الرياض: المجتمع ومرضى التوحد يستمتعون بأطباق وعروض 26 دولة

سميرة الفيصل لـ «الشرق الأوسط»: مرضاه بحاجة إلى دعم رجال الأعمال

نحو 300 عارض شاركوا إلى جانب الأطفال في عروض الفلكلور الشعبي في المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

تحدق الطفلة سارة ذات التسع سنوات في طبق لتتذوقه احتوى على قطع من السمك وأخرى من الموز المقلي، وأعادت الطبق بعد أن ترددت في تناوله إلى سيدة أربعينية سمراء تبتسم واقفة تحت لوحة تحت جناح صغير تحمل عنوان «ساحل العاج»، وهو أحد الأجنحة المشاركة في «المهرجان العالمي للثقافة والسفرة»، الذي نظمته الجمعية السعودية للتوحد بهدف استقطاب الزائرين ليستمتعوا، ويتعرفوا بشكل أوسع على مرضى التوحد والفصام.

وإلى جوار الجناح تراص 26 جناحا آخر، عرضوا المأكولات في قسم الطعام، إلى جانب أوان ومنسوجات ومنتجات تمثل بلدانهم في الجهة الأخرى من المعرض.

من جانبها، أوضحت الأميرة سميرة الفيصل، وهي رئيسة الجمعية السعودية للتوحد وجمعية مرضى الفصام، أن تنظيم المعرض الثقافي «يساعد الجمعية في نشر ثقافة التعامل مع المرض لدى الأسر في السعودية.. ليس عيبا أو نقصا كما يعتقد البعض».

واشتمل المعرض الذي انطلق في السابع من يوليو (تموز) الجاري ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل في المدينة التاريخية «الدرعية» على عروض فلكلورية شارك فيها ما يربو على 300 عارض من مختلف الدول الـ26.

إلى ذلك، شارك الجمهور وأطفال أسر التوحد السعودية، إلى جانب سفراء وممثلين دبلوماسيين، من الدول المشاركة في تذوق الأطباق المقدمة في السفرة العالمية على هامش المهرجان. وتنوعت الأطباق التي قدمتها الدول المشاركة في أنواعها، وعمدت كل دولة إلى تقديم طبقين متجانسين يمثلان الجانب الشعبي لديها.

ونالت أجنحة دول مثل الفلبين اهتماما من قبل المرتادين، إذ قدم الشيف إيدي طبق «بيكول إكسبرس» وهو خليط من شرائح اللحم المقدد المخلوط بالفلفل إلى جانب البصل المقلي. كما تعرف الزائرون على وجبات اعتبرها صالح الغامدي، الموظف الحكومي في الرياض، «غريبة»، إذ قدم جناح الكونغو وجبة تدعى «مساكة» وهي دجاج مقلي بالسبانخ يقدم مع الموز المغلي. يقول: «استغربت طريقة التحضير، لكني اكتشفت أن نوعية الموز التي وضع المنظمون عينة منها إلى جانب الطبق تختلف، فهو قاسي الملمس مقارنة بالموز الذي تعودنا على تناوله في السعودية». ولم تخف نورة العمري، وهي معلمة في المنطقة الشرقية تزور عائلتها في الرياض، إعجابها بطبق يدعى «هينا ريترا» قدمه شيف من مدغشقر يدعى «تاتيتنا» مع الأرز، وهو عبارة عن أرز مقلي بالخضار مع اللحم الناشف المخلوط بفطر.

في المقابل، قدمت الأجنحة الخاصة بالدول العربية أطباقها المعروفة، الكبسة الخليجية، والكسكسي المغاربي بطريقته الليبية والتونسية والمغربية، إلى جانب الكشري المصري، والمنسف الأردني. «لم نجد شيئا غريبا في هذه الأطباق، غير أنها قد تكون جديدة بالنسبة إلى الزوار غير العرب»، كما يقول أحمد الدوسري وهو طالب جامعي يدرس في الرياض.

يشار إلى أن الدول التي شاركت في المهرجان بالإضافة إلى السعودية، هي الكويت ومصر وسلطنة عمان، والمغرب والسودان، فضلا عن الأردن وتونس وليبيا والجزائر والعراق، ومن خارج العالم العربي شاركت إريتريا والمجر وبريطانيا وفرنسا وكوبا وأميركا وإيطاليا وباكستان، إلى جانب الصين والكونغو والفلبين وإسبانيا وكوبا ومدغشقر ونيجيريا.

وبالعودة إلى الأميرة سميرة الفيصل التي أكدت في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن مرض التوحد «يحتاج إلى دعم من قبل رجال الأعمال لعمل أوقاف خيرية، إلى جانب دعم القطاعات التعليمية، إذ تخصص أربع ساعات فقط في اليوم لمراجعة الحالات، بينما تحتاج العيادات والجهات المتخصصة في مرض التوحد إلى نحو عشر ساعات يوميا، لنتمكن من تحقيق التقدم الذي نتمناه»، مضيفة: «اعتمدنا في خطتنا أن ننجز سنويا 27 فعالية بواقع فعاليتين لكل أسبوع، باستثناء الإجازات والعطل الرسمية».

ويأمل رئيس الجمعية السعودية للتوحد من خلال البرامج الدورية التي تنفذها الجمعية، أن يصبح كل بيت سعودي «مدرسة في التوحد»، وأن تحقق الجمعية انتشار الوعي بثقافة التعامل بدمج المجتمع مع المصابين بهذا المرض، انطلاقا من المنزل، فالأقارب، وانتهاء بالمجتمع.