت إلى تهدئة السكان وطمأنتهم بأن درجات الحرارة لن تصل إلى النسب المشاع عنها، بل ستتراوح بين 44 إلى 49 درجة مئوية، ورغم ذلك فإن الحديث حول درجات الحرارة ما زال يتغلغل في المجتمع، الأمر الذي دفع بالبعض لشراء خزانات بلاستكية بأحجام مختلفة لتخزين المياه والاستفادة منها في حال توقف تدفق المياه من العين العزيزة.

هذا التوجه من المواطنين توافق مع إعلان شركة المياه التابعة لوزارة المياه والكهرباء عن توفير كميات كافية من المياه لمحطات التحلية بالشعيبة، والتي تبلغ كميتها حاليا 520 ألف متر مكعب يوميا، لمواجهة الكثافة العددية في أعداد الزوار والمعتمرين، كما تمت تعبئة كل خزانات المياه بمكة المكرمة، التي تبلغ طاقتها التخزينية من المياه نحو مليوني متر مكعب، إضافة إلى تعبئة جميع الخزانات الموجودة في مناطق المشاعر المقدسة وفي مكة المكرمة للاستفادة منها في حال زيادة كميات الاستهلاك في أواخر شهر رمضان.

وتزداد مخاوف السكان من نقص المياه وانقطاع التيار الكهربائي، وإن كان على فترات، ما يتم تسجله هذه الفترة من توفر للمياه، خصوصا في الأحياء الشعبية، بينما لم تسجل مواقع تزويد المياه بالصهاريج (الأشياب) ازدحاما في الفترة الماضية، وما يتم تسجله يعد طبيعيا وفقا لمتعاملين في المحطة، بحكم توزيع المياه المحددة سلفا على كل الأحياء.

وتسعى شركة الكهرباء السعودية للحيلولة دون انقطاع التيار الكهربائي في المدن الواقعة غرب السعودية، كونها الأكثر تأثرا في رمضان، من خلال مشاريعها الجارية لرفع القدرة الإنتاجية إلى أكثر من 30 ألف ميغاواط في عام 2016، وعملت على توفير احتياطي في المرحلة الحالية تحسبا لنمو الطلب في هذه الفترة.

ويخشى المواطنون أن يسجل شهر رمضان للعام الحالي مع ارتفاع عدد المعتمرين وزيادة الطلب المتوقع داخل مكة المكرمة وخارجها لارتفاع درجات الحرارة، حالة استثنائية، لعدد من المدن القريبة من العاصمة المقدسة، التي تشهد ازدحاما في الشهر المبارك.

وبالعودة إلى خزانات المياه التي يتم وضعها في دورات المياه أو المطابخ للاستفادة منها في حال انقطاع المياه، ذكر متعاملون أن سوق بيع الخزانات والجالونات نشطت نسبيا عن مطلع العام، وتتراوح أسعار الخزانات بين 10 - 300 ريال حسب السعة، موضحين أن بعض المستهلكين يعمدون إلى تركيب الصنبور لبعض الخزانات لتسهيل عملية الاستفادة من المياه.

وتعتبر السعودية أكبر دولة منتجة للمياه المحلاة في العالم لاستحواذها على 30 في المائة من الطاقة الإنتاجية للعالم، وتقوم الحكومة السعودية بجهود جبارة لمواجهة الطلب المتزايد في الفترة الحالية ومستقبلا، من خلال مشاريع تحلية المياه في الساحل الشرقي والغربي، التي يبلغ إنتاجها نحو 3.3 مليون متر مكعب يوميا وعبر شبكة لنقل المياه تبلغ أطوالها أكثر من 4000 كيلومتر.

وتشهد المملكة نموا في تعداد السكان يصل إلى 2.2 في المائة، وقد تصل حسب الدراسات زيادة السعوديين بتعاقب السنوات إلى أكثر من نصف مليون نسمة في السنة الواحدة.

ويبدو أن السكان لن يتنازلوا عن مخاوفهم وما أثير ما شائعات حول درجات الحرارة، حتى يتبين لهم العكس، وهو ما ستبينه مقبل الأيام بما يخالف حديث مجالسهم، وحتى يحين الموعد ويطل الهلال تظل المجالس عامرة بالحديث حول الحرارة والتيار والمياه.