معاقون يناشدون تبني اختراعاتهم وإيصالها للعالمية

بينهم كفيف أنشأ أكبر موقع فيزيائي وسجل 22 براءة اختراع

TT

لم يكن الأمر هينا، بالنسبة لأعضاء لجنة التحكيم في الأمانة العامة لجائزة جمعية الأطفال المعوقين، وهم يختارون عددا من النماذج الحضارية لذوي الاحتياجات الخاصة، وهم يغردون في سماء البحث العلمي والمبتكرات الحديثة التي صمموها وقاموا بطرحها على أرض الواقع، طامحين في الوقت نفسه لإيصال تلك المخترعات إلى العالمية.

وطالب الدكتور عبد الرحمن العناد، الأمين العام للجائزة، أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» الجهات المعنية بقضية الإعاقة بالدخول لهذا المضمار، ودعم مبتكرات ومشاريع ذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد، مرجعا ذلك إلى قوة المنتج الفكري لهذه الفئة عندما تتاح لها الفرصة.

وشدد الدكتور العناد على ضرورة تبني مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا للمواهب التي تحظى بها الجمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين استطاعوا ابتكار عدد من الاختراعات، بالإضافة إلى متابعة المدينة للإجراءات التي من شأنها الحصول على براءات الاختراع التي قام بخلقها عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة الموهوبين في السعودية، وضمان حقوقهم.

وذكر العناد بعض النماذج التي يحتذى بها في مجال الاختراعات والبحث العلمي خلال إعلانه عن أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها السابعة خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في مقر جمعية الأطفال المعوقين في العاصمة الرياض، مؤكدا أن اللجنة قررت اختيار الفائزين في فروع جائزة الجمعية في دورتها السابعة لعام 2012، بعد عرضها على مجلس إدارة الجمعية ومصادقته على ذلك. ومن ضمن تلك النماذج، مهند أبو دية (كفيف) أنشأ أكبر شبكة مواقع على الإنترنت للعلوم الفيزيائية باللغة العربية، وسجل 22 براءة اختراع باسمه، حيث اخترع قفازا يحول لغة الإشارة إلى صوت، واخترع قلما بخاصية ممغنطة تساعد الأطفال والذين يعانون الارتعاش باليد والمكفوفين على الكتابة، وهو يكمل الآن تخصصه في هندسة طيران الفضاء، وأنشأ مركزا أطلق عليه «المركز السعودي لثقافة الاختراع».

وعمار بوقس، الذي يعد أنموذجا يحتذى به في مواجهة الصعاب وتحدي الإعاقة وإثبات الذات؛ فرغم إصابته بشلل تام في جميع أطرافه منذ الولادة، فإنه أثبت أنه صاحب قدرات خاصة، حيث درس بالانتساب وحقق المركز الخامس في المرحلة الثانوية، وحصد قلادة الامتياز بنسبة 97 في المائة، ومن بعدها التحق بالجامعة، وحقق معدلا تراكميا بلغ 4.84 من 5. وحفظ القرآن الكريم في عامين، على الرغم من أنه بدأ الحفظ في سن الثالثة عشرة.

يأتي ذلك في إطار جهود جمعية الأطفال المعوقين لترسيخ ثقافة الشراكة وحشد المساندة المجتمعية لرسالتها، حيث تبنت برنامجا رائدا للتحفيز يتضمن عددا من المحاور، في مقدمتها جائزة الجمعية وذلك بهدف توثيق العطاءات المتميزة في مجال خدمات الجمعية كقدوة تحتذى، وتشجيع أصحاب المبادرات الخيرية والبحثية والإبداعية على مزيد من العطاء والتألق.